23 ديسمبر، 2024 12:28 م

هناك قول دارج ان فلان رمى الكرة في ملعب غيره حتى يجعل المسؤولية عند الاخر او ينتظر الموقف من غيره،الا ساسة السنة فهم ياتون بالكرة لساحتهم ثم يبداون بالصراخ والعويل ويحيرون ماذا يفعلون،طفت على السطح في الايام الاخيرة قضية التسوية التاريخية اوالتسوية الوطنية كما سماها البعض وانشغل الاعلام بها وشغل الناس معه والمُستميت في هذا الموضوع هم ساسة السنة،الناظر للامر في الاعلام يتوقع ان الساسة السنة هم عبارة كتلة موحدة لها قيادة رصينة لسان حالها واحد موقفها ثابت يتحركون كالحزمة لذلك يحاولون تطبيق تلك التسوية ليضيفوا هذا الانجاز الى نجاحاتهم الوطنية الكبيرة التي اغرقوا بها البلد والمكون منذ عام 2003 والى اليوم!لكن اقول للساسة السنة قبل ان يسعوا للتسوية,هل حُررت اراضيكم هل آويتم جمهوركم هل قدمتم  لهم شئ في محنتهم الغابرة هل ارجعتموهم الى محافظاتهم هل رممتم منازلهم هل اطلقتم سراح المعتقلين الابرياء منهم هل ارجعتم توزيعهم ديموغرافياً هل ارجتعم المُجتثين منهم لوظائفهم هل عمرتم مساجدهم التي هدمت هل وازنتم وجودهم في دوائر الدولة مع الاطراف الاخرى هل و هل و هل؟كل هذا التساؤلات كنتم تدعون بها لسنوات طويله ولم تحققوا اياً منها فتسويتكم مع من ولاجل من؟تساووا مع انفسكم اولاً،تساووا فيما بينكم في كتلكم في محافظاتكم،تساووا مع قاعدتكم الجماهيرية التي انهارت بين جميع مطارق الدنيا وسنادينها،تساووا مع الارامل واليتامى مع من يفترشون الارض ويلتحفون السماء تساووا مع من خذلتموهم وتركتموهم يشحذون قوت يومهم امام مرأى ومسمع العالم ولم يجنوا منكم سوى كلام استنكاري على الفضائيات،متى ستخجلون متى يكون لكم موقف ولو لمرة واحدة تُشعِرون العالم بانكم اهل شيمة ورجولة، لاقيمة لكم ولا لتسويتكم لسببين
اولهما:من ترغبون بالتسوية معه لاياخذكم بنظرالاعتبار لانكم لاتقدرون على شئ وهو وانتم تعلمون ذلك ولستم صادقين معه ومع جمهوركم ولاحتى مع انفسكم  لان مايهمكم في كل زمان ومكان هو فائدتكم لا غير.
وثانيمها:تسويتكم لمن وتخدم من، ابناء مكونكم مُشردين  بين محافظات العراق اوفرهم حظاً يملك خيمة فعلى من هذه الألاعيب ومن المستفيد من تلك التسوية.
الم تمر عليكم مقولة (لست بالخب ولا الخب يخدعني)الم تعتبروا من هذه المقولة ارجعوا بذاكرتكم قليلا لتتذكروا حالكم في كل اتفاق وكل وثيقة،انتم مطايا لباقي الساسة من الكُرد والشيعة كل محاولة ووثيقة ومعاهدة تُقترح منكم او من غيركم تمر رغم انوفكم وتُجير وتُصير لغيركم شئتم ام أبيتم منذ توقيع الدستور والى اتفاقية اربيل كلها مرت هكذا هل نسيتم ام أستمرأتم الامر.
تسويتكم هذه محاولة بائسة كالحة كوجوهكم مُخيبة للامآل كنتائج عملكم لثلاثة عشر عاماً،اين كان حرصكم منذ اعوام مضت وفي كل عام فاجعة لمكونكم،هذه اللعبة المولدة ميتة لن تغير نظرة المجتمع لكم ولن تكون خدعة لجره للانتخابات القريبة ولن تبيض وجوهكم امامه ولن تكسبوا منه اصوات،ابحثوا عن دعاية انتخابية اخرى فهذه الدعاية مكشوفة له،لم يبق للابرياء شئ تسلبوه فاعتقوهم لوجه الله،واتركوهم يواجهون مصيرهم ويبنون انفسهم من جديد بسلام،اصمتوا وابتعدوا واكفوا الناس شركم فما مر بهم من ضيم تزول له الجبال،العبوا وصرحوا وتساووا مع من تحبون بعيدا ولا تزجوا الناس باجرامكم.(ولنا موقف ايضا من الساسة الشيعة سننشره قريبا كي لايتصور القارئ ان ساسة السنة هم المشكلة فقط وان استهدافهم في الموضوع طائفي)