22 ديسمبر، 2024 7:01 م

اليسار العراقي يغرق بوهم الاصلاح

اليسار العراقي يغرق بوهم الاصلاح

لم نقرأ بالتأريخ بأن السلطة الحاكمة قد تخلت عن السلطة والامتيازات دون صراع يذكر ، ولم يخبرنا التأريخ بأن الفساد قد تم القضاء عليه بالصراخ والتمني ، كل تجارب الشعوب تؤكد ان على الفقراء والمظلومين ان يخوضوا حروبهم بكل شراسة ضد السلطة التي سلبتهم اموالهم وكرامتهم ومستقبلهم .

مايحدث اليوم هو اظهار الصراع كونه صراع على الخبز ، كأن الشعب يطالب بالعيش بملجأ للايتام او العيش في مركز للرعاية الاجتماعية وكل ماعلى احزاب السلطة ان توفر له الخبز والحساء والكهرباء فقط لاغير ، اماالسلطة والامتيازات والمال فانها لاحزاب السلطة ، كأن العراق بما فيه ضيعة لهذه الاحزاب تتناقل ملكيتها بين الورثة .

بسبب الهزائم المتعددة والاخفاقات المتكررة والتطور البسيط لوعي الجماهير لم تعد تنفع التظاهرات بشكلها الحالي ولن تنفع الاحتجاجات طالما الاحزاب الوطنية الديمقراطية تشارك الفراش مع كل الاحزاب والتيارات وخصوصا مع القوى الرجعية وتجاملها بحجة الاصلاح و النصح وكأن القوى الرجعية مالكة للدار وتستخدم عقول الاخرين لديمومة بقاؤها ، تحاول بعض قوى اليسار ان تحول هذه التظاهرات والاحتجاجات الى نضال خبزي ضيق ويحاولون ان يكونوا عقلانيين مع احزاب السلطة وهذا السبب هو من يؤجل الصراع مرات عدة .

مانحتاجه اليوم هو جبهة ليسار مناضل وليس جبهةليسار اصلاحي ، لافائدة برفع شعار الاصلاح فلم يتحقق شيء رغم التضحيات التي قامت بهاالجماهير المحتجة ورغم الوعود الكثيرة الي اطلقتها احزاب السلطة بكونها ستقضي على الفساد ولكن لم تفي بوعودها ولم يزهر النصر التي سالت الدماء لاجله في سوح التظاهرات والاحتجاجات ، وطالما هذه الاحزاب على راس السلطة لن تنجز انتخابات حرة بل سيبقى التزوير وسيبقى التحايل واللعب باصوات الجماهير التي تنشد الخلاص ،كما ان الفترة الزمنية التي حكمت احزاب السلطة فيها ليست بالقليلة بمثل هذه الفترة تغيرت تركيا من حال الى اخر وبنصف هذه الفترة تحولت كازاخستان من وضع الى اخر .
مانحتاجه اليوم جبهة عريضة لقوى اليسار ليس فيها من شارك او مايزال بالسلطة ، ولايمكن التحالف مع اي طرف حتى لو رفع شعار المعارضة ليس كل معارض للسلطة يمثل اليسار ، تبني الاصلاح من قبل اليسار بعد هذا الخراب يعتبر جريمة بحق المظلومين والفقراء وجريمة بحق مستقبل الشعب والوطن .

الخوض عميقا بشعار الاصلاح بمثابة الغوص عميقا بوهم الاصلاح للعملية السياسية البريمرية ، كيف يمكن اصلاح مخلفات الاحتلال والحرب الاهلية والمحاصصة والفساد بدون القضاء عليها او طمرها بعيدا كما تطمر المواد المشعة القاتلة .ent from Yahoo Mail on Android