يبدو جليا ً أن حكومتنا ( الموقرة ) قد أطلقت – وبإصرار مفضوح – على من تدعوهم منتسبي الجيش العراقي ( السابق ) إسما ً جديدا ً هو ( البدون ) ، وهو ما يتطابق تماما ًمع نظرة الحقد الأسود الذي يتمترس في صدور أغلبية مجلس النواب ( الموقر أكثر ) وأعضاء متنفذين في الحكومة ( العتيدة ) … لا تعجب سيدي القاريء الكريم ، فمن أشرت إليهم هم وبكل تأكيد بلا مواطنة ولا إنتماء بل إنهم فقدوا كل مقومات الرجولة الحقة وهم يناصبون هذا الجيش وأبناءه عداءً غير مبرر في وقت ٍ يسعى البعض منهم إلى الإدعاء الكاذب بنشر روح الألفة والتسامح والمصالحة الوطنية ، وهم السبب في أن يكون أكثر أبناء هذا الجيش في الخندق المقابل ، و لست أدري لم هذه الرؤى اللئيمة والنظرة السقيمة إلى الجيش ( السابق ) ؟؟؟ لماذا يتصورهُ البعض أنه من يتحمل المسؤولية كاملة عن الحروب التي نشبت ضد دول ( الجوار ) ، ولماذا لا يدرك ذوو التفكير السطحي المتخلف واجبات الجيوش في أي زمان ومكان ؟؟ وهل يمكن لأي جندي في العالم التمرد على أوامر قيادته ومهما كانت الدوافع ؟؟ ولكن العقدة الأكيدة التي تسيطر على سلوك هؤلاء السياسيين هي لماذا الحرب على إيران ( الحبيبة ) ولا شيء غير هذا … نعم .. وكأن هذا الجيش قد تطوع مختارا ً لقتال الإيرانيين فقط … ألم يقاتل الجيش العراقي ( السابق ) في حرب الأيام الستة على الجبهة المصرية في الخامس من حزيران عام 1967 ؟؟ ألم يقاتل هذا العملاق في حرب تشرين 1973 وعلى الجبهة السورية وكان لوقفته البطولية في حماية دمشق من السقوط بيد العدو الصهيوني ما سيسجله له التأريخ بمداد من الفخر والإعتزاز ، فلماذا هذا الشعور والشك بوطنيته وبسالته ؟؟ ثم ألا يدرك هؤلاء القوم إن عدد منتسبي هذا المارد قد قارب المليون في وقت من الأوقات وأغلبهم من العرب الشيعة ، فهل أن كل هؤلاء هم أعداء لأهلهم ووطنهم بسبب حرب العراق وإيران ؟؟ وهل أن هذا العدد الكبير يتحمل ذنوب قيادته حينها ، وهل يؤخذ بجريرة غيره … ما هذا أيها السادة ؟ و ماذا أنتم فاعلون ؟؟ لقد تحملنا كل أوزار الحروب وشظف العيش في حصار إستمر لإثنتي عشر سنة وكنا تحت مطرقة سياسات ونهج متغطرس لا يمكن فيه لأي جندي منا أن يقول … لا ، وهذا حال الجندية التي تعلمنا مبادئها ، والبعض منكم من يدعي النضال والجهاد كان هاربا ًمن الخدمة في الجيش خوفا ورعبا ً من القتال وراح يجوب بلاد العم سام بكل حرية وترف ونحن نكتوي بنار تداعيات تلك الحروب ثم عاد إخيرا ً وبغفلة من الزمن ليكون الآمر الناهي على رجال ما عرفوا الذل والهوان وقد دفعوا الثمن غاليا ً بسبب إيمانهم المطلق بواجب العسكرية الحقة دون الإلتفات إلى الدوافع السياسية … نعم هناك من ناضل منكم من أجل مبادئه ويستحق الإحترام ولكن الكثير منكم لا يستحق ذلك ولا الإمتيازات العديدة التي شرعت بدون وجه حق بدعوى محاربة النظام السابق .. وبالمقابل فأنتم تحرمون من يستحق الحق حقه ..
لقد فقد هذا الجيش خيرة شبابه نتيجة لأخطاء سياسية متكررة ، وظل الآخرون بسببها أسرى لكراسيهم المتحركة لما أصابهم من العوق والشلل والضياع .. فكم من بيت تهدّم ، وكم من أرملة فقدت زوجا ً وأبا ً لأولادها ، وكم من أم ثكلى بكت ولدها … هؤلاء كانوا جميعا ً ضحايا حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل .. فلماذا إذن لا تدركون ذلك ؟؟؟ لماذا هذا النفور من إسم ( جيش العراق الأشم ) ؟ ولماذا تعاقبون الناس على أخطاء غيرهم ؟؟
أعيدوا النظر أيها السادة في نظرتكم تجاه رجال صناديد أنجبهم شعب عريق وعظيم … عليكم أن تفاخروا الدنيا بهم لا أن تعمدوا إلى إقصائهم وتهميشهم كما إتسمت سياساتكم ونهجكم القاصر في كل مجال وأنتم تكيلون الأمور بأكثر من مكيال ..
