23 ديسمبر، 2024 12:42 ص

فشلَ صدّام في استمالة الكويتيين، ونجحَ غزو العِراق في نبذ البعث وعدم الدّفاع عن صدّام واستمالة العِراقيين بهذا الاتجاه بنسبٍ مُتفاوتةٍ، رُغمَ بسالة العِراقيين قياساً إلى أشقائهم الكويتيين، البسالة المشهود لها ضدّ شراسة داعش.

تظاهرات الذِّكرى 60 لتُمُّوز أيضاً نبذت الأحزاب السّياسيَّة- الدِّينيَّة بعد ضَنك وجُشوبة وشَظَف عيش وشتات لعَقد ونصف العَقد مِن الزَّمَن الإضافي بعد الفترة المُظلِمة الظّالِمة للبعث الرَّث. شتاتُ العِراقيين في أوطان بالتبني مُستعارة كريمة، دليل تعرفهُ سفارات العِراق بأنَّ البرَّ لا يَبلى والذَّنبَ لا يُنسى في المَنفى، والدَّيّانُ لا يَموت حاشا وكلّا. رئيسا الحُكومة والدُّبلوماسيَّة العِراقيَّة؛ مالكيُّ وعباديُّ وجعفريُّ، نسَوا غُربة الأمس والآن عرفوا ذلكَ أيضاً. دوامُ الجَّور يُورث التسفُّل والحاجةُ اُمّ الخطيئة والاختراع، قُنبلة موقوتة داخل وخارج العِراق، وهذا أوانُ الشَّدِّ فاشتدّي زِيَمُ، وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (مِسكُ خِتام سورَةُ الشُّعراء). الْمُنْقَلَبُ مَرْجِعُ وَمَصِيرُ، مَصْدَرٌ مِيمِيٌّ. كويتُ كاظِمةُ ونرمزُ لها بدَعد..
https://kitabat.com/2018/07/22/تُمُّوز-تحتَ-راية-الله-أكبر-ياعلي-أكلت/

ثورةُ الشّيعة المُستضعفين في الأرض بدأت في عهد الخليفة الرّاشد الرّابع أمير المُؤمنين الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السَّلام، ضدَّ سياسة التحكيم التي رفضها عدد كبير من شيعة “ الإمام الهُمام المَعصوم ” علي، الَّذين عُرفوا بالخوارج ولم يلقوا مُدى سلاحهم على مَدى حُكم بني أُمية العضوض، حتى اعتراض “ المام الهُمام المَعصوم ” على ميزانيَّة العِراق عام 2018م وإقرار سيادته التشريفيَّة النَّافِلة غي المُستحَبَّة لامتيازات المُفسدينَ في الأرض واستمناء استفتاء انفِصال شَماليّ العِراق المُدان دوليَّاً واقرار ضخامتِه وفخامتِه لتقاعد النُّهّاب النُّوّاب في صيف تظاهرات ضيَّعَ فيهِ لَبَن أربيل الشَّهير!. وبدأ شتات الشّيعة في الأمصار، عُمان جَنوبي شِبه جزيرة العرب، وشَماليّ إفريقيا، في المغرب الأقصى وصحراء جَنوبيّ الجَّزائر وأشهر مُدنهم غرداية (تغردايت) شَماليّ صحراء الجزائر، والولاية غرداية تبعد 600كلم جَنوبي الجَّزائر العاصمة، مساحتها الإجمالية تقدر بـ 86105 كلم2، امتدادها مِن الشَّمال إلى الجَّنوبـ 450 كلم، ومِن الشَّرق إلى الغرب نحو 200- 250 كلم ترتفع عن مستوى سطح البحر بـ 486 م. وعبرالطَّريق الوطنيَّة رقم 1 الرّابطة بالعاصمة الجَّزائر بالجَّنوب السّاحر الكبير. صدّام كرَّسَ شتاتهم الكبير في الأقطار وعبرَ أعالي البحار حتى السّاعة بانتظار المُخلِّص التَّظاهر. مُقدِّمة ابن خلدون أشارت بازدراء دين التّاجر الفاجر الفاحش، والسُّفهاء والأغرار مِن الشّيعة، وما أكثرهم عُميّ ابصار عن هذه الحقيقة الماثِلة للعَيان ويحجبونها، لأنَّ الصَّلاة وراء الفاسِد غير العادِل أدسَم ليست أتم. ذو الباصرة مِنهم عقله في جُنَّة أو بُهلول Fool!، وظَّفهُ الأدبُ العربيُّ التّالِدُ والطّارفُ في التبكيتِ والتنكيتِ والسَّلاطين في البلاط واستعارهُ حتى شيكسبير الشَّهير بمسرح الوعظ. البعضُ يحجب مِن الأدب حتى يتيمة دَعد أدناه:

