23 ديسمبر، 2024 6:32 ص

الى نوري المالكي وحزبه البائس : ان لم يكن لكم دين ولا تخافون المعاد فكونوا احرارا في دنياكم!

الى نوري المالكي وحزبه البائس : ان لم يكن لكم دين ولا تخافون المعاد فكونوا احرارا في دنياكم!

يحير المرء كيف يصف السقوط المدوي لحزب الدعوة وقياداته في مستنقع الحكم والصنمية وحب الدنيا والتمسك بالسلطة باي ثمن كان! فلم تمر ازمات على رئيس وزراء في العالم مثلما مرت وتمر على المالكي وحزبه المستعد لعمل اي شي من اجل البقاء في السطلة باسم الحاكمية الالهية, فلو مرّ عشر معشار ما يمر على العراق على اي بلد اخر لاستقالت اية حكومة في العالم.
 لقد استقالت الحكومة البلجيكية عام 1998 بعد فضيحة هروب القاتل ومغتصب الاطفال مارك ديتروكس وقيامه باغتصاب فتاتين بعد هروبه من المحكمة مما ادى الى استقالة وزير الداخلية البلجيكي فورا وتبعه استقالة وزير العدل وقائد الشرطة وبعد شهرين سقطت الحكومة باستقالة جماعية, واستقال وزير الدفاع الالماني  تسوكوتنبيرغ عام 2010 بعد اكتشاف ان اطروحة الدكتورا الخاصة به لم تكن مؤلفة من قبله بنسبة 100% وانما بنسبة 83% فقط وقامت الجامعة بسحب الدرجة الاكاديمية منه ومنعه من التعريف بنفسه بلقب دكتور وانتهت بذلك حياته السياسية مبكرا, وكذلك رئيس وزراء اليونان باباندريو استقال بعد موجة الاحتجاجات الشعبية ضد سياسة التقشف لانقاذ اليونان من ازمة الديون الحادة, واستقال رئيس وزراء البرتغال عام 2011 بعد موجة من التظاهرات الشعبية ضد سياسة حكومته التقشفية لتدارك اثار الازمة الاقتصادية, وفي نفس السنة استقال رئيس وزراء اليابان كانز بعد الزلزال الذي ضرب بلاده وشعر بتقصير في اداء مهمته. هذه كلها امثلة كيف ان رؤساء حكومات منتخبة يتحملون مسؤولية مواقعهم ويستقيلون عندما يشعرون بوجود سخط شعبي او تقصير في الاداء بما يخدم صالح شعوبهم وذلك لان لديهم مشاعر انسانية ويعبرون عن احترامهم للناخب الذي ادلى بصوته لهم وليس كوحوش السلطة لدينا في العراق! فلو غرق العراق في بحار من دم لما استقال نائب واحد في البرلمان ناهيك عن وزير او رئيس الحكومة و الذي قال في ذكرى 6 كانون انه يتحمل مسؤولية ما يحدث, ولكن دون اية افعال على ارض الواقع! كتقديم استقالة او تقديم احد وزرائة الى المسائلة او اقالة قائد عمليات او مسؤول امني وكأن الموضوع يتعلق باعتراف لفظي لا اكثر, وهو ما يعكس مستوى الاستهتار السياسي الذي يمارسه  تجاه مشاعر الشعب العراقي.

