22 ديسمبر، 2024 10:14 م

الی  سعدي يوسف…کن عنصريا ان شئت ولکن لاتکن عنصريا جبانا!

الی  سعدي يوسف…کن عنصريا ان شئت ولکن لاتکن عنصريا جبانا!

قبل ايام قليلة ثارت زوبعة من التعليقات و المقالات علی تعبير ورد في کتابة للشاعر سعدي يوسف تحت عنوان” مصر العروبة …عراق العجم” نعت فيها کردستان ب ” قردستان”  و يبدو ان زخم التعليقات و  لهجتها الساخطة قد ارعب “الشيوعي الاخير” فقدم اعتذارا خجولا برر فيه عبارتە الرعناء ب”زلة اصبع” حيث انە ضغط علی حرف ” القاف”  بدلا من حرف “الفاء” اي انە کان کان يريد القول ” فردستان” للاشارة الی فردية مسعود البارزاني في ادارتە لشٶٶن الاقليم . و کعلة الکرد بشکل عام في طيبة القلب و حسن  الظن باخوتنا في الوطن کدت ارکن الی هذا التبرير واعتبر الامر مجرد سخط شاعر علی امور طالما انتقدناها نحن الکرد ايضا، و لکن جولة في صفحة الشاعر علی الفيسبوک بددت اوهامي . اذ تيقنت ان هذا التعبير قد تمکن من لب شاعرنا اللبيب و کغيرە من سوقييي الانتريت استعمله اکثر من مرة حيث سبق لە ان کتب مايلي في يوم ١٩ ايلول :
“إمارة قردستانعيراق… ؟
اربيل / واي نيوز
أعلنت وزارة البيشمركة، اليوم الجمعة، أن عدد المستشارين العسكريين الأميركيين في إقليم كردستان بلغ أكثر من 300 مستشار، فيما تواصل دول التحالف إرسالها للمستشارين والأسلحة إلى الإقليم، استعدادا لانطلاق هجوم دولي موسع للقضاء على تنظيم “داعش” الإرهابي في المنطقة………”
يحق للشاعر سعدي يوسف ان يکون ساخطا علی هذا السياسي او ذاک ، و علی هذە السياسة او تلک . کما يحق لە ان يختار الفکر الذي يروق لە، الشيوعية او العنصرية ولکن لا يحق لە ان يکون جبانا  و ان يتراجع عن افکاره  بمجرد استشعارە بالخطر و يظل مع ذلک يعتبر نفسە شاعرا، لانە کشاعر، يخون حينذاک،  تراث لورکا، بابلو نيرودا، غسان کنفاني، احمد فٶاد نجم ، و و… غيرهم بالمئات.
الشاعر سعدي يوسف ساخط علی عراق لم يبق کما کان يريدە او يتخيلە، و في غمرة سخطه يلفق تهما دون ان يکلف نفسه عناء التحقق منها فهو يتساءل”  مامعنی ان   تكون اللغة العربية ممنوعة فيإمارةقردستانعيراقالبارزانيةبأربيل ؟”
 اللغة العربية ليست، و لم تکن في يوم من الايام، ممنوعة في کردستان و الا فليسأل شاعرنا المحترم نفسه  بأية لغة يتفاهم اکثر من مليون نازح عربي الی المناطق الکردية؟! و ما معنی ان يتم اختيار اربيل، التي حسب اوهامە تمنع فيها اللغة العربية، عاصمة للسياحة العربية لعام ٢٠١٤ ؟! قد يکون اهتمام الکرد العاديين باللغة العربية قد قل، و لهذا اسباب، حسب فهمي،  سأحاول ذکر بعضها 
الشاعر سعدي يوسف ساخط  لأن الشيعة و الکرد يحکمون بلدا يشکلون هم، في اکثر التقديرات تواضعا، اکثر من ٧٠% من نسيجە ويتساءل بحرقة “مامعنى أن يتولیالتحكم فيالبلد،أكراد وفرس ؟”  وهذە هي  نفس حرقة رجل الدين عبداللە الجنابي تعليقا علی اختيار جلال الطالباني رئيسا لجمهورية العراق فکان يقول، و اسنانە تصطک من الغيض” نحن لن يحکمنا کردي”  بتسکين الکاف!
عبداللە الجنابي وفقە اللە و اصبح اميرا لامارة الفلوجة اما سعدي يوسف  فلايزال يفضل مناداتە ” بالشاعر الکوني” !
اذا لم تخنني الذاکرة، فقد زار سعدي يوسف، في بداية التسعينات و بعد الانتفاضة، کردستان و قد کتب عن انطباعاته حول ما شاهدە من خراب ترکە البعثيون  بتدمير ٤٠٠٠ قرية کردية وتحويلها الی صحراء قاحلة وقد کتب في ارتياع” اي ولع بالصحراء هذا؟” ولم يکتف البعثيون بهذا فقد اختاروا ايضا اسم  سورة من سور القرآن، و هو اصل اللغة العربية و اس وجودها، لواحدة من ابشع عمليات القتل الجماعي ، فکانت الانفال، وما ادراک ما الانفال؟ فهل يستغرب سعدي يوسف اذا فترت رغبة الکرد في تعلم لغة الضاد؟ و هل يعتقد ان رغبتهم في التعرف علی الثقافة العربية ستزداد عندما ينعت واحد من ابرز شعراءها بلدهم ب”قردستان” بل و يبدو مستفزا لأن الکرد لا يکتبون کلمة العراق  کما يکتبها الناطقون بالضاد و انما يکتبونه” عيراق” لعدم وجود الکسرة في اللغة الکردية؟ عدا عن کل ذلک فکردستان الآن منفتحة اکثر علی کل العالم، بالرغم من کل مثالب و اخطاء و تجاوزات قادتها، و الناس تتعرف علی ثقافات اخری  غير الثقافة العربية فيختارون منها ما يعجبهم کما کنا نختار ما يعجبنا من الثقافة العربية يوم کانت الثقافة الوحيدة المتوفرة ، و قد کانت قصائد الشاعر سعدي يوسف  من بين القلة التي کانت تعجبنا ، ولکن تلک قصة اخری…
ختاما اقول:  يحق للشاعر سعدي يوسف ان يختار الفکر الذي يروق لە، ولکن العنصرية لم تکن في يوم من الايام زينة للشعراء.
وان اصر ان يکون عنصريا، فلە ذلک ايضا، ولکن عليه ان يثبت عليها و لا يتراجععنها ، او يختلق الاکاذيب لتبريرها، عندما يستشعر الخطر، فالجبن لم يکن في يوم من الايام زينة للبشر.
و نصيحة اخيرة : عندما تريد ان تعير الناس بشيء، فلا تختر لهم نعتا يذکر  بک اکثر مما يذکر بهم !