التضليل والتدليس منهجٌ إعتمدته الأحزاب والكتل المتشاركة في السلطة ونتيجته دماء ُ شعب تُراق كل يوم ,وما مجزرة الكرادة إلا حصيلة للتضليل والتدليس في محاربة الأرهاب. فمن وراء هذا التضليل والتدليس؟
يواصل المسؤولون في الدولة تضليل الشعب بكل ما يجري في الساحة العراقية. وبكل ما يهم مصير وحياة هذا الشعب الذي إبتليَ بهذه الأحزاب والكتل المتشاركة في السلطة بلا وجه حق.
فلا مال الدولة المنهوب جرت محاسبة لناهبيه, وخاصة الحيتان الكبيرة التي تمول هذه الأحزاب والكتل, ولا كشف لعصابات الجريمة المنظمة التي تصول وتجول وتخطف وتنهب وتفجر محميةً من بعضٍ هذه الكتل. فلا مسائلة للحكومة المتشكلة من هذه الكتل التي جار علينا الزمن فسلطها علينا. فلم نشهد جدية في محاربة الفساد ولم نسمع بمحاكمة جريئة قانونية عادلة لأي مجرمٍ وسارق خطير. فالقضاء الذي يفترض به أن يصون الشعب وحقوقه ومصالحه يتخبط في إرضاء هذه الكتل وعدم المساس بها وفق الحق والقانون والضمير.وقراراته مائعة مسايسة .والإدعاء العام مفقود لا وجود ولا فعالية له .ومجلس النواب الذي يفترض به أن يكون ممثلاً للشعب حاسماً في رقابته جاداً في تشريعاته تائه في بحر متلاطم من الفوضى ووجوده أصبح اكثر ضرراً من عدمه لأنه يعطي شرعية لسلطة لا سلطة لها ولا شرعية. فدولة رئيس الوزراء وزراؤه في وادٍ وهو في وادٍ آخر. وكلٌ يغني على ليلاه. والكل ينفخ في قربة مثقوبة.
المهم في هذا كلّه هو الفوضى التي تجري في العمليات العسكرية رغم بسالة الجيش والقوات الأمنية والحشد ورغم التضحيات الهائلة التي حققت لنا الأنتصارات. فالشعب يشم رائحة الخيانة في مناسبات عدة وحوادث
خطيرة متكررة جرت ومرت مرور الكرام دون أن يكشف عنها المسؤولون وخاصة هزيمة الموصل وتسليمها للأرهاب وداعش ومجزرة سبايكر.حيث طويَّ ملفاهما بكل برود . وآخر ما جرى هو خروج رتل طوله 11 كم من سيارات داعش من محيط الفلوجة مرت بعشرات الكيلومترات وبين قطعات عسكرية تحمل 2000 داعشي وأسلحة وأموال. برتل كما سمعنا يقارب من 700 سيارة .مرَّ هذا الرتل دون أن تتعرض له القوات المسلحة .ولكن العشائر العربية وبعض فصائل الحشد الشعبي التي مربها هذا الرتل تصدت له. ودمرت جزء يسير من هذا الرتل, بعد تدخل من طيران الجيش الذي يفتقد لقدرة الرؤيا الليلية . وفر هذا الرتل الى وجهته المرسومة, بعد أن مر بعشرات الكيلومترات في طريق هروبه.علماً بأن المسؤولين في الأنبار وبعض العشائر وفصائل الحشد الشعبي أبلغت المسؤولين عن هذا الرتل. فلماذا لم تتصدَّ له القوات العسكرية بجدية وتضرب مؤخرته ومقدمته وتقطع عليه الطريق وتبيده وتمنع فراره , كما عرفنا من العلوم العسكرية؟؟؟ ولماذا لم يتدخل طيران التحالف الذي يمتلك طائرات ذات قابلية وقدرة على القتال الليلي ولها أجهزة تكشف كل شيء في أحلك ظلام؟ ولماذا يسكت المسؤولون عن هذا الأمر الخطير؟ فلماذا التضليل والتدليس والى متى؟ ومتى يُكشَف عن الطابور الخامس من الساسة والمسؤولين الذين يحمون الأرهاب ويغطون عليه ويوفرون له المال والدعم الأستخباري والسياسي والأعلامي؟
لقد نجح الإرهاب بعد مرور هذا الرتل الداعشي في التسلل لمدن العراق لينفذوا جرائمهم فكانت مجزرة الكرادة التي هزت بغداد في هذا الشهر الفضيل. .لعن الله من ظلم هذا الشعب فضلل ودلس وتاجر بدمائه.ولعن الله مَنْ يطوى الملفات. ويدلس ويضلل الشعب ويتاجر بأرواح أبنائه, الذين تنادوا بكل غيرة وشرف لتلبية نداء المرجعية الرشيدة للدفاع عن الوطن؟ فما هو الثمن الذي قبضه الخونة عن تمرير هذا الرتل الإرهابي ؟ وما هو
ثمن سكوت المسؤولين عنه ؟ والى متى التدليس و التضليل؟؟؟والأهم من هذا وذاك من المسؤول عن وضع حدٍ لهذا التدليس والتضليل؟ بالتأكيد إنه الشعب هوالمسؤول أولاً وأخيراً فكما تكونوا يولَّ عليكم.