المُنحة او الهدية التي نالتها قَطَر والتي ناضلت لأجلها لسنين طوال , فغدت الحليف الستراتيجي الوحيد للولايات المتحدة من خارج حلف الناتو < حتى اوكرانيا – زيلينسكي لم تحظَ بمثل هذا التحالف بالرغم مما يتدفق عليها من احدث منظومات الأسلحة المعقّدة واللوجستيات الحربية والأموال > .
ماذا يترتّب او سوف يترتّب عن ذلك .! فقطر التي هي اقرب الى جزيرة منه الى شبه جزيرة , حيث تحيطها مياه الخليج من كافة جوانبها بإستناء 60 كم كحدود برّية مع المملكة العربية السعودية , فمن خلال هذا التحالف الذي لم تكن له من متطلّباتٍ او مسوّغاتٍ مبرّرة , وخصوصاً على أمنها الوطني , والذي فرضته فرضاً على الأمن القومي العربي ستراتيجياً , فلم تعُد هذه الإمارة الصغيرة التي تبلغ مساحتها 11 , 571 كم مربع , بحاجةٍ الى قواتها المسلحة ” من بوارجٍ وطرادات ولا ال F- 16 ومشتقاتها , فضلاً عن الدبابات والمدافع وسواها , فلا دولة من دول المنطقة او غيرها تجرؤ على مهاجمتها او احتلالها .! , وتجدر الإشارة هنا تحديداً أنّ فترة القطيعة الحادّة بين قَطر ودول مجلس التعاون الخليجي واقطار عربية اخرى , والتي صاحبها ارتفاع درجة التوتّر الى اقصى درجاتها مع ما رافقها من غلق الأجواء الخليجية عن الطيران المدني القطري وغلق الحدود البريّة الوحيدة مع السعودية ” ممّا تركَ آثاراً صعبةً للغاية على الإقتصاد القَطري , واضطرّت الإمارة الى اللجوء الى الأيرانيين والأتراك لتأمين المستلزمات الغذائية لشعبها , وعلى الأقل ” . المقصودُ المحدّد هنا , فلَم تتعرّض هذه الإمارة الى ايّ تهديداتٍ ولا الى تلويحٍ بموقفٍ حربيٍ او عسكريٍ من ايٍّ من دول الخليج او سواها , ولم يكن هنالك من تحشّدٍ عسكريٍّ للقوات البحرية الخليجية قُبالة المياه الأقليمية القَطريّة أثناء تلك الأزمة , بالرغم من معاناة عددٍ غير قليلٍ من الدول العربية من التدخّل القَطري في شؤونها الداخلية , ودعمها للقوى الإرهابية المعارضة لحكومات تلك الدول . لكنّه الآن او في الظرف الراهن الحالي , وبعد أنّ إنتهت تلك الأزمة القطرية ومرّت مرور غير الكرام , ومضى عليها ” زمنيّاً في المدى القصير او المتوسط ” بما ينساها او يتجاهلها الرأي العام العربي , فما الذي يدعو ويستدعي الى إقامة هذا التحالف الجديد – الفريد بينَ امارة قطر هذه وادارة الرئيس بايدن .!؟ وفي هذا الوقت او التوقيت تحديداً .! , وكأنّ الأمر يرتدي لباس الإبهام < بحجابٍ او بالبكّيني > .! , نُلفت الأنظار والأبصار أنّ زيارة سموّ الأمير القطري الى القاهرة قبل يومينِ مضيا ” والتي اعقبت زيارة وليّ العهد السعودي , وحيث جميعهم سيلتقون مع بعضهم في القمة القريبة القادمة في السعودية , والتي لابدّ لها من علاقةٍ ما بحضور بايدن لتصّدر المؤتمر وما يحمله وما سيطرحه , فالأمر يحمل ويتحمّل علائم إستفهامٍ مجسّمة الى غاية الآن .!
هنالكَ كذلك ملاحظتان جوهريّتان ولربما ستراتيجيتان بشكلٍ او سواه , فحتى مملكة البحرين التي تستضيفُ او يحُطُّ فيها الأسطول الأمريكي الخامس , فلم تحظَ بهذا الحلف او التحالف الأمريكي الجديد .! , والأهمّ من كلّ ذلك , فإنَّ الجامعة العربية التزمت جانب الصمت المطبق تجاه هذه العلاقة المفاجئة بين قطر والولايات المتحدة , والتي لها ما لها من ىليّات وادوات الضغط السياسي والأمني على الأمن القومي العربي , والتي لم تظهر نتائجهالمتوقعة بعد .! , الإعلام العربي يلتوم جانب الصمت الأشد تجاه ذلك ايضاً .!؟