بغداد حاضرة الدنيا وشاغلة الناس كالمتنبي الذي ملأ الدنيا وشغل الناس بشعره وقصائده وفلسفته
لقد كانت بغداد مكانا للعلوم والمعارف يؤمها طلبة العلم من كل مكان من العالم ينهلون من علمائها العلوم والمعرفة حتى غدت مدرسة عالمية كبيرة بفضل علمائها في الطب والكيمياء والفيزياء والفلك والرياضيات فصارت بغداد قبلة العلم والحضارة وبقيت هكذا لعصور زمنية طويلة –
في السنين الاخيرة بدأ الاهتمام بهذه المدينة العريقة يتناقص ولم تعد بغداد مدينة العلم ولا مدينة السندباد والمنصور والف ليلة وليلة وشهريار وشهرزاد ولم تعد مدينة للسحر والجمال والتألق –
بل اصبحت بغداد اليوم تعاني الاهمال والدمار والتخلف بعد ان اهملها المسؤولون الذين تعاقبوا على امانتها بعد العام 2003 اهمالا شديدا فصارت مرتعا للفئران والجرذان ومكبا هائلا للاوساخ والنفايات تشقها شوارع قذرة محفرة تملؤها الاخاديد وتتجمع فيها مياه المجاري والامطار طيلة العام – مدينة تغرق بقطرات مطر قليلة تنزل من السماء – مدينة جامدة لا حياة فيها—– ابنية قديمة متهرئة وساحات مكتظة بالسيارات فلا انفاق ولا جسور ولا مجسرات وان وجدت فهي اما مغلقة او تقف على مداخلها السيطرات الامنية لتزيدها الما وحرقة –
بغداد تلك العروسة الجميلة الحالمة السعيدة التي خاط ثوب عرسها ابو جعفر المنصور اضحت اليوم عجوزا بلا كحل ولا مكياج فلقد رسم الاهمال على وجهها شقوقه واخاديده بعد ان اكل صابر العيساوي جزءا منه وتركها تتلوى الما وتنزف دما واكل عبد الحسين المرشدي جزءا اخر وتركها تعاني سكرات الموت وتركها عبعوب صاحب الصخرة الاسطورية بعد ان اكل الجزء الثالث منها هيكلا خربا لا حياة فيها ولا نبات –
واليوم لم يبق لنا سوى السيدة هدى علوش التي نقول لها (اعيدي وجه بغداد الذي سلبا ) نعم فلقد سلب العيساوي والمرشدي وعبعوب وجه بغداد الجميل المشرق وتركوه خاويا شاحبا ضعيفا كئيبا –
فيا سيدتي كوني انت لبغداد الاخت المحبة لاختها واعيدي اليها الحياة والبسيها بيديك ثوب زفافها من جديد واعيدي الى وجهها نضارته وجماله واجعليها قبلة العالم كما كانت – لان بغداد ليست مدينة مرت على الزمن مرور الكرام فبغداد تاريخ وعلم وادب وشعر وفن وبغداد مؤرخون وعلماء وادباء وشعراء وفنانون بغداد التي تغنى بها الشعراء في كل زمان وغازلتها انامل اشهر الموسيقيين واخرجوا فيها اجمل الالحان كانت مصدر الهام لكل الشعراء والفنانين والمبدعين فكيف نتركها اليوم مرتعا للجرذان والفئران ومكبا للنفايات ؟ وكيف نرضى لانفسنا ان تصبح بغداد اسوأ مدينة في العالم ؟الم يستح العيساوي والمرشدي وعبعوب من انفسهم حين اختيرت بغداد اقذر عاصمة في العالم ؟الا يستحي سياسيونا من ذلك ام ان الدولارات ملأت جيوبهم فأنستهم مدينتهم ؟
لا اريد ان اطيل الحديث اوجه ندائي الى السيدة هدى علوش امينة بغداد التي نتوسم فيها الامانة على اغلى مدينة عرفها التاريح فلا تتركوها هيكلا خربا فمن تركها هيكلا خربا هم الامناء الثلاثة السابقون فكوني انت سيدتي الماكيير الذي سيعيد لوجه بغداد نضارته وجماله الحقيقي ونحن بالانتظار –