6 أبريل، 2024 11:32 م
Search
Close this search box.

اليتيم والقصر الملكي الجزء الثالث

Facebook
Twitter
LinkedIn

اليتيم والقصر الملكي قصة من واقع الخيال
الجزء الثالث والاخير
وسوف يدخلون المملكة عن طريق المنفذ الحدودي الوحيد مع العراق في منطقه عرعر وان الخيار له اما ان ينتظرهم هناك او ينتظرهم عند وصولهم الى المدينة المنورة ولكنه قلب الابن قلب المتشوق القلب الذي انساه ارهاقات السنين أهله وناسه دون ان يعرف اي شيء عن أهله وقريته ولا حتى عن والدته التي تركته وهو صغير فابلغه بان يعطيه عنوان القافلة وانه سوف يتكفل في الباقي سافر محمود فورا الى اقرب منطقة للحدود ومن هناك اتصل بمدير المركز الحدودي وكانت المصادفة انه صديقه السابق والذي اصبح برتبه رائد فهد والذي لم ينقطع التواصل معه بين الحين والآخر… وصل بسيارته الخاصة الى المركز الحدودي وكان برفقته جنديان من الحرس الملكي وبقي في صالة الانتظار ينتظران وصول القافلة التي تحمل والدته مع زوجها مع القوافل العراقية وكان الرائد فهد يسال كل من يدخل عن هذه القافلة حتى ابلغه احد السواق بان القافلة التي يسال عنها سوف تدخلهم الاراضي السعودية خلفهم.. قام الرائد فهد بتشجيع صديقه الملازم اول محمود على الصمود وان يكون اللقاء بصوره مبسطه حتى لا يشكل صدمة لدى والدته التي لم تراه منذ اكثر من 20 سنه وما ان وصلت القافلة المقصودة حتى قام احد جنود في المركز بجمع جوازاتهم وتقديمها الى الرائد فهد الذي دققها بصوره سريعة وكان يقف بقربه الملازم اول محمود حتى وجدوا في احد الجوازات اسم والدته وصورتها التي غيرها الزمن انهار محمود كليا فهدأ من روعه الرائد فهد واجلسه في احد الصالات وذهب الى الباص الذي توجد فيه والدته وزوجها وانزلهم بصورة اعتيادية بحجة التفتيش هنا قام زوجها بتعريف نفسه بانه عم القنصل العراقي في المملكة فرحب به الرائد فهد وابلغه لان الموضوع انساني وليس اداري كما تظن يا عم وارجو منك ان تكون عونا لي في هذه المسالة استغرب الحاج عبدالستار من هذا الطلب ولماذا هو وزوجته الذين تم انزالهم من الباص.. فتوجه بهم الرائد فهد الى الصالة التي يجلس بها الملازم اول محمود وهنا كانت المفاجأة.. مفاجأة الحياة لنا ان نعيش بواقع الغربة ومهما علا شأننا ومهما بلغنا الرتب نبقى نشعر اننا غرباء في كل شيء ومحرومين من كل شيء واقوى حرمان هو حرماننا من المحبة والمودة وصلة القربى.. ما ان شاهد محمود امه حتى وضع راسه بين رجليه وبات يسكب العبرات والام وزوجها الحاج عبدالستار لا يعرفون شيء عن الموقف والرائد فهد ينظر الى هذا المشهد من الفلم الحزين فقام محمود وقال لها هل تعرفيني يا امي فسقطت مغشيا عليها وهي تمتم بكلماتها محمود.. محمود.. قرة عيني.. محمود والعم عبدالستار لا يعرف ماذا يحصل فجلس هو الاخر ارضاً وهو ينظر الى هذا المشهد ومن هو محمود ومن.. ومن.. ومن… تساؤلات كثيرة دخلت في رأسه الا ان افاقت ام محمود بعد ان تجمع كل موظفي المركز الحدودي حولها وهم يرشون الماء على وجهها وبعد افاقتها حضنها ابنها وهو يصيح امي.. امي.. وكأنه طفل مازال في مرحلة طفولته قام الرائد فهد بشرح موضوع محمود لمن حوله ومن ضمنهم العم عبدالستار فقام الجميع بالبكاء والعويل على هذه القصة العجيبة وقام العم عبدالستار بحضن محمود وزوجته وهو يصيح لقد بحثنا عنك ياولدي في كل مكان ولم نجدك فانت اخ لأولادي… وبعد هذا اللقاء استأذن الملازم اول محمود بان يذهب مع والدته وعمه الحاج عبدالستار بسيارته الخاصة وفعلا تم ختم جوازاتهم بالدخول الى المملكة وذهبوا مع الملازم اول محمود الذي يبدوا انه كان مرتب اللقاء وقد منح اجازة لمدة شهر كامل لأداء فريضة الحج طلب الملازم اول محمود من الجنود الذين معه بان يركبوا بسيارة اخرى ويبقى معه جندي واحد يسوق في السيارة وسارت بهم السيارة من الحدود الى المدينة المنورة قام محمود بشرح حياته منذ فراقه لامه حتى لحظة اللقاء وقامت هي ايضا وابلغته بعائلتها وان احد اخوانه ايضا ضابط في الحرس الجمهوري في بغداد والآخر في طبيب وان عمه عبدالستار زوجها هو احد وجهاء القوم في عشيرته وعند وصولهم المدينة المنورة تكفل بكل شيء من فندق ومطعم واي مصروف آخر وقام ايضا بالاتصال بالقنصل الاستاذ عبداللطيف وابلغه بتواجدهم في المدينة المنورة والذي التحق بهم ايضا لأداء فريضة الحج.. وبعد انهو