23 ديسمبر، 2024 10:51 ص

الى متى يبقى البعير على التل ؟!

الى متى يبقى البعير على التل ؟!

عرفت الارض الواقعة ما بين النهرين (العراق)  بالصراعات ونزعة الخلافات على مختلف العصور ابتداءً من العصر الطباشيري الى يومنا هذا حتى راح البعض يفسر ان اول جريمة ارتكبها الادميين كانت على هذه البقعة التي تميزت عن باقي ارجاء المعمورة , اي ان هابيل وقابيل وحادثة قتل الاخ لاخيه كانت بسبب تضاريس هذه الارض والسبب يتعلق كما عزاه بعض المختصون بسرعة جريان نهري هذه البقعة والمد والجزر التاريخي ما بين الحضارة والبداوة ولان قابيل (القاتل) الذي كان يبني سدود لخزن المياه لموسم الزراعة استاثر من اخيه هابيل (المقتول) الذي كان يرعى بالقرب من تلك السدود التي تضررت بسبب رعيته من الدواب.. لا اريد الخوض في  غمار تلك القصة التاريخية التي (مااعرف) ولم يعرف احد سبب القتل حتى اكبر المحققين الجنائين من ادم  (ع) الى مديرية الجرائم الكبرى ولكن ما يحدث اليوم قد يكون له وجه تقارب ما بين اول جريمة شهدتها الانسانية وابشع الجرائم  التي شهدتها الانسانية و التي يعيشها العراق اليوم , ربما يكون كلام  السيد طالب الرفاعي التي ادلى به قبل فترة دليلاً على اننا لازلنا نعيش تلك النزعة الازلية ليومنا هذا ولمن لا يعرف السيد طالب الرفاعي فهو من المؤسسين الاوئل لحزب الدعوة الاسلامية وحول كلامه فقد اكد الرفاعي ان” (الدعوة) و(البعث) قد عملوا في بداياتهم معاً لكبح جماح الحزب الشيوعي ان ذاك ” لكن البعث قلب الموازين ليفرض نفسه الحزب الوحيد في العراق ان كلام الرفاعي هذا يضع اكثر من علامة ولعل ابرز تلك العلامات هي هل ان الدعوة والبعث صنعا من قبل المعسكر الرأسمالي ولكن بغطاء قومي و اسلامي لضرب نفوذ المعسكر الاشتراكي الشيوعي ؟ و الله اعلم.. ولكنا نعود للنزعة التي حدثت وقلب البعث للموازين التي يرها البعض امتداداً للنزعة مابين الحضارة والبداوة او القرية والمدينة , وان  البعث يتمثل  بـ (قابيل) والدعوة هو (هابيل)
 
 قد لا ابالغ  ان قلت ان التناوب ما بين مد البداوة وجزر الحضارة والاحداث الذي يشهدها العراق و الانفجارت التي تحدث في هذه البقعة ولدت جيلاً عاش ظروفاً استثنائية لم يعيشها اي جيل سبقه فالويلات التي ذاقها كانت الاكثر مرارة
 
ان من يطلع على تاريخ العراق ونضاله  وشموخه والامجاد التي يرويها يستاء كثيراً حين ما يعلم ان تلك الامجاد والحضارات بنيت وانهارت بسبب ذلك المد والجزر … كل ما تناولته في هذا المقال هو عبارة عن لوحة تشكيلية لهموم شاب عاش  جيله الاستثنائي اهات وانينا تاريخياً حافل من الموت والدمار.
لنتسائل بجد الى اين يريدون بالشاب العربي وخصوصا بعد ربيع الثورات والشاب العراقي خصوصا فلقد جرد شبابنا من ابسط حقوقهم وصاروا بالاغلبية الساحقة يتمنون الخروج بعيدا عن اوطانهم لقد صارت الحياة مرة وهذا يسهل للارهاب المتربص والاحزاب التي تسعى لشراء الاصوات من تجنيدهم ولاندري لمن نوجه نداء الاستغاثة وكل يبكي على ليلاه وترك الحبل على الغارب والكل رفع شعار للكعبة رب يحميها وهكذا سلموا من لايهمهم الامر العراق فريسة لمخالب الشيطان وخرجوا يتباكون عليه اعلاميا ويسكرون معه سرا بل حتى انهم تصاهروا معه وبقي (ابن المكرود) يدفع فاتورة كاس نشوتهم وخمرياتهم ولياليهم الحمراء من قوته وقوت عياله وجهده واعصابه ولاندري الى متى يبقى البعير على التل .