الى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد حاكم امارة دبي نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة المحترم

ياصاحب السمو والمعالي
في زيارتكم الى العراق قبل سنتين  لمشاركتكم بأحد المؤتمرات  الدولية هناك  وعندما نزلتم في ارض بغداد كانت فرحتنا كبيرة اكبر من المؤتمر نفسه فلقد حللتم اهلاً ونزلتم سهلا بين اهلكم العراقيين المشتاقون لرؤيا اشقاءهم العرب بعد القطيعة التي فرضتها علينا الانظمة السياسية في بلادنا..
وقد كتبتم في حينها تغريده على تويتر تقولون فيها وصلنا بحمد الله بغداد عاصمة الرشيد والمأمون وعاصمة العالم دار السلام وبيت حكمة البشر.. بغداد الشعراء والادباء والعلماء واتممتم تغريدتكم بالدعاء للعراق وشعبه وتفائلكم بعودته من جديد..
وبعيدا عن السياسة وقريبا من الادباء والشعراء اخاطبكم كمواطن عراقي اخاً  لكم في الدين والقومية  متمنيا لكم دوام الصحة والعافية وقد تمنى كل ابناء الشعب العربي في حينها لكم طيب الاقامة في بغداد التي لم تعد عاصمة الرشيد والمأمون كما ذكرتم وانما بغداد عاصمة السفارات والمنطقة الخضراء المدججة بالسلاح…
بغداد التي يخافها ابن البصرة اليوم ويصلها ابن الموصل بحذر شديد .. بغداد التي يحكمها احزاب كثيرة مقابل خدمات قليلة…. بغداد اليوم حطام الحضارات التي لم يبقى منها سوى حروف مكتوبة في الكتب القديمة…
ياصاحب السمو
لقد كان مكان استقبالكم  ابتداءً من المطار مرورا بشوارع خاصة وصولا الى المنطقة الخضراء هي محميات خاصة للمسؤولين وللزوار الذين يأتون ويذهبون بدون علم الشعب.. وانكم سوف ترون في هذه المناطق التطور الحضاري المتقدم كونه واجهة مزيفة من قبل الدولة ولكنكم ياصاحب السمو لو عبرتم الجسر الفاصل بين ما يسمى بالمنطقة الخضراء باتجاه باب الشرقي والسعدون والذي يبعد مسافة خمسمائة متر تقريبا لوجدتم بغداد اخرى.. بغداد  الدمار وانعدام الخدمات.. بغداد الفقراء والكسبة.
كنت اتمنى ان تزور ياصاحب السمو منطقتان فقط لتعرف عراق اليوم جيدا.. اولهما مستشفى الشيخ زايد رحمه الله الذي كانت دولتكم السباقة في ادارته وبناءه في تسعينات القرن الماضي وتشاهدون الدمار وانعدام الخدمات الموجودة فيه واصبح  يفقد كل مستلزمات الوقاية الصحية وهذا المستشفى يعتبر عند اهالي بغداد افضل من غيره. فكيف الحال بباقي المشافي؟؟
واما طلبي الثاني فكنت اتأمل ان يكون ضمن برنامج زيارتكم القيام بزيارة مدينتي الموصل ونحن بحاجة لمثل زيارتكم عسى ان ننال من كرمكم شيئا وتقومون بإعادة الحياة اليها فمع التطور العمراني من تبليط للطرقات واعادة الجسور الا اننا مازلنا نشكو انعدام بعض الخدمات وخاصة في المجال الصحي  بعد ان عجزنا من مناشدة الحكومة العراقية.
وانكم  سوف تشاهدون محافظة بأكملها لا يوجد فيها مستشفى يرقى الى تقديم الخدمات الطبية بل اغلبها عبارة عن كرفانات لا تصلح لإجراء عمليات جراحية  والباقي بنايات تفقد فيها صالة العمليات ابسط المقومات وسوف تشاهدون بأم عينكم وخاصة في هذا المجال الحيوي المهم  مالا يسر الناظرين..
ياصاحب السمو.
بغداد اليوم ليس بغداد التي رسمتم صورتها في اذهانكم.. ودجلة والفرات التي ذكرتموها بتغريدكم لم تعد تصلح ميائها للشرب في مناطق جنوب العراق فاليوم يشرب ابن البصرة الفيحاء مياه غير صالحة للشرب… فكل شيء ياصاحب السمو عاد الى الاسوأ. ولم يبقى لنا من بغداد كمواطنين عراقيين سوى الاسم في الهوية..
واخيرا كنا ومازلنا نتمنى منكم ياصاحب السمو
ان تشارك شركات دولتكم العملاقة بإعادة الحياة الى مدننا كونكم اصبحت بفضل الله وحكمتكم تمتلكون افضل الخبرات في اعادة البنى التحتية والبناء. وهذا املنا بكم اذا حققتموه لنا ايها الأشقاء العرب..
ادعو الله ان  تصلكم رسالتي او تقرؤونها  عبر وسائل الاعلام؛ فان عشمنا بكم كبير لأنكم اصبحتم بفضل الله وفضل حكمتكم انتم ومن معكم من اصحاب السمو رجال دولة من طراز خاص واصبحت دولة الامارات  العربية  المتحدة قبلة للسياح في العالم فهنيئا لشعبكم بكم وهنيئا لكم بشعبكم .