بذلت الدولة العثمانية جهودا كبيرة لضم الاقليات الى دولتها المترامية الاطراف والاستفادة من خبراتهم المالية والإدارية والقتالية ,اما الجانب الاخر فهو مقاتلتها وتكثيف الحملات العسكرية بذرائع شتى منها الفتح والدعوة للدين الاسلامي ,ودعمت هذه الحملات بمجموعة من فتوى رجال الدين الرسمين او مايطلق عليهم انذاك شيخ الاسلام, تبيح كل مايرغب به السلطان والباب العالي.
انطلق الجنرال عمر وهبي الى ولاية الموصل التي تضم اكبر تجمع يزيدي في العالم عام 1890م وهو يحمل مع كتاب استلامه عسكر الموصل ثلاثة مهمات جسام لامرد عن تنفيذها مهمها بلغت التضحيات:
1.تحسين احوال الجند في ولاية الموصل وجباية مابقي من الخراج بذمة الاهالي .
2.اخضاع عشائر شمر العاصية,واسكانها في بعض الاراضي الصالحة للزراعة.
3.تهذيب اليزيدية وارجاعهم الى حضيرة الاسلام, باسلوب حسن وارشاد متبن .
لقب بعض الباحثين عمر وهبي بالجنرال الاصلاحي ,معتمدين على الفقرتين الاولى والثانية ,لكن كيف طبقت الفقرة الثالثة ,اعلن الجنرال عمر وهبي عن دعوة امير اليزيدية ميرزا بك واخية بديع بك وافراد قبيلته ووجهها الى ولاية الموصل , واعد جوق موسيقاً وطبول حرب وعسكر كبيراً ووجهها الموصل لاستقبال ضيوفه, فكانت حفلة ارهاب وترهيب, ولدت حالة من الفزع والخوف في نفوس أبناء اليزيدية, وطالبهم باعلان إسلامهم جهراً , وأمر قواته باستعمال القوة مع الممتنعين.
أرسل الجنرال عمر وهبي ابنه عاصم بك مزوداُ بقوة عسكرية الى الشيخان فمارس مع السكان والممتلكات كل الأفعال الدنيئة ممن سلب ونهب وقتل , اما سجار حصن اليزيدية المنيع فقد سار لها عمر وهبي بنفسه متكبراً واثقاً من قوته لكنها فشلت فشلاً ذريعا في اقتحام الجبل رغم ماتعرض له اليزيديين من جرائم وحشية على يد عمر وهبي وإفراد جيشه فتدخل القناصل الاجانب لدى الباب العالي وسيق عمر وهبي الى الاستانة مذنبا وليس مكرماً.
اما اليوم فقد دخل العراق من نفس الجهة , الخليفة الإصلاحي ابو بكر البغدادي واتخذ من نفس الولاية عاصمة لخلافته الاجرامية,حاملاً رسالة غريبة عن العصر , من سلطان حالم,يهدف الى اشاعة ثقافة الذبح حزاً , ونحراً , ورمياً, وسبي النساء , ونهب المساكن والمصالح , وسرقة الاموال العامة ,وغلفت حملته الهوجاء بغلاف الدين والخلافة , ومنح للإفراد جيشه الدموي كل الصلاحيات في القتل والسرقة وممارسة الرذيلة والموبقات, لاسيما مع الاقليات الدينية المنتشرة في ارجاء شمال الوطن حيث تعد هذه المنطقة موطن للاديان عبر التاريخ فمارس مع التركمان والشبك سياسة طائفية مقيته , ومع المسيحين واليزيدين سياسة دينية مستوردة , وبدأت مأساة اليزيديين الاكثر بشاعة فبعيت نسائهم في اسواق الموصل, واجبر رجالها على اعلان اسلامهم
غصباً, وأحرقت منازلهم ومحاصيلهم , وسط صيحات التكبير ورصاص بنادقهم , مجدداً تجربة عمر وهبي الفاشلة والمخزية , وبقي المكون اليزيدي جزءاً رئيساً من الشعب العراقي بصمود إبطاله في جبل سنجار.
فالوطن للجميع والدين لله