قبل أكثر من أربعين عاما من الان كنت وانا صبيا مع اهلي لزيارة أقارب لنا في محافظة البصرة وفي احد الايام تناقلت الانباء خبرا عن عملية فدائية للمقاومة الفلسطينة اعتقد في ميونخ فشعرت بمشاعر تضامن تعتصر قلبي وانا ذلك الطفل الصغير,وكنت حينها في الصف الاول متوسط, فما كان مني الا انزويت في مكتبة أقاربي وبدأت أكتب عن تلك العملية وحين اكملت الصفحة الرابعة وكانت نهاية خاطرتي او تعبيراتي البريئة عن الحدث ,شعرت براحة عجيبة وسعادة غريبة
عندما تقدمت بي السنوات تيقنت من أن في جيناتي يسكن حب الناس ونصرة المظلوم ومساعدة المحتاج وكنت كذلك بارعا بحل مشاكل الناس والتقريب بينهم,وكنت كذلك موفقا جدا بانقاذ عوائل عديدة من الضياع حين ساعدني الله بان أوفق بين زوجين وصلت خلافاتهم الزوجية في المحاكم مرحلة الحجز للحكم, للحد الذي اقترح علية الكثير ممن يعرف مقدار حبي للناس ومقدرتي على فهم الاخر ومشاكله اقول اقترحوا عليه ان أفتح مكتبا “لحل المشاكل الزوجية” هذا المشاكل التي جعلت نسبة الطلاق في العراق ترتفع الى نسبة 80% من حالات الزواج .
بعد المقدمة ,أقول كتبت قبل سنة او اكثر مقالا أمتدح به أمين بغداد على موقفا انسانيا قام به مع احد الاصدقاء…وكرد فعل على هذا المقال وصلتني رسالة من مواطن أقر في رسالته انه يخاطبني باسم مستعار ويقول في رسالته (منتقدا لي بشدة) بأنني مدحت أمين بغداد وان هذا الرجل لا يستحق المدح ويسوق دليلا على هذا ان المدير العام الفلاني الفاسد (وهو من اقارب العيساوي) كان قد أقال ونقل معاونه المهندس النزيه والشريف ونقله الى وظيفة مهندس في منطقة بعيدة جدا عن مكان سكنه…رسالة هذا الرجل ألمتني وحفزتني بنفس الوقت للوصول للحقيقة ولذلك بذلت جهود مضنية حتى وصلت لهاتف احد المدراء العامين في امانة بغداد وهو الاخ حكيم عبد الزهرة( مدير العلاقات والاعلام) وتمكنت من خلاله ان أحصل على الايميل الشخصي لامين بغداد ومن هنا تبدأ قصة دفاعي المستميت عنه
ارسلت رسالة الرجل المجهول للسيد العيساوي وقلت له اخبرني هل هذه الحكاية صحيحة…من هنا كانت بداية علاقاتي مع العيساوي وانها كانت علاقة عبر الانترنيت فقط وكنت اتمنى ان ألتقي به لافهم منه معاناته مع هم امانة بغداد والمحاصصة والتقاطعات والمناكفات السياسية لكن الذي منعني من ذلك هو أحترامي لنفسي وخوفي من ان تفسر من اي طرف اخر بانه بها شبهة مصلحة شخصية لذا كانت العلاقة عبر الانترنيت حتى اني اتبادل معه يوميا اكثر من خمسة رسائل بالمعدل واتلقى اجاباتها بالحال واذا تاخر عليه الاخ العيساوي فاني اعاتبه عتابا شديدا ولسبب بسيط ان رسائلي هي للناس ومحاربة الفساد وقد تمكنت بفضل الله وتجاوب الاخ العيساوي المنقطع النظير معي بحل الكثير من القضايا وانصاف الكثيرين من الناس,فلذلك أنصفنا المعاون المظلوم وتبين ان العيساوي لا قريب له وتقرر ايضا أستبعاد كل المسؤولين الضعفاء والمقصرين(وهذه تعتبر صعبة جدا وتحتاج الى جهد هائل لانهم تحميهم المحاصصة) .
