23 ديسمبر، 2024 5:19 ص

اليهود والشجرة الملعونة وبني العباس، مثلث إجرام وتحريف وإغتيال

اليهود والشجرة الملعونة وبني العباس، مثلث إجرام وتحريف وإغتيال

لمثلث اليهود والشجرة الملعونة وبني العباس أوجه تشابه كثيرة سجلها التاريخ في صفحات سوداوية حمراء ممتلئة بدم أولياء الله من أنبياء ورسل واوصياء وأئمة هداة، عبر سبل الإرهاب التكفيري والاغتيال السياسي والعسكري تنتهي بعملية قتل منظمة للشخصية التي تعيق ألاعيبهم وإجرامهم ومخططاتهم الفرعونية وسياستهم الإستحمارية، ونشر أفكارهم الضالة المضلة المنحرفة مستخدمين في الكثير من الأحيان الدين كوسيلة لنيل الهدف وتحقيق مشروعهم في “اغتيال رسالة سماوية” أو “اغتيال فكر” أو “اغتيال قضية” أو “اغتيال وطن” أو “اغتيال البراءة” وغيرها من التعابير المجازية.

الأمم السابقة لم تعرف انتهاكات صارخة وكثيرة وشديدة للنفس الانسانية كما عرفته “أمة اليهود” ماضياً وحاضراً، بل وإن وحشيتهم فاقت كل التصورات التي قد يدركها العقل البشري.. فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: “كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي الْيَوْمِ تَقْتُلُ ثَلاثَمِائَةِ نَبِيٍّ، ثُمَّ يَقُومُ سُوقٌ لَهُمْ مِنْ آخِرِ النَّهَارِ”؛ كيف يمكن لنا أن نتخيل أمة أو قوم بهذا الجحود والوحشية وقسوة القلب وتحجُّر الفؤاد تفعل مثل هذه المجازر بأنبياء الله سبحانه وتعالى ورسله وأوصيائه، فهم كما وصفهم القرآن الكريم: “لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا..” سورة المائدة – الآية 82.. فهم يمتلئون حقداً وغيظًاً على المؤمنين من الديانات الآخرى، ويودون لو يتمكنون من رقابهم فيجزونها جزّاً، غير مبالين بمواثيق ولا معاهدات ولا اتفاقات، بل إن اتفاقاتهم ومعاهداتهم ما هي إلا أُبر تخدير، وأدوية تنويم، يستخدمونها وأذنابهم وحلفائهم في داخل الأمة لإستغفال المؤمنين وصرفهم عن حقيقة الصراع.

غالبية القرآن الكريم يذكر “بني اسرائيل” بالمكر والغدر وقتل النفس المحرمة وانتهاكهم للحرمات والمقدسات وعدم انصياعهم لأوامر الله سبحانه وتعالى وتعطشهم للبطش وسفك الدماء بغير حق كقوله تعالى: “أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ”{البقرة:87}، وقوله تعالى: وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ{آل عمران:21}، وقوله تعالى: وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ {البقرة:61}. حيث قتلوا عشرة آلاف نبي ورسول في زمن إلياس لوحده من غير العدد الكبير من الأوصياء والصلحاء والمؤمنين منذ بدء نشأتهم وحتى يومنا هذا، رغم ما جاء من نهي كبير بحجم التوراة في “شريعة اليهود” التي لا تختلف عن سائر الشرائع السماوية بتحريمها القتل او الاعتداء على الاخرين سواء بالضرب او بالقتل او غير ذلك.

وجاء في سفر يوبيل “ملعون من يضرب صاحبه بحقد”، وفي سفر الخروج “من ضرب انسانا فمات فانه يقتل”، وفي اللاويين “إذا أمات أحد إنساناً فأنه يقتل”، وهي إحدى الوصايا العشر التي وردت في سفر الخروج وكذا في سفر التثنية وهي “لا تقتل”، لكن “بني اسرائيل” لم ولن يعملوا بشريعتهم والقتل أسهل شيء عندهم حتى قتلهم للانبياء والرسل والأوصياء؛ فيذكر ابن القيم “ان اليهود في يوم واحد قتلوا 70 نبيا”؛ وكان من بين الذين اغتالوهم وقتلوهم اليهود أو حاولوا لذلك هم: “يوشع بن نون، وشعيا أو اشعيا، وارميا، ودانيال النبي، وحزقيل، وعاموص،وزكريا، ويحيى بن زكريا الذي ذبحوه شقاً بالمنشار، وعيسى بن مريم” عليهم السلام أجمعين .

