بدأ كل شيء حين اكتشف كريستوف كولومبوس القارة الجديدة عام 1598م وبعد قرون من الابادة الجماعية للشعب الاصلي (الهنود الحمر) وحبس بقيتهم في مخيمات كمخيمات اللاجئين لعزلهم عن الشعب الغازي الجديد واخيراً ادخال النشيء الجديد منهم بمدارس خاصة لغسيل الادمغة ومسخ الهوية سمحوا للمختارين فقط والمسوخ الهندية المدربة والمعدة جيداً بالاندماج مع المجتمع الجديد ولكن الامر لم ينتهي الى هذا الحد!
انتهت قصتهم مع الهنود لكن عداءاً او ظلماً من نوع اخر ظهر وهو استعباد السود بعد ان بدأت سفنهم ترسوا على سواحل افريقيا ويقوم رجالهم بسرقة اطفال وشبان الافارقة السود واخذهم كعبيد للعمل في حقول القطن وغيرها ولقرون طويلة حتى قرروا اخيراً وبعد حرب اهلية بين الشمال والجنوب فاز فيها الشماليون قرروا بعدها ان السود بشر مثلهم! وانتهى الاستعباد للسود ظاهرياً!
وكشعب نشأ من منبوذي اوروبا ومجرميها والسراق والمغتصبين والمحكومين من قبل الكنيسة لم يهدأ لهم بال بلا قتال ولا عدو يديم نمط حياتهم الهجومية ولكن الوضع لم يكن ملائماً لهم للدخول في الحرب العالمية الاولى وقد افادهم هذا الشيء بشكل كبير فهم لم يخسروا شيئاً في الحرب لأنهم لم يشتركوا فيها فعلياً في مقابل ضعف بقية الدول الكبرى في وقتها المانيا وبريطانيا وفرنسا وروسيا وتمضي السنين وتزداد امريكا قوة عسكرية واقتصادية حتى جاءت الحرب العالمية الثانية والزعامة الدولية لا زالت لبريطانيا وهنا تبدأ الكارثة التي لا يزال صداها يملأ ارجاء الارض بعواقبه الوخيمة فبعد ثلاث سنين من الحرب العالمية الاولى وبلا أي مبرر قرر الامريكان الدخول في الحرب الى جانب الحلفاء بحجة ميناء (Pearl Harbor) وقصف اليابان له وعلى كل حال اشتركوا وليتهم لم يشتركوا فقد قاموا بأول استخدام همجي للسلاح النووي في التاريخ في هيروشيما وناكازاكي اليابانيتين وغيرها من الفظائع التي تسببوا بها وتنتهي الحرب بخراب اوربا واسيا وضعف كل دول العالم الكبرى عدا امريكا فمجدداً يبتسم الحظ لها لبعدها عن مدى نيران هتلر وامبراطورية اليابان فتخرج من الحرب بأقل الخسائر الممكنة وتبرز كقوة كبرى في العالم بالنووي والجيش المنظم والدعم المادي اليهودي حيث بدأ اليهود يدركون ضعف بريطانيا واستقواء امريكا يوماً بعد يوم فنقلوا نشاطاتهم ولوبيهم وتحركاتهم المشبوهة الى امريكا ليصلوا وبعد سنين قليلة الى نقطة ضعف امريكا (الاقتصاد) واليهود معروف عنهم امتلاك رؤوس اموال كبيرة منذ الازل لتعاملهم بالربا وبخلهم ومراوغتهم وارتكابهم كل قبيح في مجال التجارة فبدأوا العمل على التحكم اقتصادياً وسياسياً واعلامياً بأمريكا ونجحوا في تأسيس كيانهم المسخ في فلسطين وليس هذا موضوعنا فنحن نبحث في امريكا وتطفلها فيروسياً على كل الموارد الطبيعية في العالم لإدامة (نمط الحياة الامريكي!) والبقاء في الزعامة الدولية وحكم العالم.
