23 ديسمبر، 2024 10:25 ص

الّلاظاهر في ظاهرة التظاهرات ! 

الّلاظاهر في ظاهرة التظاهرات ! 

نشيرُ ” اولاً ” أنَّ كافة السادة الذين شاركوا في تظاهرة الجمعة 4 3 2016 وكذلك في تظاهرة الجمعة التي سبقتها , ومن كافة التيارات الأسلامية والمدنية او سواها , فأنهم غير مشمولين في هذا المقال , كما نشيرُ ” ثانياً ” الى أنَّ كافة الذين تظاهروا او شاركوا بالتظاهرات ” بشكلٍ او بآخر ” منذ انطلاقتها الأولى منذُ نحوِ عامٍ او اقلّ من ذلك , فهم غير مشمولين ايضاً في هذا الموضوع , والى ذلك , فموصولٌ كُلّ ذلك الى متظاهري المحافظات الأخرى , سواءً كانت مطاليبهم حول الكهرباء او الأجور وما الى ذلك .   ثُمَّ , اذا ما أردتُ أنْ اضيف سادةً آخرين الى كلّ هؤلاء السادة غير المشمولين بهذهنَّ الكلمات ,  فموصول ايضا للسادة من روّاد  مواقع التواصل الإجتماعي الذي شجعوا او حفّزوا او روّجوا لكافة التظاهرات السابقة , ولربما اللاحقة ايضاً .!وهنا , من الطبيعي او اكثر من ذلك أنْ يتساءل مَنْ يتساءل عن ايِّ تظاهراتٍ او متظاهرين نتحدث .؟ وما هو ” اللاظاهر ” في تلكُنَّ التظاهرات , طالما أنّ كلّ المشاركين بها غير مشمولين بهذا الخطاب .!؟ , فنقول : -طالما أنَّ جموع العراقيين يتمتّعون بقدرة التظاهر والإحتجاج ويتحمّلون التبعات المتوقعة وغير المتوقعة  لذلك , فيحزُّ في النفس < سواءً داخل العراق او على امتداد الوطن العربي > : لماذا لمْ تخرج ولم تنطلق هذه الجموع المتظاهِرة و المؤلّفة بمئاتِ الآف ولربما اكثر أمام وحول المنطقة الخضراء خلال سنواتِ الإحتلال الأمريكي , لتطالب بطرد المحتل وسحب قواته الغازية , وبطريقةِ او بأسلوبِ تظاهرٍ غير اسبوعيّ ” في يوم الجمعة ” , لكنما على غرارِ تظاهرات الأشقّاء المصريين الذين استمروا لثمانية عشر يوما في وقفةٍ واحدة في ” ميدان التحرير ” في القاهرة < تاركين مصالحهم ورزقهم وعوائلهم < حتى ارغموا حسني مبارك على التنحيّ ” والرئيس مبارك هو مصريّ ومسلم وعربي , وهو ليس كالمحتلّ الأمريكي > .!  منَ المؤكد , ومن المفروغِ منه والمُسلَّم بهِ , أن لا يعني ذلك قبول الشعب العراقي بالمحتل بأيِّ شكلٍ من الأشكال , حتى وبالرغمِ من وصول او إيصال معظم ساسة هذا البلد الى السلطة عبر المحتل , والأنكى انتخابهم منْ قِبلِ قطّاعاتٍ معيّنة او محددة من الناس , من خلالِ النظرِ منَ ” الزاويةِ الضيّقة ” , وبغضّ النظر عن النسبة الغامضة والمجهولة في التزييف والتزوير في الأنتخابات , والتي يعرفوها السادة الأمريكان وارتاحوا لها .!  الإجابة والمقارنة بين هذه التظاهرات الظاهرة , والتظاهرات التي لمْ تظهر إبّانَ سنوات الإحتلال , تتداخلُ فيها عناصرٌ وعواملٌ عدّة , ومن ضمنها السوسيولوجيا وإفرازات الإحتلال وتأثيرات الحصار , ويرتبط معها الجانب السيكولوجي ودرجات الوعي , ومداخلات الدين , عدا اسباب اخرى لا مجال لإختزالها , لكنها في رأينا , فهي غير مُبرّرة ولا مسوّغة وخصوصا اذا ما قورنت بدول تعرّضت للغزو والإحتلال , وتكفي وتزيد أمثلة المقاومة الفرنسية للإحتلال الألماني , والمقاومة الجزائرية للإحتلال الفرنسي , والمقاومة الفيتنامية للمحتل الأمريكي ..  سنواتٌ طوال وبعيدة , سيجري فيها تفكيك التفاصيل غير المرئية لملابسات ومداخلات هذه المرحلة , وإنّ الأخطر من ذلك أنّ البلد والمجتمع يعايشانِ حالةً معلّقة ومتأرجحة ” وتبدو قصيرة ” بين الإنتقال المرسوم من ” السيّء ” الى ما هو اسوأ من السيّء ..!