وقبل ان يتهم البعض كاتب الاسطر بشن هجوما على المالكي وحزب الدعوة العربي الاشتراكي لتسقيطه ظلما وزورا دعونا نسرد الاسباب :
• حكومة تحصل على واردات بلغت اكثر من 630 مليار دولار في ظرف ستة سنوات تكفي لبناء 300 برج خليفة! ولا تستطيع ان تقدم ادنى مقومات الحياة الحرة الكريمة المتمثلة بالماء والكهرباء والخدمات الصحية والتعليم والمسكن ل30 مليون انسان يعيشون في اغنى بلدان الارض قاطبة, اليس هذا سببا كافيا للاستقالة ياسيد نوري المالكي؟؟ اتمنى الاجابة؟ وارجوا ان لا ترد بان مجلس الوزراء هو من يعرقل عملك وانت نيّتك سليمة تريد الخير للبلد! فالسؤال عندها يكون لماذا تشترك في حكومة فاشلة؟ واذا كان الفساد من الاخرين, فلماذا تقود مركبة تحمل الفاسدين؟ ارأيت لو أن مجموعة من السراق والقتلة يقررون الصعود الى حافلة  ثم يطلبون من اي انسان شريف ان يقود حافلتهم الى بيت دعارة لممارسة الفحشاء او الى بنك لكي يقوموا بالسطو عليه!  اكان يفعل ذلك؟ بالتاكيد لا ولو فعل الا يكون منتميا اليهم ومنهم؟؟ فلماذا تقود حافلة العراق الى الهاوية فقط لانك تدعي انهم هم من يدفعك الى الهاوية! لماذا لا تترجل منها وتبريء ذمتك امام الله؟ ام انه الولي الفقيه والعمائم السوداء والبيضاء والطائفية المقيتة هي التي تحرّم عليك ذلك؟ اوليس الحكم شورى بين الامة؟ او لم يصل علي بن ابي طالب الى الحكم بالبيعة والشورى؟ ثم بعد ان رأ ى مصلحة في حقن دماء الامة تنازل طوعا عنها الى معاوية بعد وفاته مع وجود الامام الحسن!

• حكومة تفشل في توفير مفردات بطاقة تموينية ابتدعت لتحصين العراقي من الجوع والفقر فتقوم انت وحكومتك بالسباحة في محيطات فساد هذه البطاقة وقد كان افضل السباحين هو فلاح السوداني راهب الدعوة, وتم الحكم عليه غيابيا ولازلت انت متمسك بالحكم والسلطة وقمت بتهريبه كي لا يفضح من يقف وراءه في حين أنّ ملايين الجياع والمحتاجين يفترشون الارض ويلتحفون السماء او الصفيح في بلد انت تحكمه! او يعقل ان يكون صدام ارحم منك؟ فقام بتوزيع الحصة التموينية كاملة لستة اشهر مقدما قبل الحرب التي اوصلتك الى الحكم بدبابة امريكية! او ليس هذا سببا كافيا للاستقالة؟
• امطار ساعات كشفت عورة البنى التحتية لبلد مثل العراق, وقد تم انفاق اكثر من سبعة مليارات على شبكة الصرف الصحي! اولم يكن الاجدر بك ان توزع قوراب لكل اسرة عراقية لكلي تستخدمها في التنقل عند الامطار والفيضانات اوليس هذا سببا كافيا للاستقالة؟

• عشرات المليارات من الدولارات انفقت على اصلاح وتاهيل وتطوير شبكة الكهرباء ولازال المواطن العراقي يئن تحت وطئة الحر صيفا والبرد شتاءاً ولازال العراق بعيدا بسنين ضوئية عن انشاء محطات توليد طاقة تكفي لسد حاجته الفعلية, ومن ثم يخرج مستشارك الفلتة الشهرستاني ليعلن ان العراق سيبيع الكهرباء الى دول الجواربحلول نهاية عام 2013 اوليس هذا استهتارا بمشاعر العراقيين؟ ثم الى من سيبيع الكهرباء؟ الى الدول التي يشتري منها الان؟ هل سيوقفون محطاتهم ويشترون من العراق؟ اولم يكن الاجدر بك ان تلقم الشهرستاني حجرا على تصريحاته هذه وتقيله وتسفره الى مسقط راسه وعشيرته في ايران؟ ومن ثم تستقيل بسبب فشلك في تقديم ادنىى مقومات العيش في القرن الحادي والعشرين؟

