في الوقت الذي مازالت فيه اصداء العدوان السعودي –الامريكي على اليمن تلقي بظلالها على الوضع المأساوي والمعيشي بالداخل اليمني ،جاء المشهد اليمني اليوم ليلقي بكل ظلاله وتجلياته المأساوية بواقع جديد على الواقع العربي المضطرب، فيظهر الى هذا المشهد العربي المضطرب واقع المشهد اليمني بكل تجلياته المؤلمة والمأساوية، والتي مازالت حاضرة منذ اندلاع الحرب العدوانية السعودية –الامريكية على الشعب اليمني ،وفي أخر تطورات هذا المشهد هو أستمرار فصول هذا العدوان العسكري على ألارض تاركآ خلفه الالاف من الشهداء والجرحى ودمار واضح وبطريقة ممنهجة لكافة البنى التحتية بالدولة اليمنية ،رغم الحديث عن أيقاف الحرب العدوانية على اليمن “عاصفة الحزم “.
اليوم نسمع عن مؤتمرات دولية “لاتغني ولاتسمن من جوع اليمنييون التواقيين للأستقرار” وهذه المؤتمرات من المتوقع ان تعقد في مناطق جغرافية خارج الوطن اليمني، تسعى كما يقال لوضع حد لحالة الفوضى التي تعيشها الدولة اليمنية، ومن هنا يمكن القول أنه بأت من الواضح ان مسار الحلول السياسية وتحديدآ منذ مطلع الربع الثاني من عام 2015، قد نعتها الة الحرب السعودية –الامريكية ، فقد عشنا منذ مطلع الربع الثاني من العام الحالي تحديدآ على تطورات دراماتيكية “دموية”، عاشتها الدولة اليمنية بسبب العدوان السعودي على اليمن من شماله الى جنوبه، ومن غربه الى شرقه، والواضح انها ستمتد على امتداد أيام هذا العام، فقد أشتعلت عدة جبهات على امتداد الجغرافيا اليمنية، وبشكل سريع ومفاجئ جدآ، في ظل دخول متغيرات وعوامل جديدة وفرض واقع وايقاع جديد للخريطة العسكرية اليمنية، وخصوصآ بعد تمدد القوى الرديكالية “القاعدة وحلفاءها”بشكل واسع بمناطق شمال غرب وجنوب شرق اليمن.
وبالأنتقال الى مايجري بالساحة اليمنية عسكريآ، وتحديدآ بمدينة عدن بأقصى جنوب البلاد وببعض المدن بشمال وشمال جنوب اليمن فقد شهدت معظم هذه المدن خلال ألايام العشرين الماضية ، صراعآ ‘دمويآ’ كبيرآ محليآ مدعوم بأجندات خارجية، وقد كانت بعض اطراف هذا الصراع متعددة الولاءات فمنها على سبيل المثال لا الحصر، ميليشيات وكتائب عسكرية متعددة “بعضها موالي للقاعدة وبعضها للرئيس اليمني هادي وبعضها ما يسمى بالمقاومة الشعبة وو،الخ “،وهذه الميليشيات بمجموعها تحارب اليوم الجيش الوطني اليمني وحلفائه الساعيين لفرض القانون وسيادة الدولة اليمنية على كافة الاراضي اليمنية .
تعدد هذه المليشيات المسلحة على الاراضي اليمنية افرز حالة صراع دائم في اليمن ، فقد أرتبط هذا الصراع المحلي بصراع أقليمي -دولي، مما ينذر بالمزيد من الفوضى داخل الدولة الليمنية مستقبلآ، وفي ظل غياب أي بوادر لحلول سياسية للأزمة اليمنية ، تزامنآ مع ظهور جماعات “رديكالية ‘متواجدة بشمال شرق وجنوب اليمن، أعلنت ولائها ومبايعتها لتنظيم داعش’ الرديكالي، وهذا ما سيزيد التعقيد المستقبلي للحالة الليمنية المضطربة أصلآ، وهذا الوضع قد يستمر على الأقل لأشهر قادمة .
ختامآ، يمكن القول ان المشهد الليمني يزداد تعقيدآ مع مرور الأيام، وهذا ما يستلزم وضع خطوط عمل فاعلة على الارض اليمنية من قبل بعض القوى الوطنية بالداخل اليمني “انصار الله وحلفاءهم “لوضع حد للفوضى وتنسيق حلول مقبولة مع الاطراف الوطنية الاخرى بالداخل اليمني لأيقاف حالة النزيف التي يتعرض لها الوطن اليمني، والا ستبقى الدولة اليمنية بكل اركانها تدور بفلك فوضوي طويل عنوانه العريض هو الفوضى والصراع الدائم على الارض اليمنية ……