23 ديسمبر، 2024 8:54 ص

اليس في الافق عودة للوطن ؟

اليس في الافق عودة للوطن ؟

اذا كانت الطبيعة قد خلقت المد والجزر والبداوة والحضارة والرقي والتمدن والقوميات والامم وكشفت الاديان اسرار الايمان وكيفية بزوغه وصياغة الانسان له وجعله من مقدساته وان اختلفت في طريقة النحت والتنصيب وفق التباين في الحقائق ودرجة المقارنة الموضوعية والتي ركيزتها اسس الصدق ومدى قوة البعث فيها وهذا التشابك منذ الولادة الاولى للبشرية المجهولة التاريخ والوجود ومع استمرارية الزمن وتشتت الاقوام والقبائل والامم التي خلقت في الاصل البشري للوجود الا انها تتقارب من حيث صفتها ومكنونها والاعتقاد بوحدة الخلق والتسامي في مرتبة الوجود.
ومع تسابق الزمن والحياة وطرق التطور والنهوض انتابت البشرية صراعات كبيرة وواسعة ومترامية الاطراف والابعاد التي ونتيجة لهذه الصراعات تفتت معالم التاريخ وانشطرت الجغرافية وتعددت اساليب الاستطيان نتيجة لطبيعة التوحش المقرف في صنع العلاقات او الفكر البدوي او فكر انسان الغابات من اجل البقاء ومن خلال سيرورة الوجود تدفقت معالم اخرى الى صيرورة جديدة تعني التحول والتغيير في سلالم المجد حتى تجلت هذه الانواع بشيء من الاستقرار نتيجة اتساع رقعة الوعي والتخلص من براثن الافكار القومية والتعصب الديني وهذا الانسلاخ والانتقال عبر هذه الحقبة الزمانية والمكانية الى جوهر جديد يرتكز على محور المدنية والتمدن والعلم والمعرفة وهذا واضح في اوربا او بعض دول جنوب شرق اسيا والصين واليابان في المقدمة وفي صلب هذا الموضوع والاسف يغمر من يحمل درجات من الوعي والفراسة الفكرية التساؤل من نحن العراقيين لماذا نعيش في كبوات وارهاصات وصراعات مقيتة تختلف في سلم التراتبية لدول العالم وعلى الاقل دول الجوار.
وان الاصل في ذلك ضياع الهوية في العراق وتمزق اواصر التقارب بينها ووفق المستويات القومية والدينية التي بمرور الزمن تجزأت وتفككت كل روابطها وانكفات تعيش على خلق الصراعات بغياب المبدأ الحقيقي لوجودها وهو الجانب الانساني وهو درجة الوطنية الرحبة.
واذا كان المؤثر في هذا المحيط هو التاريخ والدين وهنا يصح القول الى اي مدى تستمر هذه الحقبة والتي مضى عليها اكثر من الف عام نعم ان العراق هو ممر لدول متصارعة ولها اطماع ولكنها لا تكشف عن هذه الحقيقة بل حولت ذلك الى صراعات اخرى وباسم الدين والمذهب لذلك بقي العراقي مابين الشد والجذب للخارطة الجغرافية فتارة تراه يتمذهب للقومية العربية او القومية الفارسية او التركية واخيراً ارتضاءه بالسطوة الاميركية.
ومن داخل النظرة المذهبية والدينية تنبثق صراعات وعداوات اشد ايلاماً من كل النعرات الا وهو تشظي المذهب الواحد الى احزاب ناطقة باسم المذهب الواحد فالمذهب السني قد تشظى الى احزاب منها الواقعي ومنها المتطرف والعقلاني وهذه الاصولية والاخبارية والموسوية والتي انتقلت ايضاً الى التفرعات الحزبية والتي ارتبطت جميعها وهذا ايضا يشابه التشيع اذ ان التنافر واضح جدا  والذي انتقل الى التفرعات الحزبية التي ارتبطت   بالولاء لتلك الدولة او المؤسسة العالمية  فمنها اصبح تابعاً في الفكر الديني ربما الى التطرف العربي(الوهابي) اوتابعاً لاجندات تركية او ايرانية وهذه جميعها تجرد الانسان من وطنيته وتجعله متناسياً لواقعه والذي خلص الى ان وجوده يقترن بحظوة هذه الدول هذا وفق المنطق السياسي يعني (العماله) من حيث يعلمون اولا يعلمون وهذا ليس وليد صدفة او عوامل حديثة النشأة اذ ان هذه الصيرورة جلبتها عوامل متجانسة الابعاد مفتقرة الى الوعي ولغة التحرر والخلاص التي يجب ان تقارن ببعض الدول التي اخذوا من القومية والدين وجعلوها ايمانا شخصيا وليس عاما بحيث يفرض ارادته على الكل وهذا قد ارتسم في دساتيرهم المفعمة بالوطنية والحرية لا التركيز على الخطاب الديني والقومي.
فنحن ذاهبون الى طريق مجهولة المعالم ان لم نعي واقعنا ونصنع لنا ارادة جديدة مقوماتها النهضة والثورة على هذه المسميات لكي نرفع درجة حريتنا على معطيات انسانية تفكر بالانسان كانسان وليس تابعاً ناقص او سليب الارادة .