تتسارع إحداث اليمن بشكل مخيف,متجهة نحو المجهول, مع بروز الحوثيون, واتساع سيطرتهم الجغرافية, يسبقه إعلان الحوثيون العداء لأمريكا ومحورها, مما جعلهم غير مرغوب بهم إقليميا, السعودية كانت في حرب خاسرة ضدهم, طوال السنوات الماضية, ودول الخليج لا تريد كيان خارج سيطرتها, فالتهديد سينطلق من اليمن لمنظومة مشايخ الخليج, وداخليا هناك خط يمني متطرف مدعوم خليجيا, متمثلا بالقاعدة والوهابية, من جهة أخرى الموقف الأمريكي وسعيه للتكسب من الأوضاع, بالإضافة لإيران ودورها الإقليمي المهم.
ففي 20 كانون الثاني تم محاصرة قصر الرئيس هادي, ومنزل رئيس الوزراء بلحاح, مما دفع بهما إلى إعلان استقالتهما,ومن هنا ستبدأ الحكاية.
السعودية خائفة من جارتها الفقيرة, خصوصا إن مملكة إل سعود تخوض صراع جديد, بعد موت الملك عبد الله, وصعود سلمان للعرش, الصف الجديد من الأمراء سيشعل الساحة السعودية, خصوصا إن الطمع بالمناصب طبيعة إنسانية, ومن جهة أخرى تهديد داعش للملكة, باعتباره يرى إن إل سعود انحرفوا عن الإسلام, إما حدودها الجنوبية, فهي الأكثر خطرا, بسبب حربها الخاسرة التي خاضتها قبل سنين مع الحوثيون, في بداية ظهورهم, فكيف اليوم وهم اقوي عدة وعددا, ولا يمكن تجاهل هبوط أسعار النفط, وارتفاع معدلات البطالة سعوديا, كلها تنذر برعب حقيقي من المؤثرات الداخلية والخارجية, ورعبهم من الحوثيون غير خافي.
قبل أربعة أشهر أعلنت أمريكا عن إشادتها باليمن, حيث صرح الرئيس الأمريكي اوباما, باعتبار اليمن مثالا ناجحا, للإستراتيجية الأمريكية لمكافحة الإرهاب, فإذا بهجمات باريس تعلن عن ارتباطها باليمن! وترسل أمريكا سفينتين تابعتين للبحرية الأمريكية, لإجلاء رعايا الأمريكيين من السفارة, باعتبارها تهديدات إرهابية معلنة ضدها, وحالة غليان غريبة, وتقلبات غامضة, تبين إن خطة أمريكا في اليمن, كانت تدفع نحو الحروب والتقسيم, كسياستها في العراق وسوريا, لكنها لا تسيطر على الوضع, فليس كل الإطراف خاضعين لها, مما جعل الطرف الأكثر عداءا لها, هو المسيطر على الأرض, مما يعتبر انتكاسه في السياسة الأمريكية, اليمن اليوم مستنقع كبير لإطراف دولية متعددة.
الصراع الإقليمي مع إيران, يعتبره البعض قائم على الساحة اليمنية, فالحوثيون مع إيران, وهادي مع السعودية , مما يعني أنها خسارة سعودية جديدة في شطرنج السياسة, حيث استقال هادي وسيطر الحوثيون, إيران تتمدد إقليميا جنوب السعودية, مما يعني إن اللعبة أصبحت تماشي محور المعارضة للإرادة الأمريكية, وتحولت قطعة مهمة, من يد أمريكا إلى يد خط المعارضة, وهو تحول هام, فمع حرب النفط, وصراع الأسعار الذي تعمل عليها أمريكا, لهد اقتصاد بعض الدول وللضغط عليها, يأتي الدور اليمني المقبل الخطر, في كيفية تعديل الكفة, وتحويل الضغط عن محور إيران.
بعد عقود العزلة, سيخرج المارد من قمقمه, وسيكون لليمن دور اكبر في الإحداث.