امانة بغداد تبشر المبذرين !!

على الرغم من ان “المبذرين” هم “اخوان الشياطين” مثلما تعرفون وتعرف امانة عاصمتنا الحبيبة بغداد، الا ان الامانة وفي اخر بيان “تاريخي” لها عن شحة مياه الشرب  من جهة والهدر فيه من جهة اخرى ،   بشرت المبذرين اعظم بشرى يمكن ان يتوقعوها خلال شهر رمضان الفضيل. ولتفسير هذه “المسألة التي تبدو كأنها نوعا من اللف والدوران في المعاني والتعابير التي وردت،  فاننا وطبقا للبيان لانعاني من قلة الماء في بغداد لاننا ننتج لنحو
(6)ملايين عراقي يقطنون بغداد، وهو مايعادل  ما تنتجه مدينة اسطنبول التركية التي يبلغ عدد سكانها 12 مليون نسمة.. هذا ما يقوله بيان الامانة  مؤخراً والذي يقر في السطور الاولى منه بوجود شحة ولكن لديه تفسير لها سانقله لكم هنا  بـ “امانة” لانه صادر عن “الامانة”  بالطبع .. يقول البيان ان ” شحة الماء الصافي الحاصلة في بعض مناطق العاصمة بغداد سببها الهدر وزيادة حجم الاستهلاك وكثرة التجاوزات الحاصلة على الخطوط الرئيسية الناقلة للماء الصافي , موكدةً ان كافة مشاريعها تعمل بانتظام بكامل طاقاتها الانتاجية لخدمة جميع مناطق العاصمة”. اذن القت امانة بغداد الكرة في ملعب المواطن وملعب جهات اخرى طالما ان كمية الماء المنتج عندنا يعادل انتاج مدينة اسطنبول التي لم يعان  سكانها من اية شحة حتى الان،  وهو ما يعني ان المواطن الاسطنبولي يختلف عن المواطن البغدادي مع ان كلا المواطنين ينتميان الى مدينتين تاريخيتين ولهما مالهما من صولات وجولات حيث ان كليهما كانا عاصمتي خلافة الاولى لبني عثمان والثانية لبني العباس. غير ان الحكاية هنا تتعلق بمنطق التطور الحضاري والمدني الحاصل فيهمها على مدى السنوات  الماضية،  وهنا بودي ان اخرج امانة بغداد من المعادلة واتساءل … كيف يمكن لكمية مياه تكفي 12 مليون انسان يشكو من شحتها 6 ملايين؟ هل الامور (سايبة)  الى هذا الحد؟. اين الاجهزة الاخرى من جهاز مكافحة الارهاب  والرقابة والنزاهة الى المجالس البلدية والمخاتير ان وجدوا؟ وفي الوقت الذي بشرتنا فيه الامانة من ان شحة الماء في بغداد سوف تنتهي الى الابد نهاية هذا العام مع افتتاح مشروع الرصافة العملاق( الذي سمعنا به مذ كنا صغاراً)  .. الا يعني هذا ان استمرار ثقافة الهدر واللامسؤولية والتخلف بكل انواعه يمكن ان تقضي على اية زيادة محتملة في انتاج المياه حتى لو جمعنا كل المدن السكانية الكبرى من امثال نيويورك والقاهرة وبكين وموسكو و … بزايز الفضيلية؟  وعندها ربما تعود امانة بغداد لذات بيانها الشهير لتقول ان شحة المياه سببها الهدر؟ سؤال وحسب…