كُلٌّ فِي فَلَكٍ (سورَةُ الأنبياء 33)، مَعنى الآية يبقى مع قِراءة المَبنى مَعكوساً. اقرأ واصخِ.. رائعة الشاعر “دوقلة المنبجي” اليتيمة الدَّعديَّة:

هل بالطُّلول لِسائِلٍ رَدُّ ؟ * أَمْ هل لها بِتَكَلُّمٍ عَهْدُ؟

دَرَسَ الجَّديدُ جَديدُ مَعْهَدِها * فَكَأنما هي رَيْطَةٌ جَرْدُ

مِن طولِ ما يَبْكي الغَمامُ على * عَرَصَاتِها ويُقَهْقِهُ الرعْدُ

وتَلُثُّ سارِيَةٌ وغادِيَةٌ * ويَكُرُّ نَحْسٌ بعدهُ سَعْدُ

تَلْقى شآمِيَةٌ يَمانِيَة * ولها بِمَوْرِدِ ثَرِّها سَرْدُ

فَكَسَتْ مَواطِرُها ظَواهِرَها * نَوْراً كأنَّ زَهاءَها بُرْدُ

تَنْدى فَيَسْري نَسْجُها زَرَدا * واهِي العُرى ويَغُرُّه عَقْدُ

فَوَقَفْتُ أسألُها وليس بها * إلّا المَهَا ونَقانِقٌ رُبْدُ

فَتَناثَرَتْ دُرَرُ الشُّؤونِ على * خَدِّي كما يَتَناثَرُ العِقْدُ

لَهْفي على دَعْدٍ وما خُلِقَتْ * إلّا لِطولِ تلَهُّفي دَعْدُ

بَيْضاءُ قد لبِسَ الأديمُ أديم * الحُسْنِ فَهْوَ لِجِلْدِها جِلْدُ

وَيَزيِنُ فَوْدَيْها إذا حَسَرَت * ضافي الغَدائرِ فاحمٌ جَعْدُ

فالوَجْهُ مِثْلُ الصُّبْحِ مُبْيَضٌّ * والشَّعْرُ مِثْلُ الليلِ مُسْوَدُّ

ضِدَّانِ لمّا استَجْمَعا حَسُنا * والضِّدُّ يُظْهِرُ حُسْنَهُ الضِّدُّ

وجبينُها صَلْتٌ وحاجِبُها * خْتُ المَخَطِّ أزَجُّ مُمْتَدُّ

وكَأنَّها وَسْنى إذا نَظَرَتْ * أوْ مُدْنَفٌ لَمَّا يُفِقْ بَعْدُ

بِفُتورِ عَيْنٍ ما بِها رَمَد * بِها تُداوى الأعيُنُ الرُّمْدُ

وتُجِيلُ مِسْواكَ الأراكِ على * رَتْلٍ كأنَّ رُضابَهُ شَهْدُ

والجِّيدُ مِنْها جِيدُ جُؤْذُرَةٍ * تَعْطو إذا ما طالَها المَرْدُ

وكأنَّما سُقِيَتْ تَرائبُها * والنَّحْرُ ماءَ الوَرْدِ والخَدُّ وامْتَدَّ

من أعْضادِها قَصَب * فَعْمٌ تَلَتْهُ مَرافِقٌ مُلْدُ

والمِعْصَمان فما يُرى لهما * مِنْ نَعْمَةٍ وبَضاضَةٍ نِدُّ

ولها بَنانٌ لو أرَدْت َ لهُ * عَقْداً بِكَفِّكَ أمْكَنَ العَقْدُ

