22 ديسمبر، 2024 8:58 م

الى نواب البرلمان.. كل اناء بالذي فيه يردحُ

الى نواب البرلمان.. كل اناء بالذي فيه يردحُ

اليوم يمر العراق والمنطقه بأسوأ مرحله في التاريخ, فهو معرض للتمزيق والإرهاب والقتل في كل لحظه.. ومع ذلك نجد ان اول جلسه للبرلمان تخللها الصراخ والزعيق والتهديد والوعيد..
ليس بالزعيق تتم حلحله الأمور.. هناك شيئ اسمه الحوار..
حتى لو كان الساسه الكرد مخطئون.. فيمكن الحوار معهم.. ممكن تنبيههم ولكن ان رجعنا الى (ياحوم اتبع لو جرينه) فهذا امر يدعو للتأمل والتفكير..
السيد مسعود البرزاني يدعو اليوم الى استفتاء في المناطق التي استولى عليها والتي تسمى المناطق المتنازع عليها..
هل سأل احد النواب بعد اداء اليمين وبعد التأكد من وضعهم في البرلمان وضمانهم الرواتب والمخصصات والمقاولات والمناقصات لصالحهم .. هل سأل احدهم او طلب ان يستدعي السيد مسعود لمسائلته حول هذه النقطه؟؟
الكرد هم اصلا طرف في النزاع حول المناطق المتنازع عليها.. فكيف يمكن لهم ان يقوموا بعمل استفتاء من طرف واحد؟؟
هذا الامر سيؤدي الى المزيد من التعقيد والصراع على الساحه السياسيه في العراق والذي سيعكس بضلاله على الوضع العام في العراق..
الأمور في كردستان اليوم ليست كما هي قبل شهرين..
كردستان اليوم تتعرض الى الأرهاب المفترض من القاعده وداعش التي في اي وقت ممكن ان ينقلب السحر على الساحر وتتحول كردستان الى ساحة صراع حقيقيه من قبل الكرد انفسهم المنتمين الى داعش والاحزاب المتطرفه..
اليس من المفروض ان تضع كردستان يدها بيد العراق لمحاربة الإرهاب كي نتخلص جميعا من هذه الآفه؟؟
وهل تامن كردستان ان الذين تحتضنهم اليوم في اربيل ان لاينقلبوا عليها مع داعش وداعش الكرد لتسوء الامور وتصل الى مرحله من الفوضى لايمكن تصورها؟؟
ثم لماذا الساسه السنه المعارضون للمالكي .. لماذا هم في اربيل تحت حماية الأقليم؟؟
هل يمكن استدعائهم والجلوس معهم على طاوله واحده لمحاولة انقاذ مايمكن انقاذه؟
اما بشأن الساسه السنه في البرلمان.. فكل مافعلوه هو انسحابهم من الجلسه بعد ضمان حقوقهم في الرواتب والمخصصات ..
وقد كان الاجدر بهم الجلوس واداره الحوار مع البقيه من ممثلي الشعب لتبيان موقفهم من داعش والإرهاب وكذلك من ولاية السيد المالكي ومحاوله التوصل الى حلول ناجعه قد تنتشل العراق من المستنقع الذي وصل اليه..

هذه الأوضاع لاتخدم احدا.. فكردستان اليوم قد اتضح مستقبلها الذي لاجدل فيه من انه لادوله كرديه ولااستقلال لافي المستقبل القريب ولا البعيد..
فحتى تركيا التي خدعت كردستان والمحت في يوم انها مع ذلك فقد تنصلت عن كل شيئ واوضحت في بيان لايقبل اللبس انه في حال انفصال كردستان عن العراق فإنها سوف تقتطع الموصل وكركوك.. اي ان كردستان ستخرج من (المولد بلا حمص).. لأن ماتعتبره قدس الأقداس والأراضي الكرديه التاريخيه في الموصل ستكون في مهب الريح..

اما الساسه السنه فإن رهانهم على السعوديه او قطر او تركيا فهذا امر غير مضمون ابدا.
فاليوم في قطر ظهرت معارضه تمرد قد تطيح بهذه الدوله ونظامها المشاغب.. وقد تغير قطر من سياستها لتترك دعم داعش وغير داعش ليكونوا معلقين بين الأرض والسماء..
والامر نفسه مع السعوديه اليوم التي من الواضح انها تراجعت في بعض الأمور في تفكير جدي في خلق وضع جديد من خلال استماله شيعه السعوديه بتعيين وزير شيعي او بدعم العراق بنصف مليار دولار .
اما مع تركيا فالكل يعلم ان هذه الدوله تعد ولاتفي.. وعند كردستان الخبر اليقين..
واما الساسه الشيعه فهم اليوم مسؤولون عن اداره الوضع بشكل هادئ.. فالزعيق والصراخ لن يحل مشكله .. واستعراض العضلات لن يؤدي سوى الى مزيد من الإستعراض الغير مجدي ..ولابد من الإستماع الى مطالب الساسه السنه والتوصل الى حلول وسطيه منصفه للجميع.. فالمسؤوليه اليوم كبيره وليس هناك من وقت لأضاعته في حماقات البعض وهم يتهمون الآخر في وقت هم العن من بعض .. فمخالبكم لازالت مغروسه في لحم العراقيين .. ففي استعراضكم البائس في جلسة مجلس النواب اثرتم حقيقة الشفقه, ورقصتم على جراحنا فقد عقدتم الامور اكثر, واتضح انكم مجرد اواني مملوءه بالقذاره.. وكل اناء بالذي فيه.. يردح..