18 ديسمبر، 2024 9:01 م

الى صديقي ابوهيثم محمد البيشان.. شكرا لماقدمته للوطن… وعذراً اذا نساك المسؤولين….

الى صديقي ابوهيثم محمد البيشان.. شكرا لماقدمته للوطن… وعذراً اذا نساك المسؤولين….

عندما تلتقي بصديق قديم قد مرت بينكم اكثر من اربعين سنة تكون لهفتك الاولى لتسأله عن حاله ووضعه الاجتماعي وزواجه وعدد اولاده واين يسكن وماهي وظيفته وكل هذه الاسئلة الروتينية المعتادة. ولكنك تتناسى ماهو الرد والجواب لانك تبحث في المجهول ولاتعرف عن صديقك هذا اي شيء من صعوبات الحياة التي مر بها ولاعن الظروف القاسية التي واجهها…
اليوم التقيت محض صدفة ومن خلال دعوة عامة في مضيف احد شيوخ قبيلة الجبور بصديقي العزيز محمد بيشان ابوهيثم من اهالي قرية صف التوث الواقعة على ضفاف نهر دجلة في جنوب مدينة الموصل كان صديقي في سبعينات القرن الماضي في الدراسة المتوسطة وكان انسان يحب المرح وادخال البهجة والفرح الى قلوب الاخرين.. وكنت اتمازح معه في ذلك الوقت واقول له انك سوف تكون ممثل وفنان مشهور في المستقبل كونه يحمل معه روح الفكاهة وطيبة القلب
التقيته اليوم ووجدت ان الدنيا اخذت منه ما أخذت وتركت له همومها غارقاً في بحارها لايستطيع تحمل عادياتها لانها قد صبت غضبها بدون رحمة اوشفقة عليه
اخذت منه فلذة كبده وجناحيه اللذان كان يطير بهما في عالم الحياة ويعيش بها افراحه واتراحه… نعم لقد صدمني صديقي عندما تكلم معي عن قصة حياته باختصار وانا كنت استمع له كلمة كلمة وحرف بحرف وهو يتكلم عن أخويه الذين فقدهما في احداث الموصل الاخيرة وابنه الذي لم يتجاوز عمره الخامسة عشر سنة ولايعرف له قبر او اي علامة تدل على انه على قيد الحياة او من ضمن من انتقل الى جوار ربه….
لقد قدم صديقي العزيز ابو هيثم محمد البيشان ثلاثة شهداء لهذا الوطن ولكنه اليوم لديه عتاب كبير على المسؤولين في الحكومتين المحلية والمركزية لعدم سؤالهم عن اوضاع عوائل الشهداء الذين يعيشون ضمن عائلته ولحد الان يعاني فوق مصيبته من الروتين في دوائر الدولة وهو يعيش في دوامة مزعجة وانتقاله بين الدوائر الرسمية…
ورغم انني مازلت انظر الى صديقي ابوهيثم بانه مازال شاب بعمره الخمسيني الا انني وجدت نائبات الدهر قد اخذن منه روح الفكاهة وابتسامته التي كانت لاتفارقه وهذا هو قدرنا في الحياة ايها العراق لاننا ابناءك ونحبك حد التضحية بارواحنا… فماذا تريد منا واين تجد في كل الاوطان هكذا ابناء بررة لك…..
اه ياصديفي ابا هيثم لقد تالمت بعد وداعك اليوم كثيرا وانا اتذكر كلماتك التي تعصر القلب.. ولكن الله اعطى للناس بشرى ومكرمة إلاهيه حين قال وقوله الحق…. وبشر الصابرين……
نعم ايها الصابر المحتسب المؤمن بقدره تذكر انها اقدارنا ولابد لنا ان نعيشها….
اعانك الله على ما انت فيه وادعوا كافة المسؤولين الى النظر في قضية الاخ محمد بيشان وخاصة يجب على الدولة ان تدعم وتساعد عوائل الشهداء وللعلم ان ابن الاخ محمد المقاتل هيثم احد مقاتلي القوات المسلحة في قوات الحدود وهو بامس الحاجة لنقله الى محافظة نينوى للقرب الى اهله خاصة وانه من عوائل الشهداء ونتمنى من الاخوة المسؤولين الاستجابة لذلك….
اتمنى لك ياصديقي نسيان الاحزان وان تعيش بسرور وطمأنينة والله المستعان…..