22 ديسمبر، 2024 11:31 م

اليوم الموعود بزوال إسرائيل

اليوم الموعود بزوال إسرائيل

قال الله في سورة الإسراء (سورة بني إسرائيل):
(وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا {4} فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً {5} ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا {6} إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا {7} عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا)

أنه امر الله سبحانه وتعالى وكان امر الله مفعولا ووعده لا مناص منه .في إهلاك الامم والشعوب الفاسدة والظالمة عبر التاريخ والتي كانت قصصهم شاهدة على زوالهم عبر العصور سواء بما اخبرنا الله في كتب السموات او عن طريق شواهد اثارهم التاريخية وعن بني اسرائيل شواهد ودلالات كثيرة عبر التاريخ عن انحرافهم الديني وتكذيبهم الأنبياء وفسادهم وطغيانهم على الارض كما اخبرنا الله تعالى وبما جاءت بها الروايات التاريخية بعد ان كانوا من الامم التي فضلها الله تعالى على سائر الامم واكرمها بالعلم والحكمة وذرية الانبياء لكن ما ان بغوا فيما بينهم واتبعوا الضلالة بعد الهدى وعدهم الله بوعيد الزوال والعذاب في الدنيا والاخرة جراء افعالهم وفسادهم ولجاجهم وعنادهم وقد اخبر الله تعالى نبيهم موسى عليه السلام بأن الله كتب عليهم قتال الجبارين شرطاً لدخول الأرض الموعودة أو الأرض المقدسة فهذا خبر من موسى لهم بقضاء الله عليهم هل استكانوا للخبر وقالوا سمعنا وأطعنا، لا، بل قالوا،سمعنا وعصينا، وتحاججوا ورفضوا الانصياع لقضاء الله أو لأمرالله لهم، وقالوا لموسى : “أذهب أنت وربك فقاتلا”ولم يكتفوا بذلك بل تبجحوا وقالوا : “إنا ها هنا قاعدون”فامتنعوا وتبجحوا وتمردوا، بكل عصيان وشطط وعناد على الأمر الواضح الجلي الالهي، وحتى حين أخبر موسى قومه بقضاء الله عليهم أو بخبره لهم أنهم سيفسدون في الأرض مرتين وسيعلون علوا كبيراً، وهى أخبار سيئة بقضاء ينبئ بالفساد والطغيان ومخالفة أمر الله والعقاب الجبار أيضا لم ينتفضوا عليه او يعترضوا على ذلك القضاء أو الخبر كما اعترضوا على كل خبر أتاهم أو قضاء نزل لهم أو حتى شرع نزل لهم ليحكموا به ولم يستغفروا وأنابوا اوتطهروا أو سألوا الله أن يرحمهم من تلك الأقدار، أو يتنزل عليهم بعفو العزيز الغفار،مع أنهم كانوا دائماً أهل لجاج وعناد ، فلماذا لم يستغفروا الله ويتوبوا ويناصروا نبيه ؟

وهذا يدل على طغيانهم واستبدادهم برأيهم والتنكيل بنبيهم بل واستمر عنادهم وطغيانهم ومؤامراتهم وتكذيبهم للرسل والأنبياء رغم التوعيد والتحذير الإلهي عن طريق الرسل والأنبياء.

وقصة بني إسرائيل هي أكثر القصص ورودا في القرآن الكريم، والعناية بعرض مواقفها واحداثها وعبرتها عناية مهمة ظاهرية وباطنية توحي بحكمة الله في علاج أمر ومشاكل هذه الأمة الإسلامية وتربيتها وإعدادها للخلافة الكبرى وللرسالة الخاتمة للرسل والانبياء ، والقرآن لا يستعرض قصة بني إسرائيل فحسب، إنما يشير إلى صور ودلالات منها باختصار أو بتطويل مناسب،وقد وردت القصة لغرص تثبيت المؤمنين،وعرض تجارب الدعوة ومواصلة الإيمان والثبات على القيم والمبادئ السماوية والاستمرار بالتضحية والشهادة من اجل الدين وعدم مخالفة نبي الامة في رسالته السماوية وتوجيه الجماعة المسلمة بما يناسب ظروفها، وأما ذكرها ايضا في كشف حقيقة نوايا اليهود وسلوكهم ووسائلهم، وتحذير الجماعة المسلمة منها، وتحذيرهم كذلك من الوقوع في مثل ما وقعت فيه قبلها اليهود، من معصية وتكذيب ومزاعم ملفقة وفساد في الارض وقتل للانبياء بغير حق، واشاعة ونشرالفتن والاضطرابات والحروب بين الناس،واتخاذ الهة للشرك من غير الله ونقض المواثيق والعهود، واكل الربا والحرام حتى جاء في قوله تعالى (فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا)

انها عاقبة وخيمة وعذاب اليم واقع ورسالة وعيد واضحة يتلوها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم ولا مبدل لكلمات الله ،وقد اعد للظالمين عذابا مهينا .