فريضة الحج قال لوالدته سوف نلتقي ان شاء الله في كل موسم ولكنها قالت له انني اريد ان اراك يامحمود متزوج ولديك عائله قبل ان اموت يا ولدي ورغم ان الظروف كانت قاسية عليك جدا ولكنك كنت بطلاً متصديا لها فقال لها يا والدتي انا هنا لا اعرف اي عائلة ولم اتكلم مع اي امرأة بخصوص هذا الموضوع وانني خولتك ان تجدين لي زوجة من العراق وان تكون امرأة صالحة وجميلة ومن عائلة معروفة وانا سوف اتكفل في الامور الإدارية وجلبها الى هنا عندها قال له الحاج عبد الستار ابشر يا ولدي فانت اليوم اصبحت احد ابنائي وضيافتك لنا وقيامك معنا في مراسم الحج هو دين في رقبتي ولن انساه لك ابدا واعلم يا ولدي يامحمود ان والدتك معززة مكرمة لدينا طيلة فترة حياتها معي وانها امرأة مثالية عشت معها حياتي وانجبت منها عائلة كاملة
وقبل ان يودعهما قام بوضع مبلغ من المال لوالدته وكذلك ارسل مبلغ من المال الى مختار القرية ليوزعها على جميع افراد قريته… ودع والدته والدموع تنهمر من عيون الجميع فعاد ومعه القنصل عبداللطيف الى العاصمة الرياض وابلغه بانه سوف يتواصل مع والدته ويبلغه بكل التطورات هناك.. قام محمود بعدها بالاتصال بين فترة واخرى بوالدته وتعرف على اخوانه واخواته واصبح يرسل لهم الهدايا بين فترة واخرى وكانت اول هدية سيارة لوالدته من نوع بيكب تويوتا وفي احد الاتصالات وجد والدته تبكي في التلفون فسألها عن السبب فأبلغته بان احد اخوانه استشهد في الحرب وحزن كثيرا رغم انه لم يراه…وبعد سنة تقريبا تزوج محمود من امرأة عراقية عن طريق معرفة والدته ودخلت الى الاراضي السعودية بصورة رسمية وقام محمود الذي ترقى في رتبه العسكرية بشراء دار سكنية له في العاصمة الرياض واستقر به المطاف مع زوجته التي انجبت له ثلاثة ابناء وكانوا في كل موسم للحج يلتقون مع اهاليهم ومحبيهم في المدينة المنورة ومكة المكرمة ويقومون لهم بواجب الضيافة ومن ضمنهم اهالي قريته الذين يأتون لأداء فريضة الحج على حسابه الخاص….
وبعد حرب الخليج الثانية تدهورت العلاقات بين العراق والسعودية واصبح على محمود صعوبة الاتصال باهله كونه ضابط في الحرس الملكي وبقي ذلك لمدة اكثر من ثلاث سنوات ولكن ظروف الحصار التي مر فيها العراق اجبر محمود ان يجد له قناة خاصه يوصل مبالغ نقديه الى اهله واقاربه بين فتره واخرى من خلال ارسالها الى والدته التي تقوم بتوزيع تلك المبالغ على الجميع وبعد العام 2003
وما جرى من احداث في العراق سافر جميع افراد عائلته بناء على طلبه الى المملكة الأردنية الهاشمية حيث التقى بهم مع كل عوائلهم وعائلته التي جاء بها معه من المملكة العربية السعودية وكان اللقاء ودي ولقاء تعارف وقد بقيا مدة شهر كامل في العاصمة عمان وكان محمود قد هيا فيه المكان المناسب لإقاماتهم جميعا وبقي على تواصل مع اهله بين فترة واخرى الى ان احيل الى التقاعد واصبح باستطاعته السفر في اي وقت يشاء والى اي بلد يشاء وكان اول دولة يسافر لها العراق فوصل الى المنطقة التي تسكن فيها والدته وبقي في بيتهم واثناء ذلك قامت زوجته بزيارة اهلها معه فتعرف على كل افراد عائلتها وكل ابناء عمومتها وبقي فتره من الزمن ثم قام بزياره قريته القديمة التي تغيرت ملامحها واصبح فيها البناء الحديث وعند وصوله القرية وجده ان اغلب الجيل القديم قد رحل الى لقاء ربه وان قليل من الموجودين يعرفه ويعرف قصته التي مر بها ولكنه التقى بزوجة المختار والتي قامت بإعطائه الامانة من القطع الذهبية التي اودعها لديها زوجها مختار القرية قبل وفاته ولكنه منحها لها هدية واعتبرها بمقام امه الثانية وسألها عن البدو عن عائلة العم مانع وعياله الذي بحث عنهم كثيرا في الاراضي السعودية ولم يجدهم فقالت له انهم منذ رحيلك معهم لم تراهم فابلغها في حالة رؤيتها لهم ابلاغ والدته بذلك حتى تتصل به فورا ويرسل لهم هدية خاصة تليق بما قدموه له من طيب ومودة…بعدها عاد الى أدراجه في المملكة العربية السعودية يعيش ما تبقى من عمره هناك اما والدته فقد وافاها الاجل في عام 2010 وبقي التواصل بينه وبين اخوته من امه الى الان…
هذه قصه من واقع الخيال كتبتها لكم عن قصة طفل يتيم وفقه الله ان يعيش في يوما من الايام في القصر الملكي املي ان تكونوا قد تعايشتم مع ابطال القصة وان تكون ردودكم تشجيعا لي لما اكتبه والله الموفق….

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب