23 ديسمبر، 2024 11:26 ص

اليماني الدجال وسقوط ورقة التوت

اليماني الدجال وسقوط ورقة التوت

لا يختلف اثنان على ان العراق شهد بعد سقوط النظام في عام 2003 ظهور منظمات واحزاب وحركات وتيارات مختلفة لم تكن موجودة في الاصل قبل يوم 942003 بل ظهرت فجأة مستغلة الفراغ الامني والسياسي والفكري الذي ساد بعد احداث ذلك العام مع غزو العراق من قبل الاحتلال وما رشح عنه من فساد وافساد وتدخل الدول المجاورة للعراق في شؤونه بشكل سافر فكانت بعض الدول الاقليمية تتحكم في كثير من هذه الحركات وتدعمها ماديا واعلاميا واخيرا عسكريا او تسليحيا ومن هذه الدول ايران التي كانت الاشرس والأفحش والاكثر طمعا التي ما فتىء لعابها يسيل امام ثروات العراق وما يخبئ في مكنون ارضه وموقعه الاستراتيجي لذلك دعمت العشرات من هذه الحركات وكان الايرانيون لا يتوانون عن دعم الشيطان نفسه اذا وضع يده بأيديهم فلا عجب ولا استغراب فهم اصحاب المقولة المشهورة (سنتحالف مع الشيطان في سبيل مصالحنا ) , ومن هذه الحركات الشيطانية حركة مدعي العصمة والامامة وربما النبوة احمد اسماعيل كاطع ( دجال البصرة ) والمعروف بأحمد بن الحسن اليماني هذه الحركة التي تشبه في افكارها وعقائدها الى حد ما البهائية او البابية المنتشرة في ايران التي تعتمد الروحانيات والباطنيات او الغيبيات وتستبعد في توجهاتها الدليل العلمي والعقلي والشرعي والاخلاقي بل لا تحسب لهذه الادلة اي حساب ولا تقيم لها وزنا ..ومن اهم مميزاتها وافكارها .. وسنقتصر على ميزتين ..

اولا : ان هذه الحركة لا تؤمن مطلقا بالاجتهاد والتقليد او المرجعية الدينية وانها تأخذ احكامها واعمالها الدينية من الامام احمد بن الحسن اليماني مباشرة ..

ثانيا : انها تستقي افكارها الرئيسية من الرؤى او الاحلام في المنامات وبعض الروايات المدسوسة او التي يتم تفسيرها وتأويلها بحسب مقاسات هذا الامام الضال .

نكتفي بهاتين الميزتين ولا نخوض بالتفاصيل الجزئية لأنها مجرد ضلالات وافكار عقيمة وسقيمة , كما ان تينك الميزتين بمجرد ان تعرفها تدرك حجم التضليل والفساد والخروج عن ابسط ضروريات الدين الحنيف وما دفعنا لكتابة هذا المقال عن هذا الدجال الخطير هو رواج حركته هذه الايام بصورة واسعة خصوصا بعد انضمامه الى الحشد الشعبي بسراياه التي اطلق عليها ( سرايا القائم ) واصبح يتحرك بحرية ويدعو لأفكاره دون وجل او خوف متمترسا ومتدرعا ومستقويا بالحشد الشعبي ومبايعته لفتوى السيستاني والمحير هنا بل المضحك المبكي كيف ان الامام المعصوم ( احمد بن الحسن ) يبايع ويتبع مرجعا وهذا الامر اوقعه في مطب كبير لم يزل يتخبط في تداعياته وآثاره كما ان اسياده ايضا وقعوا في ذات الهرطقة ودفعا وتغطية وتسترا عليه راحوا ينشرون ويقارنون ويخلطون في موازاة غير متكافئة اصلا بينه وبين مرجعية السيد الصرخي الحسني ـ وحاشا سماحة السيد من هذا القياس ـ ولا قياس , وغايتهم ذر الرماد في العيون لدفع ذلك الخرق وتلك المفسدة والضلال الذي وقعوا فيه وتساؤلات اتباعهم عن اسباب ومبررات انضمامه للحشد في محاولة لأبعاد الانتكاسة والفضيحة التي سقطوا فيها ولفت الانظار عنها وهذه احدى نتائج فتوى الجهاد فكل من يلبي هذه الفتوى يتمتع بالحصانة والحماية والتقديس والتبجيل حتى لو كان الشيطان نفسه فيتحول الى ملاك رحيم بقدرة الغاز ونابض الفتوى . ولكن الاصل في اهم اسباب انشاء وتأسيس هذه الحركة المضلة والباطلة هو للتشويش واثارة الشبهات والاباطيل والافتراءات على مرجعية السيد الصرخي حتى في اصغر التفاصيل وهو اسم المدعي الدجال ( احمد بن الحسن ) التي ارتأت دوائر المكر والدهاء لديهم ان يكون مقاربا لاسم السيد محود الحسني لكي تشتبه على الناس مفتريات ذلك الدجال ولصقها بمرجعية السيد الصرخي ومن امثال تلك المفتريات والاكاذيب التي نشرها الدجال مدعي العصمة ( شربه الشاي مع الامام او تزويج اخته للإمام او الخروج في الصحراء للقاء الامام ) وغير ذلك من الافتراءات والاباطيل في محاولة لضرب تلك المرجعية بحركة ( مدعي اليماني ابن كاطع ) لان هذه المرجعية كما هو معروف شكلت خطرا كبيرا على المشروع والمخطط الايراني الموسع

في العراق اذ ان هذه المرجعية بخطواتها ومواقفها وعلومها ووسطيتها واعتدالها ورفضها للطائفية وكل مشاريع التقسيم وتمزيق المجتمع شكلت عقبة كؤودا ضد تلك المشاريع وكانت وما زالت تسعى جاهدة لتثقيف المجتمع عبر نشر الوعي وانتشاله من ظلام التجهيل وتسطيح الوعي وبادرت هذه المرجعية الفذة الى توضيح الحقائق وابطال العقائد الفاسدة والدعوات المضلة عبر عشرات البيانات والمؤلفات والمحاضرات والمسيرات وكانت تستغل كل فرصة او مناسبة حتى لو كانت ضئيلة وبسيطة لأجل تنوير المجتمع و فضح المشاريع والخطط التي كانت تستهدفه حتى في الجانب السياسي ودعوتها الى دولة مدنية تعيش فيها كل المكونات والمذاهب تحت راية العراق الموحد حتى لو كان الحاكم مسيحيا او مسلما او صابئيا ما دام يحمل هموم العراق والعراقيين ويحب العراق ويواليه ولا يوالي غيره وكانت السباقة لوضع خارطة الطريق الصحيحة لإنقاذ العراق من براثن الاحتلالات والسياسات الظالمة والبدع واخرها مشروع الخلاص الذي تقدم به سماحة السيد الصرخي لخلاص العراق من محنه وازماته , وردا على المدعي الدجال اصدرت هذه المرجعية ومنذ بوادر نشوء هذه الحركة المضلة الكثير من الاستفتاءات والمؤلفات لأبطال دعواه والتحذير منها ومن افكارها الهدامة التي تريد ضرب عقائد ومبادئ المسلمين كذلك اصدر طلبة المرجع الصرخي اكثر من سبعين مؤلفا لدفع شبهات واباطيل هذا الدجال ..ومن هنا ندعوا جميع طبقات المجتمع وخاصة المثقفين ان يكونوا على حذر من هذه الدعوات والحركات وان يفرقوا ويميزوا بين المرجعية العراقية العربية وبين الدجال احمد بن الحسن احد اذرع الاخطبوط التي تحاول خنق الفكر الرصين والتعتيم عليه وتحجيمه حتى باخس الوسائل واكثرها فسادا وخطورة ..