لولا أنَّ هنالك اشخاصٌ ما , وعددهم قد يغدو اقلَّ من اصابع اليد الواحدة سواءً في داخل او خارج القطر , مّمنْ لديهم معرفة ومعلوماتٍ شديدة الخصوصية بتفاصيل هذا اللغز , فلربما استدعى الأمر لإستبدال كلمة ” اللغز ” الى احجيةٍ او طلاسم , ومما تبتعد عن محاولة فكّ رموزه كافة قارئات الفناجين وسماحة السادة المنجّمين , حتى صغارُ القومِ وبمن فيهم السادة الأطفال الذين وُلدوا بعد عام 2003 اضحوا و باتوا على درايةٍ كاملة أنّ تنظيم القاعدة والدواعش ومرادفاتهم بأية اسماءٍ اخرياتٍ وربما جهات اخرى تنفذ اعمالاً ارهابية وتفجيرية وتنسبها اليهم , فأنهم وكما معروف , لم يستثنوا هدفاً مدنيّاً وغيرَ مدنيٍّ إلاّ وطالته ” عملياتهم الإنتحارية ” وعجلاتهم المفخخة وعبواتهم الناسفة واللاصقة , بما فيها دور العبادة والأسواق التجارية والتفجيرات العشوائية في المناطق المختلفة ! وما الى ذلك . ولغاية الآن فَلَمْ نطرح ما هو جديد بل امسى وكأنه من التقاليد .!فأين يكمن اللغز المُحيّر.!؟ , إذ منذُ الغزو الأمريكي والى غاية انسحاب الجيش الأمريكي من العراق في نهاية عام 2011 , ثمّ منذ ذلك التأريخ والى غاية الآنْ , فَلَم نسمع ولمْ نرَ أنَّ أيّاً من التنظيمات الأرهابية المذكورة او سواها قد قام بعمليةٍ انتحاريةٍ ضدّ المنطقة الخضراء .! , والجميع يعرفون , والإرهابيون يعرفون ايضاً أنَّ بوّاباتِ المنطقة الخضراء الثلاث مفتوحةٌ ويدخلون ويخرجون منها الموظفون والمسؤولون , بل لو ارادت قوى الإرهاب أنْ تقوم بأية عملية انتحارية لما احتاجت الدخول من احدى هذه البوابات ! وكان بوسع أيٍّ من انتحارييهم تنفيذ هكذا عملية بشاحنةٍ او مركبةٍ مفخخة من خلال الجدران والأسوار المحيطة بالمنطقة الخضراء هذه والتي تمرّ بجوارها عجلات المواطنين على مدار الساعة , ولعلّه مما يجعلُ هذا اللغز اكثرَ حيرةً واشدّ ابهاماً , هو أنّ المنطقة الخضراء لا تضمُّ مبنى السفارتين الأمريكية والبريطانية فحسب ” وسفاراتٍ اخريات ” , ففيها كما معروف مقرّ رئاسة الجمهورية التي تناوب عليها السيدان الطالباني وفؤاد معصوم , وفيها مقرّ رئاسة الوزراء التي تناوبوا عليها < اياد علاوي والجعفري والمالكي والعبادي > وكذلك الأمر لمقرّ مجلس النواب الذي تولّوهُ مَنْ تولّوه , بالإضافة الى وزارة الدفاع ودوائر حسّاسة اخرى , ومن خلالِ ذلك – وغير ذلك – , فهل كلّ هذه الأهداف لمْ تحظَ بأعجاب انتحاريي القاعدة والدواعش وسواهم , وطوال هذه السنين العجاف .!! اترك محاولة الإجابة على هذا اللغز الى السادة القرّاء , وفقَ رؤى أيّ منهم , وعساها تدنو من الحقيقة .!