23 ديسمبر، 2024 9:19 م

الى متى .. يا عراق ؟

الى متى .. يا عراق ؟

المبادرة بيد المجموعات الارهابية , في أي وقت شاءوا ان يرسلونا الى حتفنا , في اي وقت جاعوا و ارادوا ان يتغدوا مع الرسول او يتعشوا وجبة كباب عراقي مشوي على دخان مفخخاتهم الاسود , فكلنا وجبات سريعة على قارعة السوق , هم يشربون دمائنا ليسكروا مع الحور العين و غيرنا يشرب بولهم ليتبرك ببطولاتهم ,  أجسادنا عارية تبحث عن سكاكين مفخخة تقطعها الى أشلاء لتحملها بطانيات الاصدقاء الى مثواها الاخير قبل أوانها لتترك ورائها بكاء الارامل و صراخ الايتام و أعباء المعيشة , ليزيد الحمل على الكفيل أضعافاً مضاعفة و ان كان ظهره المحني لا يحتمل أوزار الزمن فلا خيار له الا الرضا بما كتب على جبين العراق ,
ترسم تلك الاجساد المتفحمة في هذا الشهر الفضيل الذي سمي بشهر (الرحمة ) علامة استفهام حمراء كبيرة بقدر لوعة أم منتظرة لم يعد ابنها بخبز الافطار , و بقدر حزن أب فرح لتوهه بنجاح أبنه و ظن ان المستقبل فتح ابوابه له ليستريح قريبا ,
و كنت اتمنى الا اجتر السؤال الكلاسيكي الذي مللنا من سماعه و من طرحه يوماً بعد يوم .. الى متى … ؟؟؟
متى .. تلك الحروف الثلاثة التي ارتبطت في البحث عن الزمن .. الى متى نبقى نبحث عن زمن الامان .. زمن ليس فيه الآت تفرم الاجساد الغافلة .. زمن لا يسلب الارواح قبل اوانها و لا يقطف الثمار قبل نضجها و لا يقطع الرؤوس قبل عطائها ؟
الى متى نبقى نستلم رسائل التعزية و نعيد ارسالها و نرى اقمشة السواد تغطي ارصفة الطرقات ؟ الى متى يستمر سماع اصوات سيارات الاسعاف تهرع كل يوم لتنتشل ما تبقى من ذكريات ممزقة ؟ الى متى يبقى يتطوع ابنائنا في جيوش المعاقين و القاعدين و فاقدي الحياة ؟
الى متى تتكاثر رؤوس الارامل و الايتام و تقل أيدي من يمسح عليها ؟
هل ضاع هذا الزمن بلا رجعة أم تاه في متاهات سياسة المصالح الشخصية على حساب جروح الوطن ؟  الى متى نبقى ننزف الاهل و الاحبة و الاصدقاء  و لا يمل أو يكل قاتلنا من التفشي و الفرح بسلبنا أرواحنا ؟
الى متى تبقى اخبارنا عابقة بروائح شوي الاجساد و مصطبغة بالوان الدماء و لا تعرف سوى كلمات مللنا من طرقها على اسماعنا كل يوم .. أستشهد .. جرح .. أغتيل .. مفخخة .. ناسفة ..أرهابي .. أسلحة .. أبرياء .. ضحايا .. مجرمين
الى متى ..؟من يملك الجواب على هذا السؤال فليسعفنا به .