حتى ( البدون ) في بعض دول الخليج لهم حقوقهم ولهم ما تكفله القوانين التي ما ظلمت أحدا ً منهم ، فمن نحن حتى نركن ؟؟؟ ومن نحن حتى نقصى ؟ بل من أنتم ؟؟؟
لقد إنبرى الخيرون منكم في مجلس النواب لإقرار التعديل الأول لقانون الخدمة والتقاعد العسكري رقم 3 لسنة 2010 ووجدنا فيه ما أعاد لنا الحق الذي نستحق وبعد معاناة طويلة من العوز والحاجة ، وما لبثتم أن تنكرتم لحقوقنا كأبناء جيش أبي وسرقتم الفرحة والأمل من الصدور وبكل حقد وإجحاف … وراح البعض منكم يغني طربا ً من إننا سنلحق بركب القانون الموحد سيء الصيت الذي لا أدري أي يد ظالمة قد كتبته وشرعته ليكون وبالا ً على أبناء جيش صاروا كما ( البدون ) فعلا ً… وتلك والله إدانة لكم لأنكم تعيشون العقدة ذاتها … فأين العدالة في أن يستوي من كان جنديا ً على أهبة الإستعداد دائما ً للدفاع عن أرضه وبأقسى الظروف ، ودفع من دمه وحياته من أجل شعبه … كيف يستوي مع موظف يجلس خلف مكتبه طول الوقت وبأحسن الظروف ، مع كل التقدير والإحترام لكل موظفي الدولة … لقد سلبتم حقوقنا وقتلتم تطلعاتنا وأنتم مترفون بأموالنا وإستحقاقاتنا التي نص عليها قانون جيشنا والبعض منكم والله لا يستحق حتى أن يقال عنه إنه تافه لأنه يعيش ضحالة التفكير والسلوك … تبا ًلمن كان السبب في الإلتفاف على منجز كان عليكم أن تسجلوه لكم وأنتم في أواخر أيام سطوتكم ونفوذكم وتسلطكم ، تبا ً لليد التي كتبت وقررت سلخنا من قانوننا … والله إنه منتهى الغباء أن يقرر أي منكم قطع أرزاق الناس دون مراعاة ما ينجم عن ذلك وكأنه ينفق من أمواله وليس أموال بلد غني هي ملك لهذا الشعب بكل شرائحه وليس من إرث آبائكم و(نضالاتكم) ، فتصور سيدي القاريء الكريم ، كم هو الحقد الذي يملأ الصدور …. وهنا نؤكد وللتأريخ إن اللجنة القانونية والأمن والدفاع إضافة إلى المالية البرلمانية تتحمل وزرنا وتتحمل كل ما أصابنا ويصيبنا من ظلم وغبن ٍوجور ٍوخذلان … إن أي من رؤساء هذه اللجان يزن الأمور وفق رغبته ويشرّع ما يرضي حقده وسعيه للإنتقام ، وإلا لماذا لا يقف أحدهم وقفة جادة للإبقاء على تعديل ٍمنصف لا السعي لإلغائه ، و كان المفروض به وهو نائب عن الشعب كل الشعب ورئيس لجنة ذي علاقة مباشرة بكل ما نعانيه ، أن ينبري ويتصدى للمحاولات التي أفلحت في قتل التعديل ، ولكن ذلك لم يحدث لأنه ولأنهم لاهون بالإلتفاف على قرار المحكمة الإتحادية بإلغاء رواتبهم التقاعدية فكيف يتركوا ترفهم وما حصلوا عليه دون أن يقضموا ما يحقق لهم المستقبل الذي إعتادوا عليه من أموال المتعبين واليتامى والأرامل ولقاء خدمتهم الوظيفية التي لا تزيد على أشهر قليلة أمضوا نصفها في ربوع أوروبا وأمريكا والخليج وعمان .. والنصف الآخر منها في الضحك على الذقون .
فهل من الإنصاف والعدل الذي تدعون أن تكون رواتبكم التقاعدية ما يعادل ثلاثين ضعفا ً من راتب أي ضابط ( سابق ) برتبة فريق من الذين أطلقتم عليهم ظلما ً وبهتانا ً تسمية ( الجيش السابق ) …. حسبنا الله ونعم الوكيل فيكم وفي تجبركم ، وتبا ً للسلوك الباطل الذي تعاملتم به مع قضيتنا نحن ( البدون ) فوالله إننا لا نستحق ما أصابنا من حيف قاتل بسبب حقدكم الأعمى وظلمكم وجوركم ونحن الذين كنا وكنا وما ترددنا يوما ً عن أن نكون من يحمي الأرض والعرض وقدمنا ما لم يقدمه أي منكم لخدمة عراق الشمم .
لقد تناسى هؤلاء – سيدي القاريء الكريم – وعميت قلوبهم عن حقيقة واحدة في إن الله هو القوي وهو المتجبر في كل حين … ووالله إنهم لراحلون ولكنهم لا يدركون ولا يفقهون ولا يبصرون ، وهنا أقول لهم إن أغلبكم أنتم من الإسلاميين المسلمين فهل يا ترى عرفتم ما جاء به الإسلام الحنيف من فضائل ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) .. ألم يكن هذا هو النهج السليم الذي دعا إليه دين الرحمة ؟؟؟ فلماذا إذن ميزانكم الأعوج … ؟؟؟؟
أيها السياسيون .. أنا أعلم جيدا ً إنكم لا تقرأون ما يكتبه الآخرون لأنكم ما عرفتم الحق يوما ً ، تحاولون الهرب منه ولكنه سينتصر في النهاية ، فإن قرأتم فإن عليكم أن تقفوا مع الحق ونحن لا نطالب بأكثر من الحق ، ولتعلموا جيدا ً من أننا أبناء جيش العراق جميعا ً سابقهم ولاحقهم نريد أن نستظل بقانوننا الواحد وليس بقانونكم (الموحد ) .
من منتسبي الجيش ( السابق )