23 ديسمبر، 2024 5:44 م

اما .. او ( ماننطيها )

اما .. او ( ماننطيها )

مثل كرة الثلج التي تتدحرج ويكبر حجمها اثناء تدحرجها ، تكبر الشائعة ويزداد جمهورها ، ولكثرة تداول الشائعات في بلدنا وسرعة تصديقها من قبل الناس ، اوقن احيانا ان تلك الشائعات لاتنطلق بصورة عشوائية ، بل هي صناعة متقنة ومنظمة ولها خبراؤها واوقاتها المناسبة واهدافها المتنوعة ..
آخر شائعة تناقلها العراقيون بعد مرور العيد المتخم بالموت والازدحامات هي احتمال تاجيل الانتخابات او الغائها لاستمرار الخلاف بين الكتل النيابية حول تمرير قانون الانتخابات لكن الشائعة لم تتوقف عند هذا الحد بل تدحرجت من لسان لآخر فكبر حجمها وصار يمكن لمن يسمعها ان يتخيل العراق في المرحلة المقبلة وقد تحول الى سلطنة يحكمها السلطان المالكي ويخلفه السلطان الصغير احمد وهكذا بينما نتناسى ثم ننسى تدريجيا قانون الانتخابات والديمقراطية ونعود لتقديم فروض الولاء والطاعة لنيل رضى مولانا السلطان ..
لم يمر يوم واحد على الشائعة حتى خرج علينا من ينفيها ومن يؤكدها من النواب انفسهم فالنجيفي ينفي تاجيل الانتخابات او تمديد عمر الحكومة الحالية والزوبعي يؤكد ذلك والصدريون والاحرار يتهمون كتلا بعينها بمحاولة عرقلة تمرير قانون الانتخابات بصيغته الحالية رافضين فكرة اعطاء مقعد رئاسة الوزراء هذه المرة للمالكي اعتمادا على نجاحهم وشعبيتهم في انتخابات مجالس المحافظات ….
المواطنون الذين يحصدون نتائج هذه الشائعات والتناحرات ويدفعون ثمنها يوميا من دمائهم واحلامهم المذبوحة على الارصفة مازالوا ينتظرون بفارغ الصبر فالكل ينتظر ..العراقي الذي غمس اصبعه في حبر الانتخابات ليحصل على حكومة تلبي احتياجاته وتناسب خياراته وتفكر به وله ..واصحاب المعاملات المركونة منذ زمن والتي تنتظر تشريع قوانين تخدم المواطن او قيام حكومة مخلصة تعمل على انجازها ، والمشاريع المؤجلة بانتظار الايعازات الحكومية للوزارات وزيادة ميزانية انفاقها بدلا من بعثرتها على مهرجانات باذخة ومحاولات فاشلة لتجميل وجه بغداد حضاريا وثقافيا بينما يجوس الموت ازقتها ليلا ونهارا وترتفع نسب الفقر والبطالة والتسول لتشوه وجهها الجميل …
الكل ينتظر ان ينتهي الجدل بين من يمسكون بين ايديهم بتلابيب مستقبل العراق ليعيش العراقي في ظل حكومة وطنية حقيقية بعد ان شهد كل انواع التجارب السياسية ابتداءا بمجلس الحكم والحكومات الانتقالية ثم الحكومات المنتخبة ضمن اطار لايحمل الكثير من ملامح الديمقراطية التي تاق العراقيون لها طويلا …الكل ينتظر ان تنتهي الاجراءات التي ترافق فترة ماقبل الانتخابات من تعقيدات في حركة السير وزيادة جرعات التفتيش ،واهم المنتظرين هم اصحاب الاعمال الحرة الذين تعطل تلك الاجراءات تحصيل رغيفهم اليومي فيحلمون بقيام حكومة تضمن لهم عملا وحياة كريمة ..
الشائعة الاخيرة مازالت تتدحرج وتكبر كرتها رغم نفي البعض لها فالمواطن العراقي يخشى العودة الى عصر السلاطين وبدأ مريدي المالكي الذين تبعوه استنادا الى مقولة ( ماننطيها ) يبحثون عن بدائل من قوائم شيعية اخرى كالصدريين او المجلس الاعلى للثورة الاسلامية ويعمل ابناء هذه القوائم بدورهم على تاكيد وجودهم شعبيا وسياسيا لمنافسة المالكي لكن المصيبة التي يخشاها المواطن العادي حتى لو غمس اصبعه في الحبر الازرق ووضعه على مرشح آخر او قائمة اخرى ان يجد من يعيد الدولة للسلطان اما باستغلال الجيش والشرطة والصحوة او بالتزوير المتقن او بتكرار سيناريو الانتخابات السابقة وسعي الاطراف المعارضة نفسها لمنح الولاية للمالكي حتى ولو كانت ثالثة فهي افضل من تغيير الوجوه باخرى ستتعارض حتما مع مبدأ (ماننطيها ) ..