* تطورت العلاقة مع الامين
من خلال مراسلاتي مع الرجل فهمت من خلال قراءة ما بين سطور كلماته انه يعاني اشد المعاناة مع المحاصصة والضغوطات والابتزازات السياسية,لذلك قررت مع نفسي ان ازيد من دعم الرجل ما دام انه يعمل ويخدم الناس فاستعنت بالعديد من الشباب المجانيين مثلي بحب الناس والعراق واتفقنا ان نكون عيون أستقصائية لدعم العيساوي في مجال تقويم عمل الامانة وهكذا تمكن الشباب من صيد المئات من الحالات وتوثيقها وبجهد وامكانيات شخصية بحتة, والله على ما اقوله شهيد, وتمكنا بفضل التجاوب السريع للاخ صابر العيساوي من تحقيق انجازات ممتازة..وكان العيساوي يشكرنا اشد الشكر وحتى من كرمه أقترح دعم مالي لتسديد مبالغ تحركات الشباب من اجور نقل الى قضايا التوثيق بالكامرات وتصوير الاوراق فكان جوابنا للاخ الامين ان ذلك يجرح نيتنا بخدمة الناس وحب الوطن .
* بقينا على هذا الحال حتى جاء الاستجواب اللعين
حزنت اشد الحزن ومن معي من الشباب حين علمنا بالاستجواب ليس لانه يجرح سمعة رجل فاضل يلبي طلباتنا في خدمة الناس والوطن وحسب ولكن هذا الاستجواب اللعين قد أستغرق كل وقت العيساوي وبذلك تعطلت أتصالاتنا معه وخصوصا واننا كنا قد اعدينا دراسة لضرب اعشاش كثيرة من الفاسدين وقد وافق الامين عليها مبدئيا ومنها أبطال عقود كل المتعهدين المتربحين بشكل فاحش وبدعم(سياسي) من أملاك أمانة بغداد وعمل جمعيات تعاونية للمواطنيين المستفيدين مباشرتا من تلك الاملاك لكي يديروها هم بانفسهم وبعيدا عن طمع الكثير من واجهات الغير والعاقل يفتهم…ناهيك عن دراسة اعددناها مع احد الاخوة المتخصصين في مجال” التنمية البشرية” التي تستهدف تطوير كادر امانة بغداد من الكوادر القيادية حتى ابسط موظف في امانة بغداد بالاضافة للمزيد الذي لا استطيع البوح به كنا ندافع ونتهم من البعض .
نعم ايها الاخوان كان صابر العيساوي لنا صديقا واخا كنا ندعمه بالافعال لا بالاقوال وكان الرجل لنا طيعا حتى الجنون في خدمة الناس حتى اني كنت اراسله في ساعات متاخرة من الليل واطلب منه التحرك لنجدة مظلوم او تقديم خدمة أهملها كادره وكنت اضغط عليه حتى في احد رسائله قال لي:”والله والله انني نزيه ولكني لست بنبي” هذا الجهد الغير المريء منا ومن العيساوي هو الذي كان وراء دفاعنا عن رجل يعمل على مدار الاربعة وعشرين ساعة لتقديم الافضل وسط مؤسسة يتكالب عليها الكثير من الفاسدين حد التقاتل والكواتم والاغتيالات,نعم اخوتي هذي حقيقة لا يعرفها الا القليل القليل من الناس والسبب اصله يعود الى طبيعة شخصية العيساوي وتربيته الاجتماعية فانه يؤمن بالعمل وليس بالدعاية والكلام حتى انني طلبت منه مرة صورة لهامشه على طلب مواطن تبرع له العيساوي اكثر من ثلاثة مليون دينار لكي اطرحه بالاعلام لكنه رفض بشدة, هذه الصفة ربما تجعل الكثير من الناس تعتبره كغيره من المسؤولين الذين لا هم لهم الا مصالحهم الشخصية وامتيازاتهم المهولة …نعم ايها الاخوة كنا نكتب دفاعا عن حق نعتقد به ونلمسه بشخص العيساوي وكان العديد من الناس يوجهون لنا سهام الرشوة والتربح واللصوصية والارتزاق وكنت انا شخصيا اعذر الناس واطلب من الله ان يغفر لهم لانهم لا يعرفون الحقيقة .