حاول اليهود وبمساعدة قريش خاصة أمية الطلقاء بقيادة أبو سفيان وابنه معاوية، اغتيال رسول الرحمة والهداية المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم مرات عديدة وشارك فيها العديد من كبار الصحابة، حيث تروي كتب العامة والخاصة أن الرسول الأكرم (ص) تعرض لأكثر من عشرين محاولة اغتيال طيلة حياته الشريفة والمباركة ومنها محاولة اغتياله (ص) ليلة المبيت، وفي غار ثور، ومحاولة سراقة بن مالك الجشعمي، ومحاولة أبوجهل (عمرو بن هشام)إلقاء حجرة كبيرة على رأس الرسول (ص)، ومحاولة عمر بن الخطاب قبل إسلامه، ومحاولة عقبة بن أبي معيط في غزوة بدر الكبرى، وعدة محاولات في معركة أحد منها محاولة بن أم قمئة وضربه بالسيف على كتفه المبارك (ص)، ومؤامرة يهود بني النضير، ومحاولة رؤساء بني عامر الثلاث وهم عامر بن الطفيل وأربد بن قيس وجبار بن سلمى بن جعفر، ومحاولة دعثور بن الحارث في أطراف المدينة، ومحاولة فضالة بن عمير الليثي عندما كان الرسول (ص) يطوف حول الكعبة .

أما محاولة اغتياله في العقبة فلها حديث آخر تلك التي شارك فيها كبار الصحابة حسب ما رواه حذيفة قائلا: “هم والله أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وأبو عبيدة بن الجراح ومعاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص ، هؤلاء من قريش وأما الخمسة فأبو موسى الأشعري والمغيرة بن شعبة الثقفي وأوس بن الحدثان البصري وأبو هريرة وأبو طلحة الأنصاري”- رواه الامام أحمد في المسند (5/453)، والطبراني في المعجم الكبير، وفي مجمع الزوائد (1/110-111)، والبزار في مسنده (7/227رقم2800)، والضياء في المختارة (8/220-222 رقم 260،261) ومصادر عديدة اخرى لا يتسع المقال لذكرها جميعاً.

وكانت تلك المحاولات قبل أن يتم اغتيال النبي الأكرم محمد الأمين صلى الله عليه وآله وسلم بمؤامرة اليهودية الماكرة “زينب بنت الحارث امرأة سلام بن مشكم” زعيم خيبر بشاة مشوية مسمومة أدت بحياته المباركة لتلتحق روحه الطاهرة برفيقه الأعلى، كما روى ذلك الصحابي المخلص عبد الله بن مسعود : “لئن أحلف تسعا أن رسول الله قتل قتلا أحب إلي من أن أحلف واحدة أنه لم يقتل، وذلك إن الله اتخذه نبيا واتخذه شهيدا” – سيرة ابن كثير ج4 ص 449.

توارث بنو أمية الطلقاء ومن أتبعهم ومن بعدهم بنو العباس الإجرام ذلك الموروث الغبيث في الغدر والمكر والحقد والتخطيط لقتل الرسول المصطفى (ص) ووصيه الامام علي أمير المؤمنين (ع) وأولاده المعصومين عليهم السلام واحداً بعد آخر بالسيف والسم والقتل والسجن طوال التاريخ حتى ورث سلاطين العصر نفس الموروث في قتل المعارضين لهم بمختلف الطرق منها الاغتيالات السياسية التي كثرت في القرن الماضي والحاضر ضد العلماء والأولياء والصالحين والمؤمنين في البلاد العربية مثل العراق ولبنان وسوريا والسعودية واليمن والبحرين ومصر والاردن وغيرها من بلاد المسلمين وخارجها .

