23 ديسمبر، 2024 4:50 ص

في جميع مدن العالم يفرح الناس و يحتفلون حين يتبوأ أحد أبنائهم منصبا مهماً في الحكومة، آملين ان يكون ذلك المنصب مصدر خير وسعادة لمدينتهم وعاملا لزيادة الخدمات فيها.
لكن نحن الكركوكيين وقبل الجميع نقف حجر عثرة امام اي شخص يتقدم لاستلام أحد المناصب الرئاسية الثلاث خشية من أن يستخدم ذلك المنصب في الصراع الأثني في المحافظة، والسبب هو فقدان الثقة بين مكوناتها.
في مقالتي هذه أود أن أقف عند البيان الصادر من جبهة الحوار التي يترأسها السيد ” صالح المطلك ” والصادرعقب اعلان الرئيس الجديد للبرلمان العراقي.
يتحدث البيان المذكور امكانيات مرشحهم ” د.محمد تميم ” في ادارة السلطة التشريعية وكيفية أصرارهم للحفاظ على جبهة الأصلاح من خلال حوارهم مع اخوانهم الكورد الذي حاولوا من خلاله تنظيم برنامج حكومي يهدف الى الأصلاح, لكن الكورد وبسبب المواقف السابقة لمرشحهم حول كركوك رفضوه (محمد تميم) مما حدا بهم الى سحب مرشحهم في سباق الوصول الى كرسي رئاسة البرلمان.
هنا لا اريد ان اقلل من قدرات الدكتور ” محمد تميم ” لآنني شخصيا اعتقد أنه يمتلك قدرات جيدة وأن جزءا من اسباب رفضه من قبل الكورد يعود الى الخوف من استخدام تلك القدرات حين يتسلم المنصب في خدمة الأجندة السياسية التي ينتهجها، وهذا الفيتو أو الرفض ليس فقط ضد السيد ” محمد تميم ” لأنهم كعرب أو تركمان كركوك يرفضون أن تتسلم شخصية كوردية كركوكية منصبا رفيعا في الحكومة ومنها منصب محافظ كركوك كمثال على ذلك, فهم سبق أن رفضوا عدة مرشحين للمنصب المذكور لحد اللحظة و لنفس السبب (كونه كورديا).
أعتقد أن مسالة وضع الفيتو على شخصية ما من احدى المكونات من قبل المكونات الأخرى اذا كان جزء من ذلك الفيتو يعود الى الأجندة السياسية فأن الجزء الآخر يعود الى كيفية تعامل تلك الشخصية مع الأحداث و ليس مواقفه لأن المواقف مرتبطة بالأجندات السياسية و لكن التعامل الايجابي أو السلبي مع الأحداث يعود الى الشخص ذاته.
في الدورات الثلاثة الماضية كان السيد محمد تميم أما وزيرا او نائبا في مجلس النواب و أنا شخصيا ليس لدي عتب على مواقفه السياسية كونه ممثل لمكون معين وعليه ان يدافع عن المصالح السياسية لذلك المكون ولن اطلب منه ابدا أن يفكر مثلما يفكرالكورد, لكن كونه ممثل لكركوك عليه أن يعمل خارج الأجندة السياسية و لمصلحة جميع مكونات المحافظة.
المشكلة تكمن في ربط السيد تميم اداءه كوزير أو كعضو في البرلمان بالأجندة السياسية, فهو حين كان وزيرا عمل لمصلحة مكون معين و نال ما نال من انتقادات من المكونات الأخرى، وفي البرلمان كذلك لم يكن موفقا في العمل خارج اجندته السياسية ليخدم الكل وليس مكونا بعينه، في الحقيقة هذا القول لا ينطبق فقط على السيد ” محمد تميم ” بل على السادة ” ارشد الصالحي ” و ” خالد شواني ” و” شوان داودي ” و ” ريبوار طه ” و ” بيستون عادل ” و ” حسن طوران ” و ” خالد المفرجي ” و ” جمال شكر ” و ” مريوان ” و ” د. احمد ” و” محمد عثمان ” و” الماس فاضل ” و ” خديجة ” و ” ديلان ” وهذه هي الحقيقة المرة!.
وهنا تكمن المشكلة, والسؤال المطروح هو الى متى؟ الى متى نضرر انفسنا و محافظتنا؟, الى متى لا نستطيع العمل معا؟ والى متى لا نستطيع ان نكون كركوكيين؟.