22 ديسمبر، 2024 1:02 م

اليمن الجريح … بين مطرقة العدوان الخارجي وسندان فلاسفة الإعلام !؟

اليمن الجريح … بين مطرقة العدوان الخارجي وسندان فلاسفة الإعلام !؟

تزامناً مع تأكيد منظمات طبية وانسانية محلية ودولية ،أن اليمن شهدت تفشي ثلاثة وثلاثين وباءا خلال عام 2018 وسط نقص مراكز العزل ومتطلبات تجهيزها وشح الأدوية في ظل الحصار والعدوان السعودي ،جاءت بالتزامن تقارير اخرى لتؤكد وجود 15361حالة إصابة واشتباه سجلتها وزارة الصحة اليمنية لمرضى الحصبة والحصبة الألمانية توفي منها 231 حالة مسجلة بينما توفي اضعاف هذا العدد لعدم قدرتهم على الوصول إلى المشافي والمراكز الصحية نتيجة تدهور أوضاعهم المعيشية إضافة إلى انهيار يشهده القطاع الطبي منذ بداية العدوان السعودي والحصار في اليمن ، جراء الحرب العدوانية السعودية – الأمريكية المستمرة منذ ما يقارب من اربعة أعوام على اليمن ، والتي مازالت ايضاً اصدائها و نتائجها وتداعياتها على اليمن تأخذ أبعادها المحلية والإقليمية والدولية، فتزامناً مع الاوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها اهل اليمن عادت من جديد محاولات قوى العدوان للتخطيط لمعارك جديدة في ساحل اليمن الغربي ،بعد افشالها لاتفاق السويد “لاغلاق اخر معبر يمد اليمن واهله بالحياه”.

وهنا وليس بعيداً عن التقارير اعلاه ، اعلنت بدورها منظمة الصحة العالمية إن أكثر من 8آلاف إصابة بينها 9 حالات وفاة بوباء الكوليرا خلال أسبوع واحد الذي انتشر مجدداً في اليمن.وقالت المنظمة في بيان لها ،إنها تلقت بلاغاً من وزارة الصحة العامة والسكان تفيد بوجود 8570 حالة اشتباه و9 حالات وفاة مرتبطة بوباء الكوليرا خلال الأسبوع الثاني من يناير/كانون الثاني 2019.وقالت المنظمة إن العدد الإجمالي التراكمي لحالات الكوليرا المشتبه بها من 1 يناير/كانون الثاني 2018 إلى 6 يناير/كانون الثاني 2019 هو 387 860 ، مع 526 حالة وفاة مرتبطة بنسبة 0.14% ويمثل الأطفال دون سن الخامسة 32% من جميع الحالات المشتبه فيها. وقد تضررت 22 محافظة و 312 من 333 منطقة في اليمن يتفشى فيها المرض.وقالت المنظمة إنه لوحظت اتجاهات تصاعدية في لحج فقط، حيث تم الإبلاغ عن 68 حالة كوليرا مشتبهة. وإن المحافظات التي أبلغت عن أكثر من 1000 حالة مشتبه بها هي الحديدة (1428)، وعمران (1094)، و العاصمة (1048).

وهنا ،وبهذه المرحلة يبدو واضحاً، أن تداعيات العدوان السعودي- الأمريكي على اليمن بدأت تلقي بظلالها على الوضع المأساوي والمعيشي بالداخل اليمني، فاليوم جاء المشهد اليمني ليلقي بكل ظلاله وتجلياته المأساوية واقعا جديدا على واقع الشعب اليمني ، فيظهر إلى جانب هذا المشهد المضطرب واقع المشهد اليمني بكل تجلياته المؤلمة والمأساوية، والتي ما زالت حاضرة منذ اندلاع الحرب العدوانية السعودية -الأمريكية على الشعب اليمني قبل ما يقارب من اربعة أعوام ، وفي آخر تطورات هذا المشهد استمرار فصول هذا العدوان العسكري على الأرض، تاركاً خلفه عشرات آلاف الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى ودمارا واضحاً وبطريقة ممنهجة لكل البنى التحتية في الدولة اليمنية.

الأهم اليوم ،هو إنّ ندرك إنّ هذه المرحلة وما سيتبعها من مراحل دقيقة من تداعيات الحرب العدوانية على اليمن، تستدعي بكلّ تطوراتها وأحداثها من الجميع أن يقفوا وقفة حق مع ضمائرهم، وأن لا يكونوا شركاء في مشروع التدمير والتمزيق والإجهاز على اليمن العربي، فالحدث الجلل وعدوان النظام السعودي ومن معه الشامل على اليمن يستدعي حالة من الصحوة الذهنية والتاريخية عند كلّ العرب والمسلمين وشرفاء العالم ، فالمرحلة لم تعد تحتمل وجود مزيد من الانقسام والتفتيت والتمزيق لهذه الأمة جغرافياً وديمغرافياً.

ختاماً، وبالتزامن مع مشروع تدمير وتقسيم اليمن الذي يتمّ اليوم من خلال هذه الحرب الشعواء على اليمن الذي “يعاني أكثر من 90 في المئة من أهله من فقر وضنك الحياة، ومع كلّ هذا وذاك ما زالت كرامة وعزة الشعب اليمني مضرب مثل لكلّ من عرف هذا الشعب”، فقد لاحظ جميع المتابعين كيف أطلّ علينا في الفترة الأخيرة بعض من يدّعون أنهم فلاسفة الإعلام ومنظرو التحليل الفوقي ويدّعون أيضاً أنهم مثقفون عرب وما هم إلا أصحاب عقول وأفكار ضحلة، هؤلاء الذين يقرأون الواقع وفق ما يشتهون ووفق ما يرسمون في مخيّلاتهم لكسب شهرة أو لبيع ذمة، فهؤلاء عندما يروّجون لاستمرار الحرب على اليمن ألا يعلمون أنّ نتائج ومكاسب هذه الحرب ستكون على حساب دماء الأبرياء وجثث الأطفال ودموع الثكالى، وهذا إنْ دلّ على شيء فهو لا يدلّ إلا على غباء وحمق يعيشه بعض هؤلاء، فما هكذا تورد الإبل يا حمقى الإعلام.