• ثم ناتي الى الاجهزة الامنية, اولم يكن حزب الدعوة والدعاة من اشد المضطهدين في سجون البعث الصدامي؟ اولم يكنّ نساء الدعاة واخواتهن وامهاتن هدفا سهلا لصدام فكان يزج بهن في السجون بتهمة ذويهن وينشر المخبرين السريين في كل حي وزقاق ودائرة وجامعة لكتابة التقارير والوشاية بمن شاؤا فبماذا اعجبك ذلك النظام وتلك الطرق الشيطانية؟ حتى تعيدها الى الحياة وتكرر منظومة البعث الصدامي بكل تفاصيلة واساليبه ورجالاته ووسائل التعذيب والاغتصاب حتى انك اعترفت انك ستقوم باطلاق سراح الابرياء والنساء اللواتي اخذن بجريرة ذويهم! عجباً او بعد هذا تبقى في السلطة؟ اي جنون سلطة هذا؟ ماذا ستقول لله وانت تقف امامه وفي سجونك الاف الابرياء والنساء اللواتي اغتصبن بجريرة ذويهم والله يقول ولا تزروا وازرة وزر اخرى ! فاي دين تؤمن به؟ واية قيم تحملها؟ فوالله لو كنت تعبد اللات والعزى لما اقدمت على هذه الافعال الشنعاء فعرب الجاهلية كانوا اسمى منك ومن افعالك وافعال حزبك السائر على خطى صدام شبرا بشر وذراعا بذراع وميلا بميل اوليس هذا سببا كافيا للاستقالة؟.

• لقد حولت العراق بفضل جهودك القيّمة الى ثامن افسد بلد في العالم وتحولت بغداد الى اتعس مدن الدنيا بعد ان كانت محل انظار العالم والمنطقة فاصبح العراقي هائما على وجهه لا يدري اين يتجه! لا دولة في العالم تقبله وتمنحه الامان والعيش الكريم فاصبحت لعنة التغيير تلاحق العراقيين في كل مكان بعدما كانت لعنة صدام تلاحقه, على الاقل في السابق كان يحصل على اللجوء الانساني بحجة قمعية النظام اما الان فلا هذا ولا ذاك, والمؤسسة الادارية في العراق فاسدة حتى النخاع فمن المستحيل ان تمشي معاملة دون دفع الرشوة وبامكان كائن من كان ان يحوّل الحق الى باطل والباطل الى حق اذ تمكن من الدفع للاشخاص المناسبين في الوقت المناسب ! اوليس هذا سببا كافيا للاستقالة ؟

• وناتي الى الجانب الامني والدفاعي عندما احتلت ايران حقل الفكة لم تحرك ساكناً واسكتكم شيطان الطائفية حتى اكملوا مهمة نصب معدات ضح النفط في الحقل وانسحبوا عندها قلتم ان الموضوع تم حله! ولكن تحركون الدبابات والاف الجنود لمواجهة من اوصلوك الى الحكم ضمن اتفاقية اربيل ولو كان الكرد بربع خبث الدعوة لاستغلوا شهوتك للسلطة وفرضوا امرا واقعا منذ عام 2006 وبسطوا نفوذهم على المناطق المتنازع عليها لا ان يقبلوا بتوقيعك على اتفاق لا يساوي الحبر الذي كُتب عليه, ثم تعقد صفقات اسلحة وطائرات فاسدة بمليارات الدولارات تقول انها لتمكّن العراق من الدفاع عن نفسه ولكن من اي عدو؟ الكرد مثلا ؟ ام الشعب ؟ ام السنة ؟ ام الصدريين ام اعداءك الكثر؟ ام تنوي مواجهة ايران اذا ارادت احتلال العراق عسكريا بعد ان احتلته اقتصاديا! اوليس هذا سببا كافيا للاستقالة ياحاج ؟
 
