23 ديسمبر، 2024 4:22 ص

الي يأخذ الموصل يصير أبوي 

الي يأخذ الموصل يصير أبوي 

تحول الخوف في قلوب الامهات العراقيات من حالة طبيعية الى هستيريا مرعبة واصبح يلازمها اينما حلت حتى انها كانت تلوذ بعبائتها وتتعثر خائفة من عيون مراوغة مخادعة تراقبها او شوارب سوداء كثّة ترعبها, والسؤال عن اي شيء يلعثمها ,والخوف مزدوج عن جواب لاي سؤال , او من رجفة أو تردد أو اعتذار,
خوف صنع عالماً من الرعب في الدواخل الهشة إزاء جبروت أزلام السلطة ورجال الامن والمخابرات.  وليس في يد امهاتنا من حيلة غير ان تتخذ  المثل الشعبي ( الي ياخذ امي ايصير ابوي ) شعار لخوفها وخنوعها ولاندري اي فكر خبيث اطلق هذا المثل الذي جعل منا دواب تاكل وتشرب وتقبل البقاء في نفس المكان والخضوع للجلاد متى اراد ذبحها.
استطاع الغرب ان يؤسس حكومات استبدادية في الشرق الاوسط  بقدرة وسائله وان يغزو العقول ويسحق القيم ويؤسس في أعماق  النفوس بذرة الخوف من السلطة والخنوع لها .
 وقد سبّب هذا العالم من الرعب المرّكب تصدّعاً كبيرا في البنية القيمية والنوازع الاخلاقية في عموم المجتمع العراقي.
والبعض يرى ان (داعش) قد وجد له حاضنة في الموصل  ولكن الحقيقة  هي  ان عنصر الخوف وفوبيا الحذر الشديد الذي ابتليت به هذه المدينة على مدى سنوات طويلة كسائر مدن العراق كان قد جعلها تستسلم للبطش وقوة السلاح الذي اعتمده تنظيم (داعش) اضافة الى الحالة الغريبة التي عاشتها بعد عام 2003 ووجود قوات عسكرية من غير طائفة الاغلبية  ,
وبعد ان شهدت الموصل إجراءات متسارعة قام بها تنظيم (داعش) برفع الحواجز من الازقة والشوارع، وتوزيع المياه بالخزانات المتنقلة، ومنع أي مظهر من مظاهر التسلح، بدأ السكون يجتاح المدينة لبضعة ايام، الا ان هذا السكون بدأ يتحرك، ومن ثم يستاء ويغضب ويخشى ويعيش بحذر وترقب وقلق، بعد ان كشف (داعش) عن هويته الحقيقية التي تكمن في فرض إرادته ونفوذ هذه الجماعات التكفيرية المسلحة، والعمل على بسط الاساليب القمعية والرجعية والسلفية التي تسعى وبشكل حثيث للعودة بالموصليين بل وبالعراق والعراقيين جميعاً الى قرون من التخلف والانحطاط والظلام، والمجيء بنظام لايختلف عن (طالبان) في افغانستان، حينها بدا ابناء الموصل للبحث عن أب اخر وعرس جديد ليس فيه دواعي للفرح ولكن المهم عندهم هو الخلاص من زوج الام الظالم (داعش ) واستبداله باخر ,
تركيا تسعى  لتحقيق مكاسب, فالأمر لا يخضع لمبدأ الإيثار, والمكاسب التي تطمح بها تركيا, هي الموصل لا غير, وهي ما تحتاجه تركيا للسنوات القادمة, فحل كل مشاكلها الاقتصادية والسياسية, يمر عبر الموصل, وبما إن المنطقة في طور ولادة جديدة, لذلك الطموح التركي كبيرا.
وحلم دولة كردستان قد يصبح حقيقة, خصوصا إن المنطقة ستشهد  تغيرا جغرافيا جديدا, العامل الإقليمي كان يمنع حصول الحلم, لكن تغيرت الامور, فيمكن إن ينظر له بأنه حل مهم, للقضاء على التطرف, وكيان جديد لحفظ الأمن للمنطقة,لذا الموصل هي طموح كبير لدعم دولة كردستان المحتملة .
بين تركيا وكردستان صراع خفي على الزواج من الام الموصل , ولكن من يا ترى ياخذ الموصل ليصبح أب جديد الابناء الموصل ؟ هذا يتوقف على الارادة  الامريكية التي ستختار عريسا اكثر طاعة يناسب الموصل الحبيبة