برغم الرماد، وبرغم شدة النيران، دائما يكون شخص ما يعمل بصمت، ليخرج في نهاية المطاف، معلنا عن انجازه، في العراق لدينا حكايا، عن ما سلف، لا سيما في المجال الاقتصادي، اذ قد تكون الأمة العراقية منشغلة بمصيبة داعش، ونكسة الحكومة السابقة، فلا وقت لديها ان تفكر بتطوير الملفات الاخرى غير الملف العسكري والسياسي، لا وقت لديها ان تمنهج عملها، بين سلاح وقلم وعقل.
التوقعات كانت تشير الى كارثة اقتصادية في العراق، ليس التوقعات، لعل الدراسات والبحوث، استنتجت ذلك من قراءتها للواقع العراقي، لمن يتابع، يعي جيدا، أسباب هذه التوقعات، فالبلد ذَا خزينة خاوية، لا حول لها ولا قوة، بعد ان ذهبت اغلب أموال العراق، للصفقات السياسية والتسليحية، بعد ان توزعت الموازنة بين صفقة السلاح الروسي التي لم تتم لان الجانب الروسي اكتشف فسادا فيها، وبين الصحوات ومجالس الاسناد، وشيوخ الألفين ” وهسه “.
قالت وزارة النفط العراقية إن صادرات البلاد النفطية ارتفعت إلى 3.08 مليون برميل يوميا في نيسان الماضي مقارنة بتصدير 2.98 مليون برميل في شهر آذار، وهذا المعدل هو الأعلى للصادرات منذ عقود عندما بدأت صناعة النفط تتراجع في العراق منذ مطلع الثمانينيات جراء الحروب المتعاقبة والحصار الذي فرض لاحقا على البلاد.
بقي النفط العراقي، تحت رحمة أمرين لا ثالث لهما، الاولى الحروب والتهور، الذي ادخل العراق بحرب خاسرة ارجعته الى عقود الظلام، والثاني الاجتهادات الشخصية وسوء الادارة، واحلى هذين الامرين، امر من العلقم، بيد اننا شهدنا تراجعا نسبيا في حجم الصادرات العراقية للنفط، وكمية الانتاج، فكان من تعاقب على إدارة الملف النفطي، يؤمن بالقول المأثور،، مغبون من تساوى يوماه،، وهم في تراجع وبطبيعة ايامهم لم تكن متساوية.
منذ ثلاثين عاما، لم نسمع كلمة زيادة سواء اكانت هذه الزيادة في الانتاج او في التصدير، فالنفط العراقي كان يولد ميتا، حقول كثيرة كانت خارج السيطرة وبإرادة حكومية، نتيجة غياب طموح الصعود نحو القمة، خشية الوقوع سريعا منها، النفط حقق انجازا بقيادة الوزير الخبير عادل عبد المهدي،برغم هجمات داعش التي تركزت على حقول النفط والأنابيب الناقلة للتصدير، يضاف اليه، تقدم العرض على الطلب في الاسواق العالمية كثيراً وتراجع الاسعار وبالتالي الامكانيات المالية.. وتراجع نوعية “نفط البصرة” بسبب قدم الابار الكبيرة ودخول حقول جديدة بمواصفات اخرى، مما رفع من مستوى المياه والاملاح والمواد الاخرى.
العراق بحسن اختيار رجالاته، سيصنع مجدا، سيصنع امبراطورية نفطية وسنردد كثيرا كلمة زيادة، في الانتاج تارة وفي التصدير تارة أخرى.