22 ديسمبر، 2024 7:04 م

الى صديقي العزيز المرحوم الدكتور نجم محمد حسين الجبوري…..

الى صديقي العزيز المرحوم الدكتور نجم محمد حسين الجبوري…..

رثائك في قلبي وليس في كلماتي
ربما تأخرت كلماتي في رثائك ايها الاخ العزيز لأنني حاولت اكثر من مرة ان اكتب هذا الرثاء لك ولكن العبارات تخونني فتسبقها دموع الفراق فأعيد الكرة مره اخرى ولا استطيع وبعد فتره من الزمن اعيد كتابة المقالة وتمر الايام ومقالتي باقية وانا اليوم ارثيك وانعيك رغم مرور عام كامل على وفاتك ورحيلك من عالم الدنيا الى عالم الأخرة.. عالم الدنيا هذا العالم الذي لوثه بني البشر قبل ان تلوثه البيئة….
لقد كنا اصدقاء متواصلون بين الحين والاخر إضافة الى صلة القربى…
لقد وجدت فيك الانسان المثقف والواعي والناضج في كل امور الحياة.. ووجدت فيك ابن الريف المثقف وابن المدينة الحريص في كل امور حياته…
نعم يا ابا سيف هذه الايام تمر والسنين مسرعة وما زال فراقكم يؤثر في نفوسنا ونفوس كل من يعرفكم ربما لأن حياتنا اليوم اشبه بعجلة تسير بدون ان تعرف الى اين هي ذاهبة…
اننا نعيش في عالم كله غرابه.. لقد رحلت باكرا ايها العزيز تاركا خلفك ميراث ثقافي كبير وتاركا خلفك اصدقاء يحبونك ويذكرونك بالطيب دوما ولكنها الاقدار التي كتبها الله علينا فالموت وداع لكل تفاصيل هذه الحياة..
نعم ايها العزيز ارثيك من كل قلبي وان فراقك هو خسارة كبيرة للمجتمع ولأصدقائك ولأهلك.. ولكل محبيك…
لقد كنت موظفا نزيها واكملت مشوارك الاكاديمي وانت تقدم بحوثك الخاصة في جامعة الموصل..
هكذا رحلت يا ابا سيف فجأة وبدون موعد مسبق لقد تفاجئنا برحيلك المبكر فما زال الطريق طويل امامنا حتى نوصل رسالتنا الثقافية الى ابعد حدود نستطيع ان نوصلها في هذه الدنيا… وان نكسب كل القراء الذين يحبون الادب والشعر والثقافة العامة…
لقد كنت كذلك وكانت رسالتك هي تشجيع الادباء والمثقفين والمشاركة في كل معارض الكتاب ومهرجانات الشعر والادب.. وكانت مشاركاتك لها قيمة خاصة وفائدة للجميع وهي بمثابه درس يلقيه الاستاذ في محاضرة طلابية..
لقد لازمتنا الحياة منذ الطفولة حيث كنا في قرية واحدة نعيش بكل بخشونتها وبساطتها هناك وكانت امالنا معلقه في براري الريف وعيوننا تربو الى اسواق المدينة وهذا ماتحقق لاحقاً.. فبعدها رحلنا عن القرية لنسكن في مدينة واحدة وشاءت الاقدار ان نعيش في منطقة سكنية واحدة داخل احد احياء مدينة الموصل التي عشقناها بكل قلوبنا وتعايشنا مع واقعها المختلف عن واقعنا الريفي…
ايها العزيز لقد عشنا طفوله صعبة قاسية وما ان بدأت حياتنا بنوع من الاستقرار والعيش بنوع من الرفاهية مع الحياة المدنية حتى سبقنا القدر… ورحلت عنا مسرعا يا ابا سيف تركت خلفك لهفة وحسرة يرافقها الام الفراق…
نم قرير العين ايها الدكتور الفاضل عند رب كريم….
الى جنان الخلد بأذن الله مع الشهداء والصديقين فلقد كنت يا صديقي شخص نزيه يشهد لك كل من عمل معك وانسان نظيف يعيش على المبادئ والاخلاق الحميدة…
ولا يمكن ان ننجز مسيرتك باكملها بهذه الكلمات البسيطة…
وداعا يا ابا سيف وداعا.. وداعا… وداعا…