23 ديسمبر، 2024 6:53 ص

الى محافظ ميسان / مع التحية الى محافظ ميسان / مع التحية

الى محافظ ميسان / مع التحية الى محافظ ميسان / مع التحية

في كثير من نشرات الأخبار الداخلية المشرقة اسمع وأشاهد بريق اسمكم بإنجازات متسامية او مدافعاً عن مطالب المواطنين. كل هذا حق وعدل وخير.

لا بد أنكم تعرفون ، كما أعرف ، كما يعرف جميع الناس أن المنصب الحكومي مهما كان رفيعاً أو متقدماً فأن صاحبه يتركه بإرادته أو قسراً ، في يوم من الأيام. كما ينبغي عدم نسيان حقيقة أن المرء يموت بأوانه منسحباً إلى منزله الأبدي تحت بقعة صغيرة من الأرض.

لا يظل من الموظف الكبير المنصب أو صغيره، غير الذكرى الطيبة أو السيئة، التي تركها خلفه، سواء كان برتبة محافظ أو كاتب إداري بسيط. من خلال المنصب يترك الموظف ذكريات طيباته أو سيئاته في نفوس مواطنين قابلوه بمراجعة وظيفية أو في اجتماع عام أو خاص أو حتى الذين سمعوا عنه وعن افعاله من دون أن يلتقوا به، بل صادفوا مشاهدة رسمه على الشاشة التلفزيونية.

لا يكفي الموظف أن يكون رجلاً بعقل عسكري أو ديني ليخلق منصباً ممتازاً .. لا يكفيه أن يكون بعينين بريئتين وأن يكون شعره لامعاً أو اصلعاً ولا كاشخاً برباط فرنسي وبدلة انكليزية ولا بشاربين كثيفين ، لكي يفرض احترامه على أبناء شعبه من سكان محافظته. المنصب كما يقول علماء النفس الاجتماعي لا يخلق الرجولة المحترمة، بل الرجولة المحترمة هي التي تجعل كرسي المنصب محترماً..!

رجولة المحافظ – أي محافظ – تعني أول ما تعني أن يكون قادراً على اختيار موظفي مكتبه والمحيطين به ،بدقةٍ وعنايةٍ، لأنهم يمثلونه من نافذةٍ مفتوحةٍ أمام الناس (المراجعين) بعد أن يتسلقوا بصعوبة بالغة شجرة الروتين العالية ليصلوا إلى مكتبه لعرض قضاياهم وشكاواهم كأنهم يتسلقون شجرة مقدسة.

لا أخفيكم سراً انني سمعت عن حيويتكم الإدارية والذهنية وانكم تتعاملون مع من يسعفه الحظ في الوصول إليكم شاكياً او مشكواً منه ، بنوع من الحق والعدل.

لكن مكتبكم سوف لا يخلو من الغلط إذا احتل فيه موظف لا تتطابق آماله وأفعاله وأقواله مع آمالكم وآمال الطيببين ولا تتطابق أخلاقه وعاداته مع أخلاق القديسين. أمثال هؤلاء الموظفين المحيطين بكم يستطيع أحدهم أو أكثر الإساءة اليكم باسمكم أو باسم مكتبكم أكثر مما يسيئون إلى أنفسهم. كل خطأ منهم مردود إليكم وعليكم حين يصدر من أحد موظفيكم.

من المحيطين بكم ايها السيد المحافظ من يمشي مشية القط ومن يفكر بعقلٍ فظ ومن يمارس اللدغ واللسع ..يوجد من يخطط للإساءة إليكم باسمكم اعتمادا على حماية منصبكم وانتم لا تعلمون..!

اخبركم ايها المحافظ الطيب القلب والادارة ان احد موظفيكم قد مسّ ،بلسانٍ فاشستي، مثقف ناشط معروف من مثقفي العمارة وميسان والعراق . كان كلام الموظف مأخوذاً – يدري أو لا يدري – من قاموس تراث هتلر وموسوليني وصدام حسين وغيرهم من قاطعي ألسنة الناس المطالبين بحقوقهم المشروعة ، الصغيرة والكبيرة، الفردية والجماعية، الثقافية والشعبية.

مثقف عراقي نبيل، تزهو بفعالياته الثقافية النبيلة مدينة العمارة وميسان كلها، تلقى من أحد موظفيكم تهديداً علنياً أمام مجموعة من مثقفين ميسانيين آخرين بالقول الصريح: اسكت وإلا سأقطع لسانك..!!

تلقاها المثقف ،الواسع النشاط ، محمد رشيد، بفارغ الصبر ،من دون غضب، لثقته أن مقص هذا الموظف لن يستطيع أن يقطع خيوطاً في قطعة قماش طالما (المحافظ علي وداي) يعتلي كرسياً يريد أن يطل منه على الثقافة الوطنية والمبادئ الديمقراطية ،متأملاً انتشارها في بلاد ميسان، بلا مقص فاشستي أسود مخدّد بدماء الألسن الثقافية النبيلة.

أقول من خلالكم أيها السيد المحافظ لهذا الموظف الصغير ، الصغير، تذكّر ولا تنسى أن المثقف العراقي ليس سوى حمامة نضرة ذات مائة جناح قادرة على نشر لغة واعية تغيّر المجتمع والناس نحو الافضل، قادرة على نشر العلوم لتطوير المجتمع، قادرة على تنوير عقول الناس بعلامات الحب والحرية، قادرة على مواصلة الكفاح ضد التهديدات الحيوانية الوحشية ، قادرة على نشر الثقافة والسياحة والكلام الحلو في ربوع ميسان كلها.

أيها السيد المحافظ: علّموا هذا الموظف وجميع موظفيكم أن الانسان المثقف ينبغي أن لا يكون موضع هذيان موظف متعالٍ لأنه يملك (سلطة)..!

ايها السيد المحافظ، اسمحوا لنا أن نذكركم بضرورة أن يكون جميع موظفيكم (راشدين). من كان (راشداً) يعني أنه تلقى مطالعات وتوجيهات راشدة من مسئوله الاداري الأول ومن كان موظفاً لا يجيد غير التهديد بـ(قطع لسان) مثقف شريف فأنه يريد العودة إلى نظام صدام حسين في تجزئة الموت والقتل ..!

أتمنى أن أرى أو اسمع أحلى خطوة عمارتلية حين تدوسون، بقدم واحدة ، على بذرة الفاشية قبل أن تثمر..!