• ميزانية تذهب خمسها الى النثريات اي للسرقة العلنية فاية دولة هذه التي ميزانية النثرية تمثل خمس ميزانيتها؟ ام هو خمس السادة او الشيوخ ؟ نريد ان نفهم هل بقى لكم ضمير او دين او تؤمنون بيوم الحساب ام ان حب السلطة قد سد كل مدارك العقل واصبح التمييز بين الحلال والحرام مستحيلا؟, اي عبث هذا الذي تقوم به بميزاية العراق ولا تقول ان الوزراء كلهم وافقوا فكلهم لصوص وانت رئيسهم ولا خير في خيّركم, اوليس هذا سببا كافيا للاسقتالة؟

• على المستوى الخارجي العراق معزول اقليميا بفضل سياستك الطائفية رغم انفاق قرابة المليار دولار على قمة عربية لم يكتمل عمل البنى التحتية لها لحد الان بعد سنة من انتهائها ورغم اقامتها في احدى قصور صدام قرب المطار اي كانت الاستعدادات ومئات الملايين عبثا وترفا لا يتحمله الشعب العراقي في مثل هذه الظروف الا انه بعد القمة الفاشلة مباشرة صعّدت قنواتك الفضائية والاعلامية من حملتها ضد السعودية وقطر والبحرين وفي نفس الوقت تدعم نظام القمع في سوريا فحولت العراق الى بلد معزول اقليميا وكانت من انجازاتك معاداة تركيا اقوى وافضل دول المنطقة قاطبة فاية سياسة هوجاء هذه التي تنتهجها؟ اوليس هذا سببا كافيا للاستقالة؟
• واخيرا وليس باخر بلد تحكمه يتظاهر نصف شعبه ضدك في حين النصف الاخر ملّ ويئس من التغيير فهو يتظاهر باللامبالاة بك وبحزبك وحكمك الجائر, ثم تقوم باخراج الموظفين من دوائرهم والطلبة من مدارسهم في تظاهرت فاشلة ومكشوفة امام الملأ كما كان يفعل صدام سبحان الله! هل بعث الله صدام في جسدك من جديد؟ اوليس هذا سببا كافيا للاستقالة؟

لو اردنا سرد كل سوءاتك وسوءات حزبك البائس للزم تاليف كتابا باكمله ولكن اسمعت لو ناديت حيا ولا حياة لمن تنادي, فكن حرا على الاقل ان كنت انسلخت من دينك وعقيدك في الله والحساب, كن حرا كالكبار ولا تتصاغر امام الدنيا وبريقها الزائل فتذكر لعناتها وتذكر صدام الذي وقعت اعدامه بيدك فلماذا السير على دربه المظلم؟ فاذا كنت تخشى نهايته كما قلت انهم يريدوننا ان نسلم السلطة ونعود الى السجون فانت سائر الى هذه النهاية لا محالة! سبحان الله يكاد المذنب يقول خذوني, فقد اعترفت مرات ومرات بفساد حكمك وخوفك من النهاية الحتمية ولهذا تتمسك بالسلطة, افلا تعود الى عقلك وتخرج من دار الخبال كما وصف سيد الزاهدين علي بيت الامارة الذي قلبك وحشا مفترسا لكل من يريد ازاحتك عن السلطة كما كانوا الطغاة على مر العصور.  لقد تمكنت منكم الدنيا وشهوتها وازينّت في اعينكم, ولكن مهلا يا حاج فالدهر يومان يوم لك وهو الان وقد فعلت افاعليك وعبثت واستهترت انت وابنائك واقربائك واعضاء حزبك وعشيرتك و مزقت ودمرت العراق واهله ويوم عليك وهو قريب باذن الله فبيدك ان تمنع سحلك في شوارع العراق كما صنع العراقيون من قبل بنوري السعيد فهل هو قدر كل من يسمى نوري ويحكم العراق ان ينتهي بالسحل؟ أترك لك ولحزبك الرد.