23 ديسمبر، 2024 7:36 ص

امرأة الثلج عراقية

امرأة الثلج عراقية

في لهيب المشاعر الصيفي ولدت تلك الجميلة من رحم الانتظار والترقب.. كان كل شيء في داخلي يراها مختلفة عن كل النساء، امرأة استثنائية بكل التفاصيل. هممت بها في لحظات الشوق وراحت روحي تتشظى ما بين مسامات ذلك الترف الثلجي الذي يغطي مفاتنها، حتى ايقنت ان الموت على صدرها ولادة في زمن الموت والكبت.. وادركت انها قد لا تكون مرة اخرى على شكل امرأة. فالأشياء الجميلة قد لا يتمكن القدر من استنساخها لمرتين او اكثر.. نعم انها لا تأتي على شكل امرأة مرة اخرى ، قد تأتي شجرة تفاح او باقة من الزهور او نسيم بارد في ليلة صيفية جوفاء.. او قد تأتي غيمة تمطر تلك الصحراء المترملة في داخلي منذ ان أوجد الله الطبيعة..!

سرعة الإقلاع والهبوط في صوتها وهي تحدثني في اخر الليل عن دفئها، يحملني لغيوم لم أزرها من قبل ولَم تمر في باطن افكاري، فذلك الصوت الذي يخترق كل حجب الوتساب ومواقع التواصل الاجتماعي ليتناغم في داخلي كأنامل عازفا يدرك كيف تلاعب أصابعه أوتار ودوزنات الته الموسيقية ليخرج منها أصواتا تبهر السامعين متراقصين على وقعها والخطوات تتمايل ذات الشمال وذات اليمين،

خطواتها لم تزل اثارها مطبوعة على قلبي وصوتها لازال يتدفق في أحضاني كطفلة تريد اللعب لاقصى وقت ممكن .. لازلت اسمعها وهي تقول انا مشغولة بك. ورغم هذا لا اريد التعلق بك لاني عراقية..! والعراقيات لا يُؤْمِنن بالسعادة كثيراً لان رائحة الموت تحيطهم من كل جانب.. وان تعددت الأسباب فالموت واحد ياصديقي.. ارحل عن مشاعري بكل ما تملك من حالة حب قصوى واتركني لاني امرأة من ثلج عراقية..!