18 نوفمبر، 2024 12:45 ص
Search
Close this search box.

اليمين واليمين المتطرف ..

اليمين واليمين المتطرف ..

اقصوصة بحجم الاستقصاء الصحفي ، لموضوع  شد انتباه العالم وصار محور للحروب والأيدولوجيات الفكرية في الجدل والمناقشة ؟ وما شابه .. نحن هنا نسلط الضوء على المنهج والحركة السلفية الجهادية ( اليمين المتطرف ) في المذهب السني ، واقطابه ومفكريه ودعاته  ، فبعد متابعة مستفيضة لأحداث نهايات القرن المنصرم وبدايات قرن جديد مخضب بالحروب والدماء والانفعالات السياسية والاقتصادية ، جراء سيطرت عصى واحدة في ادارة عالم غير مثالي للتعايش ، قد احدث الفجوة الغير مرغوبة بين الطبقات الاجتماعية والدول التي ما زالت تعاني ، وحتى الدول الاكثر تقدما ، من شحة الفكر وتغذيته العقائدية ، فبات المجتمع الاسيوي والمتربي على اطراف الشعوذة والديانات اللاسماوية حيث تعددية الفكر الديني فيها جعل منها شعوب تعيش تحت سلطة الدين ، وبعد حروب الأيدولوجيات الكبرى بين الاتحاد السوفييتي وامريكا وبمختصر اخر ( الشيوعية و الرأسمالية ) في تلك البلدان قد ساعدت في خلق طبقات اخرى منفصلة احيانا او متصلة بصورة غير مباشرة احيانا بالدين ، وهذه الطبقات بدأت بالبحث عن النفس والمستقبل ، وليس الخرافة والاله ، كما كان يؤكد في عقلية هذه الشعوب ، وبذلك نفهم من هذا ان الكثير من بلدان اسيا بدأت تمارس الاشتراكية بشيء من الرأسمالية ، كبادرة للحفاظ على المستوى الاقتصادي يقابله الحفاظ على الهوية الانسانية امام هذه التغيرات في العالم .
هنا نقول ما دخل كل هذه المقدمة واسيا او جنوب امريكا بموضوعنا حول السلفية الجهادية؟!! وانا اقول ان وجودنا في هذه المنطقة الشرق اوسطية ، وهي منبع الديانات السماوية الثلاث الكبرى ناهيك عن بقيتها ، واضافة لذلك منبع الثروة النفطية ايضا فنسبة 93% من النفط العالمي يأتي من هذه المنطقة يجعل منها ليست فقط مهمة ، وانما محور رئيسي في ميزان القوى العالمي ، لذا نجدها دوما منطقة في حالة استنفار لكل شيء يحدث خارج او داخل حدودها ، والسبب معروف كما اعتقد للغالبية منكم ان سيد الاسباب هو السياسة الغبية لحكام هذه المنطقة ، ولذا نجد شعوب ومجتمعات مستواها الاقتصادي جيد وهي تنتج نفس ما تنتج نظيراتها من بعض الدول تجد مستواها المعاشي سيئ ، والسبب كما قلنا شذوذ الطبقة الحاكمة في التعامل مع شعوبها .
قد نختلف في ان ما اقوله اني من المؤمنين بقضية المؤامرة و و الخ.. ولكن التاريخ الحقيقي لا يغفل شيئا تقريبا ، ومن تتبعنا لنشاطات تاريخنا سنجده مليء بالمؤامرات خارجية كانت او داخلية ، فمنذ الإمبراطورية الاسلامية في المنطقة الى قتل الحسين ابن علي ، وبداية انهيار الامبراطورية بعدها بسنين ، كلها كانت تتحدث عن المؤامرة وما اوصلت اليه البلدان، ونجد اليوم وفي نفس الاطار تقريبا مؤامرات ولكن من أيدولوجيات مختلفة تماما عما عرفه تاريخنا العربي الاسلامي ، انها مؤامرات بلدان السيطرة النفطية والإمبريالية والاحتلال ، وهي بلدان تعرف بنسقها لأضافه تعبير اخر للعالم في ثوابت انسانية اتفق عليها الكثير واختلف في تطبيقها الكثير ايضا ، فمن منهج الديمقراطية والحرية والعدالة كثوابت للعالم الغربي ، وهي تقابل الشيوعية الفكرية والشمولية والبروليتارية ، حيث اراد كل منهم فرض ثقافته على ما تقع عليه سيطرته السياسية والاقتصادية ، وما زلنا في المقدمة سادتي ، فانا لا كما نقولها ( الف وادور ) حول موضوع اريد منه ايصال شيء قد يفدنا مستقبلا في تحليل الخبر التاريخي هذا ان اصبحوا  تاريخا واقصد الجهادية ..
