بعيدا عن كون الشيخ محمد اليعقوبي مجتهدا جامع للشرائط ام انه لم يبلغ ذلك وبعيدا عن كل ما يقال عنه وعن الكثيرين ممن استغلوا اسم الشهيد الصدر (قدس سره) ليأخذوا شرعيتهم منه كطلاب علم تتلمذوا على يد الاعلم في زمانه بعيداً كل ذلك اعتقد ان ما يقوم به الان الشيخ اليعقوبي يثير الاستغراب من خلال ما يصدر عنه من مواقف اتجاه ما تقوم به الحكومة وبالخصوص شخص رئيس الوزراء وما قدمه للشعب طيلة الثماني السنوات الماضية فالشعب العراقي لديه ثلاث جهات للتعبير عن رايه وهي اما ان يعبر عن رأيه بنفسه وهذا واضح فأغلبية الشعب العراقي المتمثلة بالأكراد والسنة والتيار الصدري الذي تشكل جماهيره اغلبية في الوسط الشيعي ترفض السيد المالكي وادارته للدولة واما الجهة الثانية التي تعبر عن وجهة نظر الشعب العراقي فهم الساسة الذين تم انتخابهم من قبل الشعب وهم التحالف الكردستاني ومتحدون وكتلة الاحرار والمجلس الاعلى وكلهم يرفضون سياسية المالكي واما الجهة الثالثة التي تكون فاحصة ومعبرة عن راي الشعب والتي تقصدت ان اجعلها الثالثة حيث انها تمثل محور البحث فهي المرجعية الدينية وهي تقريبا في النجف وكربلاء والكاظمية فأما في النجف فتتمثل بالمراجع الاربعة وهم السيستاني والحكيم والفياض والنجفي والسيد مقتدى الصدر وجميعهم قد صرحوا برفضهم للحكومة ولإدارتها سواء بصورة مباشرة او عن طريق البيانات او خطب الجمعة واما في الكاظمية فتتمثل بالشيخ الخالصي وبعض الشخصيات الدينية وايضا قاموا بالتصريح علنا برفضهم لإدارة المالكي واما في كربلاء فهي تتمثل بالسيد الشيرازي والسيد المدرسي وكلاهما رافضين للمالكي سواء بتبنيهم لقائمة انتخابية في الانتخابات او بالتصريح في البيانات والخطب برفض المالكي وادارته والسؤال هنا اذا كانت كل هذه الجهات ترفض المالكي وحكومته فكيف يقوم الشيخ اليعقوبي بتأييد تلك الحكومة بل الاكثر من ذلك الدخول بقائمة انتخابية تقوم بجمع الاصوات لإعادة المالكي من جديد في ولاية ثالثة فهل يعقل ان الشيخ اليعقوبي غافل عن ذلك وهل ان رؤيته تختلف عن كل المراجع في مساندة شخص ثبت بالدليل فشله واخطائه في ادارة الدولة ام ان هناك هدفا اخرا من وراء هذا التأييد وهو ان يكون الشيخ اليعقوبي هو المرجع الجديد لدولة القانون وبالخصوص للسيد المالكي في ولايته الثالثة لو حصل عليها (لا سامح الله) واعتقد ان هذا هو التفسير المقبول لذلك التأييد وهو من الغرائب طبعا لان حزب الدعوة الذي يعتبر الراعي الاساسي للحكومة وللسيد المالكي لا يعترف بمرجعية دينية معينة وانما يعتمد فلسفة وأيديولوجية خاصة في هذا الموضوع حيث يرى ان مسألة المرجعية والتقليد والدين بصورة عامة امور شكلية لا فائدة منها سوى بسط النفوذ على البسطاء من الناس والادلة واضحة جدا ابتداء من خروجهم مرجعية السيد الشهيد الصدر الاول الى السيد الحائري وقرار حذفه فالقوم لا يعتقدون بشيء اسمه الدين والعقيدة فهل يرضى الشيخ اليعقوبي ان يكون بالمصطلح العراقي(كماشة نار) بيد الطارئين على الشعب العراقي ليتحكموا بمقدارات ومصير الشعب من جديد وهل يرضى الشيخ اليعقوبي وهو الذي يدعي أعلميته وانفتاحه وحرصه على المذهب الجعفري بان يكون سببا في تمكين هؤلاء من رقاب المؤمنين حقيقة انه امر غريب ولا يعقله عاقل وانا لله انا اليه راجعون.