17 نوفمبر، 2024 5:44 م
Search
Close this search box.

الى مَنْ يكتب قصيدة النثر!!

الى مَنْ يكتب قصيدة النثر!!

الحديث عن الشعر يأخذ طابعا ابداعيا وانسانيا من خلال التجارب الشعورية والشعرية التي يمر بها الشاعر، وجل تلك التجارب نابعة من خصوصية الشاعر المبدع نفسه، من دون التشبث بمضامين الشعراء الاخرين، ولان الشعر تجربة ذاتية تنطلق الى ذوات الجميع، فان التلقي يكون مؤثرا من خلال الثقافة التي يحملها الشاعر وقدرته على ادواته الابداعية من لغة ونحو وصور شعرية وتكوينات وتجنيس وابتكار في المعاني والصور وغيرها من الدلالات الرمزية التي تشحن داخل القصيدة.
ولاننا نختص بالابداع الشعري، وتعنينا القصائد المنشورة عند الكثير من الشعراء الذين اثروا التواصل عبر نوافذ النشر المعروفة، يحدونا الامل ان يتعلم البعض من ابداع هؤلاء الشعراء ، لا ان يطغى على كلامه اللغو الرخيص اينما حل، ويعرض نفسه على انه يكتب الشعر!!، فيفترش قصائده (النثرية – حسبما يدعي) ثم يختار مقطعا تشوبه الركاكة والاغلاط وان صح التعبير (لايعرف ماذا كتب) ولان طريقة قصيدة النثر اصبحت سهلة المراد – كما يتصور البعض – فأن البعض يدرك ان قصيدة النثر هي نتاج متأخر للشعراء المبدعين ، فمن دون ان يتعلم الشاعر البحور والعروض وادوات اللغة العربية وكيف تتكون الصورة الشعرية واستخدام الاسماء والافعال وحروف الجر، لا يستطيع ان يكتب قصيدة نثر.
البعض لايدرك ماهي قصيدة النثر ايضا.. ومن هم روادها في العراق والوطن العربي وكيف اتسعت رقعة قصيدة النثر في العالم، ومن هم روادها من الشعراء الغربيين حصرا.. وماهي البيانات التي اصدرها اصحاب تلك الحركات الشعرية والادبية والفنية منذ بداية القرن التاسع عشر والى الان، ومن كتب تلك البيانات التي انعكست على مجمل الشعر الحديث في العالم.
ان الكثير من الذين يدعون كتابة الشعر، يتصورون ان مشاركتهم في قراءة قصيدة ، يعني هذا دخولهم الى عالم الادب والشعر، لكن لم يعرفوا ان هذه المشاركات سوى مهزلة تحدث للشعر في كل حين، ومن الغريب ان تستمع الى اراء زملائه الذين شاركوه في هذه المهزلة ، بل ان اصرارهم على المشاركة في بعض المهرجانات او الاحتفاليات وصل الى حد مسح الاكتاف وتقبيل الايادي والانحناء حتى جابهت جباههم الاحذية!! فأية مذلة هذه للشعر، وعلى حساب من؟
اننا بحاجة الى التقويم وردع هؤلاء المتقولين في المجالس الذين اصبحوا اضحوكة الجميع، لما وصلوا اليه من سفالة الكلام ورديئه، لهذا يكون التشخيص حول كتابة الشعر نابع من عمق التفاعل الصحيح بين ثقافة الشاعر وتجربته ، لا ان يظل يتطاول بفم موبوء على انه شاعر واعجب بقصيدته من اعجب!! واية كتابة يرتضيها هذا (الشويعر) الذي سنحت له بعض الصحف بنشر ما يكتبه ، فالرديء يستقبل الرديء وهكذا، اما الابداع فلقد ارتكن في زاوية ظل لمعانه يغطي وجوه الشعراء المبدعين، الذي لا يستطيع ان يصل اليهم اشباه الكتبة والمتقولين واشباه من يدعون الادب.

أحدث المقالات