23 ديسمبر، 2024 6:04 ص

امتحانات نصف السنة

امتحانات نصف السنة

توجه سبعة ملايين تلميذ في المدارس الابتدائية لاداء امتحانات نصف السنة وسط ظروف صعبة ليس بسبب عدم الاستقرار الأمني في بعض المناطق فقط ، وانما علاوة على ذلك، هذا العام كانت بدايته غير مشجعة اذ لم توزع الكتب بين ملايين التلاميذ واضطروا الى استنساخها.
البداية كانت متعثرة ومؤذية للكثير من العوائل، ومن هنا تأخر اعطاء الحصص في مدارس كثيرة ما اضاف عبئاً تعليمياً على الاسرة التعليمية والبيت وكل المعنيين بالعملية التربوية.
التلاميذ ذهبوا الى المدارس وهم يحملون الاماني بان تكون الامتحانات بمستوى التدريس والتعليم الذي تلقوه ومراعاة ظروفهم العسيرة والخارجة عن ارادتهم والتي تقع مسؤوليتها على الجهات الحكومية وتحديداً وزارة التربية المشحة في استعداداتها لظروف موضوعية وذاتية.
نحن لا نقول ان تتساهل المدارس على حساب العملية التعليمية والمستوى العلمي، وانما تأخذ هذه الظروف بنظر الاعتبار، وتبذل جهوداً استثنائية باعطاء حصص اضافية للتلاميذ، والاستغلال الامثل للوقت والفرص المتاحة.
وبودنا ان نثير مسألة ان يتم تقييم التلميذ في امتحان نصف السنة وفي النهاية الامتحان النهائي على ما يؤديه فيهما من اجابات ولا يحسب له نشاطه في الاشهر الباقية. مما يوقع به ظلماً وحيفاً.
اقترح هنا ان تتعامل الوزارة مع طلبة الصفوف الاولية مثلما تتعامل مع صفي الخامس والسادس، وان لا يقتصر تقييم التلميذ على الامتحان النهائي الذي قد يكون التلميذ ليس في وضع نفسي او صحي يؤهله للاجابة الصحيحة او يعكس مستواه العلمي ونشاطه.
طبعاً بعض المعلمين والمعلمات يأخذون ذلك بنظر الاعتبار ويتعاملون مع التلميذ على هذا الاساس ولا ينظرون اليه في لحظة ادائه الامتحاني سواء في نصف السنة ام نهايتها، وانما على مجمل نشاطه وتفاعله مع المادة.
من المؤكد ان هناك عوامل اخرى تؤثر على التلاميذ عند الامتحان منها ما هو منظور وملموس والاخرى غير مرئية يشخصها التربوي من خلال متابعته لتلاميذه، فعليه يجب ان لا يتقيد بحرفية الاداء ساعة الامتحان فقط خصوصاً في الصفوف الاولية.
ان رسوب اعداد كبيرة من التلاميذ في هذه المرحلة الدراسية يعد خسارة للاقتصاد الوطني لانه عبارة عن ضياع واهدار كل ما تم صرفه من كلف على التعليم في هذه المراحل.
في بلدان كثيرة لم يعد هناك رسوب في المرحلة الابتدائية ينتقل التلاميذ بصورة آلية الى مرحلة اعلى، بعد ان يقدم لهم تعليم جيد يمكن كل الدارسين من استيعاب ما يدرسون، وهي بلدان مشهود لها بالتقدم على صعيد التربية والتعليم