يوافق اليوم التاسع من كانون الأول ذكرى إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة الإعلان الرسمي ليوم مكافحة الفساد في العالم، وقد استوقفتني عبارة سابقة للأمين العام بالمناسبة أن مسؤولية ردع الفساد بادرة تشاركية يسهم بها الجميع بلا استثناء، الإعلامي من موقعه والشرطي والموظف والعامل ومن لم يردع بذاته فعلينا أن نقف بوجهه، ومقياس النجاح هو بمقدار النتائج المتحققة.
ولو رجعنا الى عمق تأثير كلمة الفساد ومكافحة وردع المفسدين، ربما كان العراق من بين أوائل الدول إن لم يكن أولها في تداول هذه العبارة بل واقترنت بنا سواء كحكومة أم مؤسسات، عدة مسميات منها (سرقة القرن) او (أكبر عملية احتيال عالمية)، ويقينا أنها عبارات مؤسفة مخجلة جداً ولا يستثنى منها مؤسسة او وزارة دون أخرى وتعددت معها منافذ الردع بأسماء مؤسساتية هي الأخرى والنتيجة أن حبل السرقات والغش والتلاعب يتواصل ويمتد الى سرقة التأريخ والجغرافيا والحضارة والإرث والقانون وكل شيء يسهل لمافيات الفساد عملها.
ولو توجهنا ومن باب مجاملة الأمين العام للأمم المتحدة في دعواه وعملنا بجد على فضح الفاسدين والمؤسسات الفاسدة في الوسط الرياضي، كم إعلامي وصحفي ومن أرباب المواقع التشهيرية سيتصدى لك كحارس مرمى مثابر جداً، ولو تطرقنا الى فساد الاتحادات والسرقات المستشرية والبطولات الوهمية ومنتخبات الخال وابن الأخت والأقارب والتجهيزات الرياضية البائسة والسفر والسياحة باسم البطولات وغسيل الأموال وتهريب المهاجرين على أنهم من الرياضيين، فضلاً عن الملاعب البائسة والمنشآت المتوقفة عن العمل منذ عشر سنوات، والأندية التي أصبحت دكاكين وأسماء ما أنزل الله بها من سلطان والروابط وشراء الذمم والاستفراد بالقرار والمحسوبية، ولو شئنا أن نعدد ضروب الفساد في الرياضة وأبطالها فإن السطور لا تنفع بل نحتاج الى مجلدات سيدوخ بها إبليس نفسه، والمصيبة أن هؤلاء جميعاً في الاتحادات الحقيقية والأخرى الوهمية بألعابها التي يصعب حتى نطقها تراهم يحثون الخطا في البحث المضني عمن يعلقون به فسادهم وجملة أخطائهم، كما نشاهد ونسمع ونحن نتابع إفرازات الهزة الأولمبية الأخيرة التي يريدون أن تعصب برأس الرئيس فقط وكأن الاتحادات والمؤسسات الأخرى أميرة الزهد والفضيلة.
إن مكافحة الفساد لدينا ومع هذا التشعب يجب أن تكون ثقافة وايماناً وعملاً دؤوباً من جانب الخيرين وجبهة طاحنة يجب أن تضرب بالحديد والنار على رؤوس الفاسدين وردعهم.
همسة..
أحد الإعلاميين الأفاضل وبمنظر مستغرب لا يليق به شاهدناه مروجاً لإحدى الشخصيات الفاسدة المعروفة في انتخاب مجالس المحافظات والأغرب أن اندفاعه المتشنج سيكون أحد أسباب السقوط المدوي لولي نعمته.