18 أبريل، 2024 10:35 ص
Search
Close this search box.

الى صديقي العزيز رافع الحاج حميد ابو احمد

Facebook
Twitter
LinkedIn

((لن ينتهي الزمن))
تراودنا دوما افكارنا البريئة بالعودة الى تلك الطفولة الجميلة التي اصبحنا نعتبرها افضل عالم واروع تاريخ في مفاصل حياتنا التي كنا نعيشها.
نعم انها طفولة جميلة بكل ما تعنيه كلمة الجمالية لقد كان كل شيء يا صديقي ابو احمد جميل افكارنا البسيطة جميلة حتى رسوماتنا في كراسة الرسم رغم انها لا تعني شيء ولا تمت بصلة الى عالم الفن ولكنها كانت جميلة لأننا كنا نرسم الربيع وجماليته ببساطتنا التي تعودنا عليها بالفطرة الربانية..
كل شيء كان جميل بيوتنا التي شيدت من الطين وبساطة العيش فيها وملابسنا التي كان يشتريها لنا الاهل وحتى الغذاء الذي كنا نتناوله كان يعتبر بسيط جدا مقارنة لما نراه اليوم في الاسواق القريبة من بيوتنا.. كانت الحياة المدرسية صعبة بعض الشيء ولكننا كنا نعتبرها التزام اخلاقي ولابد لنا ان نذهب يوميا الى المدرسة دون اي تخلف عن الدوام مهما كانت الاسباب وكنا نخاف من كلمة غائب وعندما كبرنا وانهى قسم منا دراسته الاعدادية لم نذهب الى الدول الأوروبية حتى نحصل على شهادات من هناك وانما ذهب اغلبنا الى المؤسسات العسكرية هذه المؤسسات التي تعاملت معنا بكل خشونة وبكل قساوة مع ظروفها واوامرها التي بنيت عليها ولكنها كانت تصبح في عالم النسيان لبعض الوقت عندما تحصل على اجازة دورية وتعود بها الى اهلك سالما… كل شيء اختلف يا صديقي العزيز الا اسمائنا وعناوين القابنا فبقيت نفسها اعمارنا اختلفت فأصبحت ارقامها العددية كبيره ومخيفة لنا بعض الشيء.. عوائلنا كبرت وتعددت مسمياتها والقابها بين الاب والام والجد والجدة والحفيد والحفيدة كل هذا يا صديقي يا ابو احمد وما زلنا نكافح الحياة نبحث عن بصيص أمل من هنا وهناك عسى ان نجد فيه سعادتنا في يوم من الايام…
اننا نكتب ايها العزيز حتى نعبر عن ما في ادمغتنا من افكار ونخرج من داخل قلوبنا واجسادنا المخزون من الالام والاحزان وكل اشجاننا وما زلنا نحن ذلك الجيل متحابين بيننا مهما اختلفنا في آرائنا وفي معتقدنا..
ما زلنا نعتبر المرجعية الاولى والأخيرة لهذه الاجيال التي ما زالت لا تعرف معنى النضوج التام..
نعم ايها الصديق العزيز
ان قساوة الايام علمتنا على الصعاب ولكنها اضاعت الكثير من سنين اعمارنا دون ان ندري او نشعر بها اكتب لك هذه الكلمات البسيطة لأنني اراك ما زلت في روح الشباب وما زالت تجادل بعصبتيك في بعض الاحيان وكأننا ما زلنا في اعمار العشرينات التي ذهبت ولن تعود …
اخي ابو احمد متع حياتك في كل سفر تكون لك فرصة فيه لان العمر ساعات وكل ساعة ذاهبه لا يمكن ان تعود..
ما اجمل تلك الايام الخوالي وما اصدق الاصدقاء فيها ذكريات مرت سريعا مع محطة قطار الشوره وكراج بغداد في مدينة الموصل وكراج العلاوي في العاصمة بغداد..
ذكريات من هنا وهناك مع معسكرات الغزلاني وجيش القدس وساحات المعارك على الحدود العراقية من شماله الى جنوبه ايام وليالي ذهبت مع المدرسة الابتدائية في ناحيه الشورة وقراها واعداديه فتح الموجودة في حينها في نفس الناحية والتي كان يقصدها كل ابناء القرى المحيطة لها لعدم وجود اي ثانويه اخرى غيرها في تلك المنطقة.. ومازلنا بلهفة ننتظر ذلك الاحتفال المدرسي والذي يعتبر اجمل يوم في حياتنا المدرسية وذلك المهرجان الرياضي الذي يقام سنويا ضمن برامج الانشطة المدرسية في ناحية حمام العليل وتشارك فيه كل مدارس جنوب الموصل..
نعم انه الماضي وتلك الطرق وتلك الدرابين التي لم تكن معبده والتي كانت تزعجنا عندما يطلب منا الاهل ان نذهب لكي ننادي فلان او يبعثون معنا امانة لاحد الجيران او الاقارب…
ايام مرت يا ابا احمد ولن تعود ولن يبقى لنا فسحة امل الا ان نقوم نحن بأنفسنا بصناعة ما هو جميل من خلال زياراتنا وسفرنا مع الاصدقاء وتجديد ذكرياتنا معهم بلقاء مشرق اخر وجديد.. تحياتي وامنياتي للجميع بالخير
༺༺༻༺༻༺༻༺༻༺༻༻
ايام الفرح يا رافع جفنا
بلحظات العمر وارقامو جفلنا
ومع تلك الطفولة الجافيه النا
اشكثر نشتاگ لايام الصبا
………………………….

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب