18 ديسمبر، 2024 8:22 م

الى عالية نصيف ..لاتخافي على الشيعة !

الى عالية نصيف ..لاتخافي على الشيعة !

في ثلاث فضائيات وفي ثلاث ساعات متتالية وفي يوم واحد وفي ثلاثة برامج ، عن سيناريوهات تشكيل الحكومة ،بقيت النائبة عالية نصيف تولول وتصرخ وتلطم خوفا على المكون الشيعي المحترم من ان تذهب به المذاهب ويضيع في خضم الصراعات السياسية والبيوتات المذهبية الطائفية في احسن احوالها توصيفاً ..
وكنت اتمنى عليها ان تصرخ كل صراخها خوفا على مستقبل العراق والعراقيين من ساسة ، مهما تبدلت وتنوعت مذاهبهم ، وهو يحتمون بالطوائف ، ليس خوفا عليها بل للحصول على مغانمهم تحت سقوفها !
واقول لها ياعالية وانت النائبة الدّوارة..لاتخافي على الشيعة فهم محميون بالسنة والكرد ..
وللساسة السنة لاتخافوا على السنة فهم محميون بالشيعة والكرد ..
وللساسة الكرد لاتخافوا على الكرد فهم محميون بالسنة والشيعة ..
نحن الجمهور الشعبي غير المكترث بالطوائف وبيوتاتها ومحمياتها خائفون منكم ، وانتم تقودون البلاد الى منحدرات الصراعات التي تحتمون باسمائها وعلاماتها وقوتها الاجتماعية ..
خطاب طائفي مرفوض ومكروه وخطير ، لايجيب على الأسئلة التي يطرحها ساسة الطوائف :
لماذا نخاف على الشيعة اذا لم يتفق الصدر والمالكي ؟
لماذا نخاف على السنّة اذا لم يتفق الخنجر والحلبوسي ؟
لماذا نخاف على الكرد اذا لم يتفق البارزاني وقادة الاتحاد الوطني ؟
المخاوف التي تصرخ بها نصيف ومن على شاكلتها من ساسة المكونات المختلفة ، هي مخاوف فقدان الامتيازات وضياع المغانم وانخفاض بورصة تقسيم الكعكة العراقية التي اعلنتها مبكرا النائبة السابقة حنان الفتلاوي أمام الجمهور العراقي بتنوعاته وكانت المرأة صادقة كما كانت صادقة بتبنيها نظرية 7 في 7 !!
المأزق ان هذا النوع من الساسة ادخلونا في عنق زجاجة من الصعب التملص والخروج من انحصارها والبيوتات المحمية بالطائفة وبالجمهور الذي قادوه عنوة الى ساحة ليست ساحته ، وانتفض عليها اكثر من مرّة وفي اكثر من واقعة ، ولعل تشرين الصافية من دلالاتها ، لكنهم يعيدون الجميع الى مربع التقسيمات الطائفية لضمان دسامة قطعة الكعكة التي ماتبقى منها الا الفتات !
لقد عاقب الجمهور الانتخابي هذه القوى بالمقاطعة الواسعة والمشاركة الضئيلة التي عبّرت عن انعدام الثقة بقادة ، اذا جازت تسمية القادة ، اقتنع هذا الجمهور انهم ليس اهلا لقيادة بلاد مثل العراق وشعب من طراز الشعب العراقي العسير التوجيه !
ورغم ذلك مازالت هذه الالسن تغوص في مستنقع المخاوف الطائفية التي من المفترض ان نكون قد تجاوزناها بعد 18 عشر عاما من الفشل والخسارات المتنوعة وضياع فرص المستقبل على اسس ديمقراطية حقيقية وصحيحة !
ربما القليل من الحياء يلقم هذه الافواه حجراً عراقياً صافياً !