اليوبيل البلاتيني للعلاقات العراقية الروسية::
العمري يشيد ببطولات الجيش الاحمر وخروتشوف يعترف بقاسم خلال 36 ساعة!
سلام مسافر
تحتفل الأوساط العراقية والروسية هذه الأيام بمرور 75 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية والقنصلية والتجارية بين بغداد وموسكو.
فبين الخامس والعشرين من شهر اب / اغسطس 1944 والتاسع من ايلول سبتمبر من نفس العام؛ تم تبادل الرسائل بين وزير خارجية المملكة العراقية، ارشد العمري (1888-1978).وفياتشسلاف مولوتوف ( 1890-1986) مفوض الشعب للشؤون الخارجية في حكومة الاتحاد السوفيتي.
وهذا نص برقية وزير خارجية مملكة العراق ارشد العمري، الى مفوض الشعب للشؤون الخارجية مولوتوف.
” عطفا على المحادثات التي جرت بين سفير العراق، وممثل الحكومة السوفيتية في طهران، وأخذا في الاعتبار الرغبة المتبادلة في إقامة علاقات دبلوماسية بين العراق والاتحاد السوفيتي، يشرفني أن أبلغ مقامكم الرفيع؛ أن قرار حكومة صاحب الجلالة بإقامة هذه العلاقات وتبادل الممثليات الدبلوماسية بين البلدين قد صدر في التو واللحظة.
وبهذه المناسبة أنقل إلى معاليكم رغبتنا في أن تسارع الحكومتان بتعيين ممثليهما. كما إنه لمن دواعي سروري أن اخاطب معاليكم في الوقت الذي تتوج فيه الجهود الجبارة للجيوش السوفيتية بالانتصارات، تلك الجيوش المجيدة التي ما فتئت تقدم أكبر التضحيات في سبيل تحرير الشعوب. كما يطيب لي إذ أنتهز هذه الفرصة للتعبير عن صادق تمنياتي لبلدكم بالسعادة والرفاه، وتفضلوا صاحب المعالي، بقبول أسمى آيات الاحترام والتقدير “
الرسالة الجوابية لوزير خارجية الاتحاد السوفيتي مولوتوف على رسالة العمري:
«معالي الوزير، أتشرف بتأكيد استلام برقيتكم المؤرخة في 25 اب/ أغسطس 1944.
إن حكومة الاتحاد السوفييتي تقدر عالياً مشاعركم التي عبرتم عنها تجاه الجيش السوفييتي. وتعرب الحكومة السوفييتية عن قبولها بكل أريحية مقترح الحكومة العراقية بإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الاتحاد السوفييتي والعراق.
كما تعرب الحكومة السوفييتية عن موافقتها على اعتبار العلاقات الدبلوماسية الطبيعية بين الاتحاد السوفييتي والعراق قائمة من هذا التو واللحظة، و عن استعدادها لتبادل السفراء في أقرب وقت ممكن».
وكانت الاتصالات بين بغداد وموسكو لإقامة علاقات دبلوماسية بين العراق والاتحاد السوفيتي، بدأت عام 1941 .
فقد نشرت صحيفة “برافدا ” في صفحتها الخامسة وبعددها الصادر يوم
18 أيار /مايو 1941
العدد 136(8544) ::
يوم 16 أيار/مايو جرى في انقرة تبادل المذكرات بين سفير الاتحاد السوفيتي الرفيق فينوغرادوف وسفير العراق السيد كيلاني بصدد إقامة علاقات دبلوماسية وقنصلية وتجارية بين الاتحاد السوفيتي والعراق.
وفِي العام 1954 ، قطعت بغداد علاقاتها الدبلوماسية مع موسكو وأغلقت سفارتها وسحبت سفيرها الذي كان بدرجة وزير مفوض فوق العادة.
وكتبت ” برافدا”:
في السادس من تشرين ثاني/ نوفمبر 1954 ابلغ وزير خارجية العراق السيد شابندر ،القائم بأعمال سفارة الاتحاد السوفيتي في بغداد الرفيق ياكوشين ان الحكومة العراقية ” لدواع اقتصادية” قررت إغلاق بعثتها في موسكو. ونوه شابندر بان القرار ينطلق من النهج الداخلي للحكومة العراقية ” التي تخوض كفاحا مفتوحا ضد الشيوعيين في البلاد”. واضاف شابندر ” ان مواصلة عمل البعثة العراقية في موسكو تتعارض مع هذا النهج ويخلق وضعا غير مريح “.
وفِي الثالث من كانون ثاني/ يناير 1955 سلم مدير عام وزارة الخارجية العراقية القائم بأعمال السفارة السوفيتية في بغداد مذكرة جاء فيها :
” بالنظر لاغلاق ممثلية العراق في موسكو فان الحكومة العراقية قررت في الوقت الراهن قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين”.
وفِي 8/1/1955 نشرت برافدا بيانا للخارجية السوفيتية اعتبر قرار الحكومة العراقية اجراء غير ودي ازاء الاتحاد السوفيتي، ويساهم بتصعيد التوتر في العالم.
برافدا العدد 8(13306) .
وفِي السادس عشر من تموز / يوليو/ 1958 بعثت رئيس الوزراء السوفيتي نيكيتا خروتشوف الى الزعيم عبد الكريم قاسم البرقية التالية:
فخامة السيد عبد الكريم قاسم رئيس وزراء الجمهورية العراقية
حكومة جمهوريات الاتحاد السوفيتي الاشتراكية وانطلاقا من نهجها الثابت بمبدأ حق الشعوب في تقرير المصير ولاحترامها العميق لنضالات الشعب العراقي العادلة فانها تعترف رسميا بحكومة الجمهورية العراقية
ان الحكومة السوفيتية تامل في ان يساعد قيام الجمهورية العراقية على تعزيز السلم العالمي وعلى تطوير العلاقات الثنائية بين جمهوريات الاتحاد السوفيتي الاشتراكية والعراق.
ان شعوب الاتحاد السوفيتي تتمنى للشعب العراقي تقوية الاستقلال الوطني وتحقيق النجاحات على مختلف الصعد الاقتصادية والثقافية لتطوير البلاد.
رئيس مجلس الوزراء لجمهوريات الاتحاد السوفيتي الاشتراكية
نيكيتا خروتشوف
الكرملين في 16 تموز/يوليو 1958