يرجع ضابط الطيران المروحي آدم جيبسون (آرنولد شوارزينغر) الى بيته بعد رحلة عمل طويلة ليجد شخصا مطابقا له يعيش مع زوجته وأولاده، ونظرا لأن الاستنساخ غير قانوني وغير مسموح به، يحاول الذين صنعوا جيبسون (النسخة) قتل جيبسون”الأصل” لاخفاء فعلتهم. لكن جيبسون الحقيقي يقنع جيبسون “المقلد” بأنه مستنسخ ومزيف،، ويشكل معه “ثنائيا” للتصدي للمجرمين العابثين ، دفاعا عن وجودهما وحريتهما، وكعادة أفلام الأكشن والخيال العلمي الأمريكية فصانيعها لا يعرفون التواضع فكل الأحداث تشير لمؤامرة عالمية للاستيلاء على كوكب الأرض، حيث يظهر هنا شوارزينغر “ونسخته” كمنقذان وبطلان!
“اليوم السادس” شريط اثارة وخيال علمي مستقبلي ويتناول موضوعا مثيرا للجدل حاليا ومستقبلا وهو استنساخ البشر، والطريف بالموضوع أن الفيلم الذي انتج بالعام 2000 غير واقعي اطلاقا لأنه يتحدث عن احداث تجري بالعام 2015 الذي أصبحنا على اعتابه تقريبا، ودون ان نسمع او نعرف قصصا عن مثل هذا النمط من استنساخ البشر، وهذا يدل على خيبة التوقع وبطلان التنبؤ!
ولكنه يعتبر فيلم خيال علمي وأكشن حافل (نسبيا) بالمؤثرات الفنية الخاصة تماما كفيلم “رجل التدمير” لنفس الممثل، الذي أعتبره (أي شوارزينعر) النسخة الأمريكية للممثل المصري الراحل “فريد شوقي” الذي يتقن حركات الارتجال والأكشن وبشكل طبيعي مع القليل من التمثيل العميق المعبر، ونجد هنا الكثير من مشاهد السخرية الكوميدية المسلية حول ممارسات البطل وردود أفعاله في عالم مستقبلي قريب، ولقد نجح المخرج روجر سبوتيسوود باخراج بعض المشاهد بحرفية عالية
كمشهد المطاردة بالمروحيات، وأخفق بمشاهد اخرى بل ودوخنا احيانا بكثرة “استعراض عضلات شوارزينغر”، كما وضعنا أحيانا بمتاهة حيث احترنا كمشاهدين أي البطلين هو جيبسون الحقيقي وأيهما المقلد، أدى روبرت دوفال هنا دوره ببراعة فائقة كعالم استنساخ ذكي بارد الأعصاب وتسبب بالعقدة المحورية للفيلم، كماأمتعنا باالأداء التمثيلي المبهر فيما كان مستوى باقي الممثلين عاديا لا يلفت الانتباه(مثل بدور محامي عائلة كوروليوني بفيلم العراب الشهير، كما برع بتقمص شخصية ستالين بفيلم تلفزبوني بتسعينات القرن الماضي، يتميز اسلوبه التمثليي بالهدؤ الظاهري الذي يخفي انفعالات متواترة ومعقدة)!.
وامعانا بالأكشن والغرابة فان جيبسون الحقيقي يرتب لمثيله” المستسخ” امكانية الانتقال للأرجنتين لمباشرة العمل بمشروع عقلاني سري للاستنساخ “المعتدل”، وذلك بعد معرفته بخلو الحامض النووي لمستنسخه “المثيل” من الأمراض المزمنة القاتلة (وهذه فكرة علمية ثبتت جدارتها)! مما قد يتيح له المجال لحياة جديدة مديدة، وكبادرة امتنان وتقدير له لمساعدته بقهر العالم المجنون “دروكر” …الذي ينجح بدوره باستنساخ”مثيل” عنه قبل انفجار معمله، بفضل القنبلة التي تمكن “مثيل” جيبسون من التسلل وزرعها بمعمله، ولكن حتى “المثيل” المشوه لدروكر يقتل بسقوطه من السطح قبل ان يتمكن “مثيل” جيبسون من الصعود للمروحية مغادرا!