ولهذا السبب أمرنا رسول الرحمة والمودة محمد الأمين (ص) بلعن بنو أمية كما جاء في القرآن الكريم لعنهم ” وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا..”- سورة الإسراء الآية 60؛ حيث قال المفسرون ومنهم الكركي في رسائله:2 /227 إن المراد بذلك هم بنو أمية، كما جاء في الخصال/398، وشرح الأخبار:2/535، والإحتجاج:1/409، وشرح النهج:6/290، والغدير: 10/82، وجمهرة خطب العرب:2/25وتفسير الطبري:1/169) ؛ لما رأه رسول المحبة (ص) من هؤلاء الطلقاء من غدر خيانة وسيرهم على خطى “بني اسرائيل:” في النفاق والشقاق في عصى المسلمين وعدم تهاونهم من القتل والذبح لكل من يخالفه هواهم ورؤاهم ومخططاتهم .

فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (في أصحابي اثنا عشر منافقاً فيهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط..) – جاء في (صحيح مسلم)4/2143 عن قيس بن عباد وفي (لسان العرب) أيضا:11/235: في (المعجم الكبير) للطبراني 19/359 وفي (الترغيب والترهيب) للحافظ المنذري 4/144 وقال الذهبي في (سير أعلام النبلاء)2؛ وهو ما صرح به (ص) بوضوح في يوم “معركة الأحزاب” عندما جاء أبو سفيان بجمع قريش، وجاء عيينة بن حصين بن بدر بغطفان، حيث لعنهم رسول الله (ص) القادة والأتباع والساقة الى يوم القيامة – جاء في الاحتجاج:1/401و409، والخصال/398، وشرح الأخبار:2/535، وشرح النهج:6/290، والغدير:10/82، وجمهرة خطب العرب:2/25 وتفسير الطبري:1/169). كما جاء في المحتضر للحلي/71، والمناقب والمثالب للقاضي النعمان/233.

تعلم بنو العباس خط الغدر والنفاق والإجرام والاغتيال والمكر والخديعة اليهودية جيداً وطبقوها في سياستهم السلطوية شاهرين سيوف حقدهم ونيران دجلهم ونفاقهم ضد سبعة من الأئمة الأطهار من آل الرسول عليهم السلام وهم الإمام الصادق (ع)، والكاظم (ع)، والرضا (ع)، والجواد (ع)، والهادي (ع)، والعسكري (ع)، وصاحب العصر (عج)؛ حيث استشهد ستة منهم بأمر من الخلفاء العباسيين الطغاة.. ومن بينهم الامام علي بن موسى الرضا (ع) الذي أستشهد مسموماً بسم دسه له “المأمون” العباسي في عصير الرمان بعد أن رآى إجماع الأمة عليه فقرر التخلص منه بأي وسيلة كانت.. وهكذا حتى عصرنا الحاضر توارث الأحفاد مساوئ الأسلاف اغتيال ومكر وحقد وقتل ودمار لتضحى مدرسة ستورثها دعاة السير على السنة والسلف الصالح اليوم وهم يفتكوا عبرها بحياة المسلمين المؤمنين ويسفكون دمائهم ويستبيحون أعراضهم وأموالهم وينهبون ثرواتهم ويدمرون بلادهم بفتاوى وعاظ سلاطين بلاط البترودولار الخليجي وفي مقدمتهم سلطة آل سعود وآل حمد وآل نهيان، سلوكية سلفية متوحشة دموية خيانية انحرافية تزويرية باسم الاسلام انبعثت من مواطن أدوات الاستعمار الغربي عبر تفجيرات وتفخيخات وحروب تحصد أرواح ملايين الأبرياء ومذابح على أساس التهمة والظنة والتكفير وبشاعة في دموية الإرهاب هي ممارسات يهودية أموية عباسية جاهلية لا صلة لها بالاسلام، لا من قريب ولا من بعيد.