* نصيحة للقائمين على امر السياسة والحكومة في العراق
أن الفساد مستوطن بكل دوائر الدولة بلا أستثناء, وان هذا الفساد يحتاج الى قوانيين ادارية فعالة وأهم تلك القوانيين رفع رواتب الدرجات الدنيا وساضرب لكم مثلا يؤكد لكم ان تخلف قوانيين الحكومة هي من ترفع نسبة الفساد والفاسدين:
حين تمنعون منذ سنوات أعطاء الدرجات الوظيفية لامانة بغداد فيضطر الامين للجوء الى قانون يبيح له تعين الموظفين وهو قانون الاجر اليومي,فهل تعرفون ان امانة بغداد تشغل المئات باجر يومي مقداره خمسة عشر الف دينار واحسبوا كم سيكون راتبه بعد خصم العطل,مهندس وعامل خدمة يتساون بنفس الاجر ويقبلون للعمل بهذا الاجر المجحف والظالم املا في التعين الدائم, فهل تعتقدون بظلم الناس واجحاف حقهم وامتهان كراماتهم تقضون على الفساد…المثل العراقي يقول الشبعان لا يدري بالجوعان وأنتم اهل السياسة شبعانيين حتى التخمة والترف والامتيازات وتطلبون من الناس ان يكونوا صالحين يتمتعون بالنزاهة ونظافة اليد
الذي يجب ان يستجوب الحكومة والبرلمان وليس العيساوي .
رواتبكم مليارية حمايتكم خرافية سفراتكم ورفاهيتكم من مال الفقراء تربحتم وغنمتم الامتيازات والقصور والعمارات والشركات, امتيازاتكم اوامر تلبى بسرعة البرق وبالتو واللحظة في حين ان قانون التقاعد وتحسين رواتب الموظفين وصحة المواطن والاف الناس والعوائل قطعتم ارزاقهم بحجج شتى مرة اجتثاث ومرة تصنيع عسكري ومرة ومرة…كل هذا الظلم هو من يرعى الفساد وكذلك الارهاب, خصصتم لانفسكم واهليكم كل الامتيازات وتستكثرون على المواطن البسيط الدينار الواحد…والله الذي يجب ان يستجوب هو الحكومة والبرلمان الذي يستعرضون عضلاته امام الشعب ليستجوب مسؤول تنفيذي كالعيساوي..يتظاهرون بالنزاهة والعفة والخوف على المال العام في حين انهم يرفضون تخفيض فلسا واحدا من امتيازاتهم الخرافية .
هذا هو بعض همي وعذاباتي من اوضاع البلد التي اتناسها بخدمة الناس بالتعاون مع الاخ العيساوي وبعض الاخوة المسؤولين ومنهم الاخ الكريم عدنان الاسدي القائم بوزارة الداخلية العراقية والذي لي معه قصصا تتشابه مع الاخ العيساوي وربما ساقصها عليكم في مقالا اخر…هذا الهم والوجع ارجعني له من سعى لاستجواب العيساوي , هذا الذي فرح بتسليط الاضواء على نفسه ولكن فاته أن أصحاب الحاجات والمظالم التي تأخرت بفضل أستجوابه يدعون عليه ليل نهار .
* ملاحظة مهمة جدا
أن ما رويت لكم هو لا يشكل الا جزء من حقيقة هذا الامين الطيب وللمعلومات ان قصتي وتفاصيلها مع الدكتور العيساوي مطلع عليها الاخ الاعلامي القدير أياد الزاملي صاحب موقع “كتابات” وكذلك العديد من الاخوة الكتاب المحترمين وعلى راسهم الدكتور والمفكر المعروف طبيب القلب علي التميمي الذي مدني بالكثير من الملاحظات ومعاير العمل الصحيح التي يتوجب على الاخ العيساوي الاخذ بها .