صياغة الهوية الإسلامية، على طريقة أهل السقيفة، بل أشد عداوة وكرهاً ومقتاً، تم على يد مجموعة من قطاع الطرق، في حملة ملهمة للإنحراف، والضلالة، والخداع، بغية تسقيط الأمة الشيعية، كما فعل أسلافهم اللقطاء، منذ قرون مضت، المسلسل نفذ في سوريا والعراق، بمساندة القاعدة في اليمن، وحركات متطرفة منتشرة هنا وهناك، والسؤال يقفز الى أرض الميدان، كيف يتم البناء الفكري لهذه العصابات التكفيرية، التي تمتلك رصيداً عالمياً، من عقيدة العنف والقتل؟
الأوجاع والآم، تحيط بنخلة العراق، من الحويجة شمال شرق العراق، الى الموصل شمالاً والرمادي غرباً، والشرقاط شرقاً، أرض مهيبة تحتضن كل الحضارات والديانات، لكنها سُلمت بأمر دبر بليل أهوج، المراد منه تمزيق العراق، لجنونه في المنطقة، التي تشهد تراكمات حكم الطغاة، والذين حكموا الشعوب العربية المقهورة، وإنتهت مدة صلاحيتهم، فلكل طاغٍ نصيب.
مشهد مرعب يمثل فيه، مجموعة من قطاع الطرق، أيام الجاهلية الحمقاء، وهم يجسدون إنحطاطاً، وثرثرة، وتناقضاً، وجنوناً في كل شيء، مع شرط مهم جداً، لمَنْ بقي في الموصل، وهو أن تكون مقيداً بمفهوم الحرب، والتدمير والتكفير لاغير، لأنهم زرعوا طيلة فترة الإغتصاب، ما ورثوه عن أسلافهم المارقين، الحقد والبغض لطرف، طالما شد الحق والحب صوبه، لأنه يمثل طريق الفضيلة، والإيمان، والإصلاح، والحرية، والتي لا يريدها دواعش العصر، من الإرهابيين والفاسدين!
يقال أن النجاح في الحرب، يتطلب جنوداً متخمين بالعقيدة والكرامة، وهو ما وجد عند أصحاب الرايات السيستانية، الملبية لنداء المرجعية الرشيدة، فكيف سينظر الآخرون، لمَنْ بقي في الموصل؟ ورضوا بالذل والهوان، وأنهم غلبوا على أمرهم؟ أم ماذا ستقول أرصفة القتل في الموصل؟ وهي تئن وجعاً من مشاهد الخراب، والحروف المبللة بالدموع، وكأن (ن، م، أ) سيوف عمياء، دفعت الناس للإقتتال، فباتت نينوى طفاً آخرأ، في بلد طفوف الحسين (عليه السلام)!
يجب الإلتفات بخضم هذا الصراع، الى ألية البناء الفكري، لدى الباقين في الموصل، وما ورثوه من العصابة الإرهابية (داعش)، وخاصة عندما يعود النصراني(ن)، والمسيحي (م)، والأيزيدي (أ)، ويرى عبارة (عائد الى الدولة الإسلامية)، ثم كيف سيتقابل إصدقاء ثلاثة؟ كل على ديانته، ومذهبه، وطائفته، لكنه عندما تستوقفهم دورية عسكرية، ولدواعٍ أمنية، سيخرجون هوياتهم المدنية، وسيكون السؤال عن محل ولادتك: وسيقرأ بغداد، نينوى، الانبار، ديالى، البصرة، بابل، كركوك وغيرها، والجواب عراق واحد!