بعد صناعة قادة المنطقة الشرق اوسطية من قبل بريطانيا العظمى في القرن المنصرم ، ومدها يد العون لهم في تغطية مخططاتهم الجنونية ، منتظرتا بذلك ان يسلموها مفاتيح الثروات في البلاد للسيطرة عليها وقد حصل هذا فعلا ، وبعد فترة وعندما استأثروا هؤلاء القادة بالسلطة وضننا منهم انهم نجوم لشعوب نائمة بجهلها ، والمفكر والعالم والمثقف  راضخ تحت سطوتهم ، تحولوا الى ذئاب قامعة للفكر والراي ، وبداء ذلك النشاط عند نهاية الستينات ، حيث ادرك الغرب سريعا في انه سيخسر مواليه في الحكم ، بسبب مناخهم النجومي الذي يعيشونه ، وبذلك لجئوا الى الخطة (B) كما تدعى ، وقد خلقوا معارضة سياسية نائمة في احضان الدولة كالإخوان المسلمين في تونس ومصر والاردن ، وهي دولة معروفة بتنظيمها العقائدي الجيد لهذا النظام السياسي الجديد ، وقد كان من اكبر المنظرين لهذه السياسات الغربية في العالم العربي وزير الخارجية الامريكي كسينجر وزملائه في تطوير السياسة العالمية والحفاظ على الاقتصادات العالمية وثرواتها تحت مظلة القطب الاوحد وتحقق ذلك بانهيار الاتحاد السوفييتي سابقا ، الغريم التقليدي للرأسمالية العالمية ، فلننهي كلامنا هنا لان الموضوع متشعب وكبير على ان تحتضنه مقالة او كتاب واترك هذا الشيء للمختصين والادباء واصحاب الفكر في تحليل دقيق ومنهجية ورؤية اوسع .
بعد تبديل الطبقات الحاكمة ورموزها في البلدان هذه بداء باعتاها ( صدام) حيث استأصل باحتلال لبغداد دام لأكثر من سبع سنين ، وكان السبب في هتك وتدمير بلادي ، حتى مالت القضية الى ان الازمة الاقتصادية التي يمر بها العالم لم يعد باستطاعتهم اكمال الطريق نحو احتلال بقية بلدان المارقين في المنطقة ، فلجأوا ايضا الى الخطة البديلة ، وهي حروب منخفضة التكلفة ، وبها ايضا سيتخلصون من الفكر السلفي الجهادي الذي نشاء في انكلترا ومن ثم تطور في افغانستان بدعم المخابرات الامريكية ، ولا ننسى المسجد الاحمر في باكستان حيث كان مهد العقيدة السلفية وتطوع المراهقين والانضمام اليه ..المشكلة في مواجهة المشكلة هو انك عندما تحاول حلها تجد ان لديها جذور وفروع واصل وما شابه ، فالفكر السلفي الجهادي لديه منظريه وهو يحاول اثبات شيء من خلال عمله في الشارع ، في ان يقول نحن الاصح ، وهي رسالة خطيرة جدا للمجتمع وللمحيط حيث لا ننسى انه هناك السنة المعتدلين والشيعة الغريم التقليدي للفكر السلفي اصلا ، ونعرف تمام ان للشيعة حركات متطرفة ولكنها اقل تهديدا للمجتمع من مثيلاتها في الجهادية ، فالفرق واضح ما بينهما الاولى الشيعية وجدت كصمام امان للمذهب من القوى التكفيرية الحديثة ، اما الثانية اي الجهادية وجدت للمحاربة لأجل نشر فكرها ، ولا ننسى كم استفاد الغرب من هذه الجماعات وعلى كل الاصعدة ،والادلة متوفرة لمن يحب ان يستفيض ايضاحا .
المهم مما صرفت فيه كتابتا كنت اود بطرح سؤال ؟ وهو بعد الاخوان الذين تأسسوا مع او بعد القوميين الذين تأسسوا بعد الشيوعية ، والشيوعية التي تأسست لأجل اسقاط الملكية ، والملكية التي احتضنتها الامبريالية بعد نهاية استعماراتها للبلدان آنذاك ، هل سيكون المستقبل للسلفية الجهادية بعد نهاية حكم الاخوان ؟؟.. في بلدان الربيع كما يعبر عنه ، وما بال الفكر الشيعي امام هذه التحولات ؟ هل سيقف متفرجا ؟ وهو بأضعف حالاته ، وان لم يكن الحكم للجهادية بعد الاخوان هل سيقبل الجهاديون بدساتير مدنية او قوانين وضعية اي خارجة عن أيدولوجيتهم السياسية ، هل هم حقا جاهزون للتحول من حركة جهادية حربية الى حزب سياسي ديمقراطي ، وهل تتفق معهم مبادئ الديمقراطية ؟ وهناك الاهم ما بال اسرائيل من كل ذلك ؟ فهي تستقطب الخصوم حولها لا ان تبعدهم عنها ؟ وكيف للغرب ان يسلم مصالحه بيد هؤلاء؟ هل قبلوا بالتطمينات كما حدث مع سابقيهم من حكام؟ اسئلة قد اجيب عنها او احتفظ بجوابها لي ، واهتم لأجوبتكم حقيقتا على الموضوع والتساؤلات بمشاركة الراي تكتمل الصورة وتوضح اكثر .

أحدث المقالات