صديقي ابا العباس ، بورك اضحاك
اعلم جيدا كم هو مبلغ الحماقة وانا اترك الرياح الهوج تعوي خلف نافذتي منذرة بالويل والثبور . ها انا اكتب اليك واعصار “ساندي” المدمر يوشك ان يقتحم علينا مخادعنا ضيفا ثقيلا من دون ان يتلقى دعوة من احد . واعلم جيدا بانه سيبدا بالنوافذ المتهالكة ليعرج بعدها على كل شيء . من يدري فلعلك حين تتلقى هذه الرسالة يكون الاعصار قد ارضى نهمه ، وهنا يكمن سر استعجالي في كتابة هذه السطور . ها انا ارقب بما اتيح لي من بصر وبصيرة تراجعك التدريجي من علياء الكاتب الاول في موقع “كتابات” بعد ان تربعت ولفترة ليست بالقصيرة على راس هرم كتـّابه الذين لم نعد بحاجة لقراءة اسمائهم وما يسطرون ، كما لم يعد الموقع الالكتروني بحاجة – ولا هُمْ – لذكر اسمائهم . اذ يكفي ان يلقي احدنا بنظرة على اي عنوان ليعرف اسم الكاتب ومفاد المقال معا . وقد بلغ الموقف من الانحطاط والابتذال حدا ان يسمي احدهم نفسه “عربنجي” ولعلك اعرف مني كم تنطوي هذه الصفة على الوضاعة ، وتعرف انها لاتمت بادنى صلة بمهمة العتالة الشريفة التي سترت على عوائل أبت ان تركن الى الارتزاق الرخيص . واني لاربأ باسمك – كما تربأ انت – ان يكون مجاورا لاسماء من هذا السنخ الممسوخ المتفسخ . ها انت تتزحلق من رتبة الكاتب الاول في “كتابات” الى مواقع متاخرة تمهيدا الى اخراجك من الحلبة تماما لتكون خالصة لثيران المصارعة فقط ، فلا انت منهم ولا هم منك ، وشتان بين قلم ينضح شرفا واباء ، وآخر تحول الى مترجم فاشل لما يفكر به آخرون . هذه العصابة لن ترضى عنك وانت “تزور” التاريخ فترى ان الفرس عندما يكونون على مذهب جعفر الصادق العربي القح فهم مجوس ، وعندما يكونون على مذهب احمد او مالك او النعمان او ابي عبد الله فهم مسلمون لا ياتيهم الباطل من بين يديهم ولا من خلفهم . وهذه العصابة لن ترضى عنك وانت تستعرض جهلنا المبين وحضارة الفرس المجوس الذين انقذوا بيضة الاسلام في معركة الخندق الفاصلة . وعليك – والحال هذه – ان تحول حضارة كسرى الى جاهلية ، وجاهلية الوأد الى مدنية سابقة لاوانها لم يرق اليها الفكر الانساني حتى يومنا الحاضر. ها انت تنزلق – بل تسمو – من قمة هرم كتابات ، لانك اتهمت مجوس اليوم بالصلاة على محمد العربي وآله العرب الاقحاح ، وبرأت العصابة التي سطت في غفلة من الزمن على مقدرات الحرم الابراهيمي الشريف من اداء فريضة هي عمود الدين . واراك قد انتهكت جميع الحرمات ما ظهر منها وما بطن حين زورت صفحات تاريخنا المشرق حد اللعنة ونسبت الى علي بن ابي طالب فضيلة الحجز بين الثوار والخليفة ذي النورين . لا ادري كيف سولت لك نفسك ذلك ، واي فرية هذي ؟ واني لاحمد الله على انك لم تتطرق للرواية الموضوعة التي تخبرنا بان عليا لطم ولده على صدره لـِما رآه تهاونا في الذب عن الخليفة الثالث . الان وانت تتزحلق يوما بعد يوم مما يعدونه شرفا رفيعا ، ما عليك – ان شئت العودة تائبا – الا ان تتهم عليا بالتواطوء مع محمد بن ابي بكر في قتل الخليفة ليخلو له وجه الخلافة . حينها ستتصالح مع تاريخنا ويكون معاوية الذاب عن خليفة المسلمين ورافع راية المطالبة بدمه من ابن ابي طالب هو الخليفة الشرعي الذي لا يشق له غبار . اخي طالب انت لا يمكن الا ان تكون نسخة من ابي ذر تلميذ محمد ، وهم لا يمكنهم ان يروك الا نسخة من ابن العاص تلميذ ابي سفيان . فكيف لمثلك ان يدير ظهرا لاصدق الناس لهجة ويستقبل عورة قبحت – وما زالت – وجه التاريخ البشري … يا طالب اهجر جوق التهريج هذا قبل ان يهجرك ، واجهز عليهم بطعنة نجلاء من قبل ان يجهزوا عليك ، لان وجود اسمك بين هؤلاء العازفين النشاز يمنحهم قيمة ليسوا اهلا لها ، ولا يضيف لقلمك الراعف صفحة مشرفة .