22 ديسمبر، 2024 1:27 م

الى متى حالة الحذر من النظام الايراني؟

الى متى حالة الحذر من النظام الايراني؟

لايمر يوم من دون أن تخلو وسائل الاعلام العالمية عن أخبار سلبية بشأن النظام الايراني حتى إنه قد أصبح أمرا مألوفا للعالم عندما يقرأ أو يسمع هکذا أخبار إذ لم يعد هناك في العالم من يمکن أن ينتظر سماع أو قراءة أخبار إيجابية ومفيدة عن هذا النظام، لکن الذي يجب ملاحظته هنا وأخذه بنظر الاعتبار هو إن دول العالم وهي تواجه سيل هذه الاخبار السلبية المرتبطة بالنظام الايراني، فإنها وکما يبدو لحد الان تکتفي بالتحذير منه فقط من دون التصدي له کما يجب ووضع حد لما يبدر عنه من شر وعدوان تجاه العالم.
منذ تنصيب ابراهيم رئيسي، کرئيس للنظام الايراني فإن التقارير الخبرية تتوالى وبصورة أکبر من الماضي بشأن الدور والنشاطات السلبية للنظام الايراني في المنطقة والعالم وليس إستمرار تهديداتها فقط بل وإتساع دائرتها أکثر من السابق إذ أن أخبار إعتداءات هذا النظام على السفن التجارية أو محاولة خطفها وسعي أذرعها لخلق مشاکل وحروب مفتعلة لشعوبها في وقت هي في غنى عنها الى جانب إستقبالها لممثلي أذرعها في طهران والتنسيق معهم وکذلك إستمرار المساعي السرية للنظام من أجل إنتاج الاسلحة الذرية والتي تشکل خطرا على أمن وإستقرار المنطقة والعالم وقائمة طويلة أخرى بنفس الاتجاه والسياق بما يٶکد أن هذا النظام يمثل حقا تهديدا جديا للسلام والامن والاستقرار في المنطقة والعالم وإن الامر لم يعد يتحمل التحذير فقط من دور ونشاطات هذا النظام وإنما يستوجب التصدي له بما يناسبه ويکون في مستواه.
تجربة 42 عاما من تعامل دول المنطقة والعالم مع هذا النظام، أثبتت حقيقة بالغة الاهمية وهي إن هذا النظام ليس من النوع الذي يفهم منطق المحادثات والحوار والاتفاقيات فهو ومهما أعطى من وعود ووقع على إتفاقيات فإنه لايکف عن مواصلة مايبيت له حتى وإن کان خلاف وعکس ماقد أعلن إلتزامه به ووقع عليه، وهذا الامر قد تجلى في الاتفاق النووي للعام 2015، الى جانب تصريحات وتعهدات قادة هذا النظام بالالتزام بأمن وإستقرار بلدان المنطقة وعدم التدخل في شٶونها في وقت وکما نرى ونسمع في وسائل الاعلام فإن الدور والنشاطات المشبوهة لهذا النظام آخذة في الازدياد في المنطقة والعالم أکثر من أي وقت مضى.
لم يعد مقبولا أن يبقى العالم في حالة إلتزام الحذر من النظام الايراني وعدم السعي للخروج من هذه الحالة في وقت إن خطر وتهديد النظام الايراني يزداد ويتسع ويثير الکثير من القلق والتوجس بما يتطلب أن يبادر المجتمع الدولي لأن يغير من أسلوبه مع هذا النظام ويخرج من حالة التحذير الى حالة التصدي للنشاطات والدور السلبي العدواني لهذا النظام ولجمه.