بعد الحرب العالمية الثانية بدأت الحرب الباردة بين امريكا ونظامها الرأسمالي والاتحاد السوفييتي بنظامه الشيوعي وتستمر امريكا في دعم الصهاينة في حروبهم في الاعوام 1967 و1973 وتدعم امريكا نظام صدام في حربه ضد ايران ونصل الى عام 1990م وهنا تبرز امريكا كقوة عظمى وحيدة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي ولكنها تصطدم بطموحات صدام للتحكم في 25% من نفط العالم في الخليج وخصوصاً في الكويت والساحل الشرقي للسعودية وتبرز الطبيعة الفيروسية لأمريكا في تصريحات مسؤوليها حيث يقولون انهم لن يسمحوا لأحد ان يمنع عنهم النفط الضروري لإدامة اقتصادهم! نعم هكذا صرحوا فهم لم يحرروا الكويت حباً بشعبها او حرصاً على الامن والسلام الدولي بل للتحكم بالنفط الخليجي وكان لهم ما ارادوا.
نمط الحياة الامريكي!
تقول التقارير الدولية ان موارد الكرة الارضية تدعم نمط الحياة الامريكية لمليار ونصف شخص فقط أي ان العالم لو اراد ان يعيش بطريقة معيشة امريكا فيجب ان نضحي بأكثر من ثلاث ارباع البشر والا فأن موارد ارضنا لن تكفي لأكثر من هذا العدد فأمريكا كدولة تتكون من 220 مليون شخص تقريباً تستهلك اضعاف ما تستهلكه افريقيا من كل شيء الغذاء والماء والاسماك والغابات والوقود وتطرح من التلوث ما يعادل مجموع ما يطرحه بقية البشر مجتمعين! ولذا نرى انها رغم وصولها الى الرخاء الاقتصادي منذ ستينيات القرن الماضي ووصولها الى القمر(كما تدعي!) فأنها لم تكتفي بما عندها بل انها تطمح دائماً الى امتلاك السيطرة السياسية والاقتصادية على البلدان التي تمتلك موارد طبيعية (كالعراق مثلا!) ولأي شيء تستخدم هذه الموارد؟ لتصنيع السلاح وادامة الحروب وتجارة الحروب والمخدرات والبشر!
نعم هذه هي امريكا البلد الذي يشكل حلم للكثيرين للعيش فيه او تقليده في كل شيء فقد بدأ الكثيرين في كل دول العالم يتخلون حتى عن اسمائهم وتقاليدهم واديانهم حتى ليصبحوا قرود تقليد للتجربة الامريكية رغم ما فيها من فيروسية وعنجهية وتكبر واستعلاء لادعاء التحكم بالعالم وتهديده بالسلاح واسكات كل حركة معارضة لسياستها بحجة الارهاب وبازدواجية مفضوحة فكل من يجاريها في سياساتها هو صديق للشعوب ولو قتل في كل يوم الالف وكل من يعارض سياستها فهو ارهابي حتى لو قدم المساعدات لكل شعوب العالم ولم يطلق طلقة واحدة ضد احد!
الفيروسية الامريكية لا تنتهي عند حد امتلاك الموارد الطبيعية بل تتعدى ذلك الى زرع خلايا من تلاميذها في كل دول العالم لتستطيع تصدير تجربتها وتكريرها في كل بلد حتى يلبس اهله ما يلبس الامريكان ويأكل ما تأكل امريكا ويستخدم من الاجهزة والتقنيات ما تستخدم امريكا وطبعاً صارت امريكا هي القدوة وهي المصنع لكل ما يحتاجه مقلديها فهي سرطان يجتاح الدول لعولمة تجربتها ومسخ بقية الشعوب بلا أي احترام لخصوصيات الشعوب الاخرى وهي تستخدم في حربها هذه اكبر الة اعلامية في العالم وبأكثر من الف فضائية تنطق باسم امريكا وبلغة إساءة واضحة لكل الاديان والاعراف والتقاليد لكل البشر عدا ما ترتئيهالموضة الامريكية.
ختاماً لكل ما سبق اود تلخيص ما قلت بعدة كلمات وهي ان امريكا تمر الان بأزمة اقتصادية ستحاول ان تصدرها الى الدول الاخرى بخلق حرب مع ايران او غيرها فقط لدفع الدول المغفلة (الخليجية او غيرها) الى دعم حربها بالمال وهم كرماء في الدفع الى درجة الصرف بلا حساب كما فعلوا في حرب الخليج عام 1991 حيث انقذوا امريكا من ازمة اقتصادية كانت تعاني منها بدفعهم الى امريكا اضعاف اضعاف ما صرفت على الحرب وللأسف سيعيد التاريخ نفسه فالحذر الحذر لعل النصيحة تنفع!