قدْ قُلْتُ لَمّا أَنْ كَلِفْتُ بها * واقْتادَني في حُبِّها الوَجْدُ

إنْ لم يَكُنْ وَصْلٌ لَدَيْكِ لنا * يَشْفي الصَّبابَةَ فَلْيَكُنْ وعْدُ

قدْ كان أوْرَقَ وصْلُكُم زَمَناً * فَذَوى الوِصالُ وأوْرَقَ الصَّدُّ

للَّهِ أشْواقٌ إذا نَزَحَتْ * دارٌ بِنا، ونَبا بِكُمْ بُعْدُ

إنْ تُتْهِمي فتِهامَةٌ وطَني * أوْ تُنْجِدي إنَّ الهوى نَجْدُ

وزَعَمْتِ أنَّكِ تُضْمِرينَ لنا * وُدَّاً فهلاّ يَنْفَعُ الوُدُّ

وإذا المُحِبُّ شكا الصُّدودَ ولم * يُعْطَفْ عَلَيْهِ فقَتْلُهُ عَمْدُ

ونَخُصُّها بالوُدِّ وهي على * ما لانُحِبُّ ، وهكذا الوَجْدُ

أوَ ما تَرى طِمْرَيَّ بينهما * رَجُلٌ أَلَحَّ بِهَزْلِهِ سُهْدُ

فالسَّيفُ يَقْطَعُ وهْوَ ذو صَدَأٍ * والنَّصْلُ يَفْري الهامَ لا الغِمْدُ

لا تَنْفَعَنَّ السَّيفَ حِلْيَتُهُ * يومَ الجِّلادِ إذا نَبا الحَدُّ

ولقد عَلِمْتِ بأنَّني رَجُلٌ * في الصَّالحاتِ أروحُ أو أغْدوا

بَرْدٌ على الأدْنى ومَرحَمَةٌ * وعلى المَكارِهِ باسِلٌ جَلْدُ

مُتَجَلْبِبٌ ثَوْبَ العفافِ وقد * وَصَلَ الحبيبُ وأسْعَدَ السَّعْدُ

ومُجانبٌ فعلَ القبيحِ وقدْ * غَفَلَ الرَّقيبُ وأمْكَنَ الوِرْدُ

مَنَعَ المَطامعَ أن تُثَلِّمَني * أنِّي لِمِعْوَلِها صَفَاً صَلْدُ

فأظلُّ حُرَّاً مِن مَذَلَّتِها * والحُرُّ حين يُطيعُها عَبْدُ

آلَيْتُ أمدحُ مُقْرِفأً أبداً * يَبْقى المَديحُ ويَنْفَدُ

الرِّفْدُ هيهات يأبى ذاك لي سَلَفٌ * خَمَدوا ولم يَخْمَدْ لهم مَجْدُ

فالجَّدُّ كِنْدَةُ والبَنونَ هُمُ * فَزَكا البَنونَ وأنْجَبَ الجَّدُّ

فلَئِنْ قَفَوْتُ جميلَ فِعْلِهِمُ * بِذَميمِ فِعْلي إنّني وَغْدُ

أجْمِلْ إذا حاولتَ في طَلَبٍ * فالجَّدُّ يُغْني عنك لا الجَّدُّ

وإذا صبَرْتَ لِجَهْدِ نازِلَةٍ * فكَأنَّما ما مَسَّكَ الجُّهْد:

https://kitabat.com/2018/07/21/سائرونَ-إلى-حيثُ-ألقت/