23 ديسمبر، 2024 6:33 ص

الى متى التضحية لأجل نظام يقتل شعبه بالفقر والجوع؟

الى متى التضحية لأجل نظام يقتل شعبه بالفقر والجوع؟

في الوقت الذي کان الشعب العراقي يتطلع فيه قدما من أجل أن يحظى بحياة حرة کريمة وأن تتحسن أحواله وتتقدم نحو الافضل، فقد جاء قرار ادراج العراق على قائمة الدول الممولة للإرهاب من قبل الاتحاد الأوروبي، ليوجه ضربة مٶثرة لهذه التطلعات ذلك إن وجود العراق في هذه القائمة”بحسب التقارير السياسية”، يعني أنه بلد مضطرب أمنيا وسياسيا ولا أمان فيه للسياحة ولا أمان فيه للاستثمارات.
هذا التطور السلبي الذي من الواضح جدا إنه يأتي بسبب تعاظم دور الميليشيات والعصابات المسلحة في العراق والمبرمجة والموجهة من طهران، وهو يأتي بعد الاعلان الرسمي من إن العراق قد قضى على تنظيم داعش الارهابي، ولاريب إنه يأتي بعد أن صار العراق مرتعا وممرا لتمويل التنظيمات الارهابية بأموال ضخمة وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد رصد مراقبون مليارات الدولارات، التي تمر للإرهابيين عبر العراق سنويا. وقالوا إنه اذا كانت ميليشيا حزب الله اللبنانية تحصل على مليار دولار سنويا من إيران لتمويل إرهابها. کما إن أكثر من 67 مليشيا تحصل على أضعاف هذا المبلغ ليس من ايران ولكن من موازنة العراق نفسها. ومن الفساد والنهب وأعمال المافيا التي تقوم بها. وهذا مايعني بأن العراق قد صار أسيرا أو رهينا بيد هذه الميليشيات والعصابات المسلحة التي صارت تسرح وتمرح کما يشاء لها الارهابي قاسم سليماني!
النظام الايراني الذي يقف بالاساس خلف هذه التنظيمات وهو من يقوم بتوجيهها والاشراف عليها بل إن هذا النظام هو من قد جعلها بمثابة دولة داخل دولة حيث تتصرف دائما وفق الاوامر الصادرة لها من جانبه ولاتهتم أو تکترث للقوانين والانظمة المرعية في العراق، وهو مايساهم في إضعاف الدولة العراقية وتلاشي هيبتها ومکانتها الدولية، ولاندري ماهي الفائدة من هذه الميليشيات والعصابات المسلحة التي طالما طالب الکثيرون بحلها ولاسيما بعد طرد تنظيم داعش من العراق وإلحاق الهزيمة به، وإن بقائها يعني تعريض الامن والاستقرار الى الخطر، وکما نعلم فإن الامن والاستقرار هما أساس الحياة من کل الجوانب والنواحي.
لقد جاء اليوم الذي يجب أن يتم فيه بحث قضية حل هذه الميليشيات والعصابات الاجرامية المسلحة الى جانب قضية إنهاء النفوذ المشبوه للنظام الايراني وليس قضية إنسحاب القوات الامريکية التي يتم إستخدامها کغطاء للتمويه على الدور المشبوه المتعاظم لهذه الميليشيات والنفوذ الخبيث للنظام الايراني، إذ ليس هناك أي معنى للتضحية بمصلحة الشعب العراقي من أجل هذا النظام الذي يقوم بقتل وإبادة شعبه بالفقر والجوع والحرمان وصرف موارده وإمکانياته على مغامراته المجنونة ولاريب بأن ليس هناك أي معنى من أجل أن يتحمل العراق هکذا أعباء في وقت تجري فيه الاستعدادات لمٶتمر وارسو الخاص ببحث الدور المزعزع لإيران في الشرق الاوسط والذي ستحضره 70 دولة، وإنه وکلما يمر الزمن فإنه يتم تضييق الخناق على هذا النظام العدواني الشرير أکثر فأکثر.