23 ديسمبر، 2024 8:26 ص

أنا امرأة وحيدة
وغريبة
امرأة حزينة ومجنونة
نعم مجنونة أحول الألم لابتسامة من أجل متابعة حياة بدون متعة
الحياة أيضا حزينة
ومع ذلك أضحك بهستيريا غريبة
الموسيقى أيضا تثير مشاعري، تبكيني وتضحكني هكذا بلا أسباب
أذهب إلى السينما كتواطؤ مع رغباتي العصية لفهم مكامن الضعف فينا ونحن نتبادل وإبداعات العمالقة تلك اللحمة السرية التي تربطنا بفعل الحياة. ولنرى كم من الإحباطات تفجر فينا إلهامها… لا شيء خفي عن الروح المتألمة، إنها تتحمل كل هذا من أجل قدر لا يُحتمل.
في السينما يُشعل الفيلم حنيني ويبدأ قلقي في الظهور كلما أثارت مشاهده عواطفي، وأجهش بهدوء كلما اكتشفت هشاشتي!
بعد نهاية الفيلم أخرج من السينما دون رغبة في شيء، أتعثر في ارتباكي… على باب السينما أسحب سيجارة من علبة الدخان، وأنتبه أن الناس ينظرون إلي باستغراب؟! ويقول رجل: (لاحول ولاقوة إلا بالله) أخفي السيجارة وأتذكر كاترين دينوف في أحد أفلامها وهي على باب السينما تُخرج علبة دخانها من الحقيبة وتدخن سيجارتها بكل ثقة دون أن يبتزها أحد من المارة مثل ما حاول ابتزازي هذا الرجل !تبا!!
مع أنني لست مدخنة لكن علبة الدخان دائما في حقيبتي إنها حالة قصوى من الرغبات الغامضة التي تنتابني أحيانا.
على باب السينما
أصادف صديقا يحب امرأة أخرى، كلما رآني يستهويه الحديث عن حبيبته، أنصت له باهتمام كبير وأتسائل: لمَ كل هذا الوجع؟
ينتابنك شجن عميق
ظلك التائه في الحياة
صوت والدتك وهي تحتضر ما زال عالقا في أذنك!
نظرة ابنتك الأخيرة وهي تختنق، ما زالت تسبب لك الكثير من الأذى
لا أستطيع التفكير في شيء واحد، كل الألام تتدفق دفعة واحدة كشلال قاتل. والموت الذي نسج علاقة سيئة معي، حطمني بلا معنى.
تبا لا معنى لكل هذا الهراء. إنني أتركه ورائي ولا أحفل بالمواعظ ولا بنظرات البشر ولا بعقولهم التي تعفنت ورتبت لنا حبالا من الوهم تلتف حول رقابنا دون رحمة.
أحتار في نفسي وكيف بدأتُ، وكيف تحرقني نتوءات العمر ثم ترميني في منفضة الوقت، ما زلت لا أفهم ما يجري
ولا أفهم القدر ولا صدماته القاتلة التي تبتز وجودي بإصرار
أحب عينيك فقط وصورتك التي نسجها خيالي كي يكتمل المعنى
لكنك لم تأت!
ولم يكتمل المعنى، مللتُ الانتظار!!
حتى في الحب لا تكتمل الأمنيات.
كلما اعترف لي رجل بحبه، تبرق ملامحك في خيالي، لكن، لا أحد يشبهك.
وأنا لا أتنازل….
أريدك كما أنت، كاملا دون نقصان: تثير القشعريرة في مساماتي وتحرك ملامحك قلبي.
كلما اعترف لي رجل بحبه أتذكر وجع المفاصل المزمن الذي ينتابي وبوهيميتي في الحياة وكيف أن بعض قصائد الحب تحولت إلى حسرة!!
ثم أتذكر الرجال الذين أعجبوا بي، وكيف، عن طريق الخطإ القاتل بعث لي بعضهم برسائل غرامية لنساء أخريات.
الرجل الوحيد الذي كان قريبا من وجعي. ” أمسك بيدي ثم غار في عيني” وحين دخلنا ملكوت السماء أخبرته بأنني لا أتقن سوى لغة العصافير و أنني ما زلت طفلة صغيرة تستمتع بحكايات إيسوب…
كان أجمل شيء في هذا الحب هو الشجر حول بيته وضوء القمر على وجهه وحكايات إيسوب.