22 نوفمبر، 2024 11:28 م
Search
Close this search box.

اليهودي آرام نويرة ودوره في هزيمة حزيران 1967

اليهودي آرام نويرة ودوره في هزيمة حزيران 1967

تمر اليوم الذكرى التاسعة والاربعون لنكسة حزيران المروعة التي ضربت العرب في الصميم وكانت نتيجتها ان استولى يهود اسرائيل على اراضي جديدة اضافوها الى ارض فلسطين السليبة فاخذوا الجولان من سوريا والضفة الغربية من الاردن وسيناء من مصر ودمر خلال النكسة الطيران المصري باكمله وغالبية قوات النخبة السورية والاردنية ,وهذه الخسائر الفادحة ماكانت لتحدث لولا الاستخدام الذكي الذي استغله اليهود للامر وحساباتهم الدقيقة ونوم العرب في العسل وعدم انتباههم لعمل السلطة اليهودية .
ان من ضمن مااستخدمه اليهود في معركة حزيران اسلوب الجاسوسية , فقد زرعوا في قمة القيادة المصرية رجل اوصلوه بحسابات دقيقة لان يكون مساعد الرئيس الراحل جمل عبد الناصر ومؤتمن اسراره ,بعد ان لاحظ اليهود ان جمال عبد الناصر لديه اندفاع قومي شديد ويحب ان يكون رجل العرب الاول خصوصا بعد حرب 1956 وخروج مصر رغم المعاناة وهي اكثر قوة وثبات بدؤا يخططون للايقاع به وضربه في الصميم ,وفي تلك الاثناء كانت الثورة الجزائرية في اوج قوتها وانطلاقها ومعروف موقف عبد الناصر منها وتاييده لها فارسلوا واحد من اكبر ضباط المخابرات الاسرائيلية (الموساد )ليلتحق بالثورة الجزائرية ويقدم الخطط والاراء الناجحة لها وبالفعل برز الضابط ويدعى(آرام نويرة )وبدل اسمه ليصبح مصطفى امين ليكون قريبا من الاسماء المصرية ,وبالفعل اكل عبد الناصر الطعم فعندما نجحت الثورة الجزائرية في طرد الاستعمار الفرنسي آنذاك طلب نويرة من الرئيس الجزائري وقتها احمد بن بيلا السماح له بالذهاب لمقاتلة اليهود في فلسطين فحصل الاتصال مع عبد الناصر وتم توضيح موقف مصطفى امين للرئيس المصري فاعجب به وطلب تسليمه الى مصر ليسهم في الدفاع عن ارض العرب وهكذا تم كل شيء ,فتقلد مصطفى امين المناصب مع عبد الناصر الى وصل الى ان يكون مستشاره الخاص في التعامل مع ملفات الشرق الاوسط وفلسطين ,واخذ الرجل يسافر الى اصقاع الارض ويوصل المعلومات الى اسرائيل بكل سهولة الى ان اتت اللحظة المناسبة في الخامس من حزيران حيث اشار (آرام نويرة ) على الاسرائيليين ان تكون الضربة للقوة الجوية المصرية وشل حركتها وتكون عند التاسعة الا ربع صباحا وقت تناول الفطور ,وفي ليلة العدوان اقام مصطفى امين وليمة كبيرة جدا لقادة الجيش المصري وضباط الطيران واستمرت حتى الصباح الباكر (رقص وغناء وسكر وعربدة )عندها ضربت المطارات المصرية بكل شراسة ودمر اغلب السلاح الجوي المصري وكان من ذاع بيان الهجوم من الاذاعة الاسرائيلية المدعو (ارام نويرة او مصطفى امين )فاصيب المصريون في مقتل ولم يتحمل الرئيس المصري المفاجاة واعلن استقالته من الرئاسة لكن الناس خرجت في مظاهرات لتطالبه بالعدول عن الاستقالة .
لقد نجح الاسرائيليون في لعبتهم الجاسوسية هذه نجاحا كبيرا واسقطوا مفهوم الكثرة تغلب الشجاعة واسسوا لانفسهم مكانا بين دول العالم وحصلوا على معونات من كل دول العالم الشرقية والغربية بعد ان اقنعوا العالم بانهم مظلومين وان العرب يريد رميهم في البحر ساعدهم ايضا تشتت العرب ومطالبة كل رئيس منهم بالزعامة .
هذا واحد من الدروس التي يجب النظر لها بدقة للاستفادة اولا منها ثم العمل على معالجة المشاكل ومعرفة كيف يتصرف العدو للنيل منه .
مات ارام نويرة في بلجيكا عام 1993 عن عمر يناهز الرابعة والثمانين وقد خلده الاسرائيليون ووضعو تمثاله مع طائرة مصرية محطمة في باب الخليل وهو احد ابواب تل ابيب عاصمتهم .

أحدث المقالات